اشتهر بدعمه لغزة.. نائب بالبرلمان الفيدرالي البلجيكي: إسرائيل أمِنت العقاب وما تفعله في غزة إبادة لتوسيع مشروعها الاستعماري| حوار
على مدار أكثر من عام من الحرب برزت أسماء مسؤولين أوروبيين يدافعون عن غزة ويطالبون بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع معتبرين ما يقوم به جيش الاحتلال في القطاع هو حرب إبادة وتطهير عرقي، وكذلك محاولات تهجير قسري.
ضمن شخصيات كثر أظهروا مرارًا وتكرارًا دعمهم لغزة ومناهضة الاحتلال الإسرائيلي، كان النائب في البرلمان الفيدرالي البلجيكي، مالك بن عاشور، والذي اشتهر بدفاعه عن غزة حتى أنه كان ضمن فريق برلماني طالب بمنع دخول المنتجات الإسرائيلية إلى الأسواق البلجيكية، كما اعتبر البعض ما قدمه لغزة أكبر مما قدمه المجتمع الدولي.
في هذا الصدد، أجرى القاهرة 24 هذا الحوار مع مالم بن عاشور، النائب في البرلمان الفيدرالي البلجيكي وعضو الجمعية البرلمانية لتنظيم الأمن والتعاون في أوروبا، وإلى نص الحوار:
كيف ترى الحرب الإسرائيلية على غزة بعد مرور عام على الحرب؟
في هذا الشأن هناك عدة نقاط يجب التأكيد عليها:
الأول هو أنه منذ أكثر من عام، تواصل إسرائيل توظيف قوتها التدميرية في حربها على غزة بشكل يظهر مدى اطمئنانها إلي الإفلات من العقاب، وما يفعله جيش الاحتلال الإسرائيلي في هذه الحرب هو محاولة لاستعادة الردع وحفظ ماء الوجه بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، وتقوم بذلك عبر ردها غير المتكافئ في الحرب ضد الفصائل الفلسطينية، وفي ذات السياق فإن الرغبة في الانتقام التي تظهر في الإعلام الإسرائيلي، وفي أروقة الكنيست، وما نشاهده من هجمات صاروخية في سماء غزة، فهو يعبر عن استراتيجية متعمدة؛ فالتفاوت في الرد يعد جزءًا استراتيجيًا مركزيًا.
وثانيا، تبدو إسرائيل وكأنها تعتبر الوضع بعد 7 أكتوبر فرصة تاريخية لتسريع مشروعها الاستعماري بشكل كبير، فمن جهة، عبر تقليص سكان غزة إلى أقصى حد، إما بالقتل أو ربما في المستقبل، بالتهجير القسري والدائم لآلاف الأشخاص، ومن جهة أخرى، بتكثيف سياستها في الضفة الغربية والقدس الشرقية عبر السيطرة المتزايدة على الأرض.
هل ترى أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية قد أدوا دورهم المنوط بهم في الحرب على غزة؟
ما يُعرف بـ"المجتمع الدولي" قد تضرر بشكل كبير، المعايير المزدوجة الصارخة التي اتسمت بها مواقف العواصم الغربية أفقدتها مصداقيتها لدى جزء كبير من العالم، كما أن عجز عدة عواصم عربية، بل وتواطؤها الضمني في بعض الأحيان، يجب تسليط الضوء عليه أيضًا، وهذا العجز يشمل أيضًا الولايات المتحدة التي على الرغم من دعمها لحكومة نتنياهو وتزويدها بالسلاح، حاولت تهدئة اندفاعه العنيف في الحرب، لكنها لم تحقق أي نتيجة ملموسة، وهو ما عرض بايدن وبلينكن للإهانة على مدار عام من الحرب من قبل نتنياهو حتى فقدا مصداقيتهما، في هذا العام من الحرب وجرائم الحرب وجرائم الإبادة.
أما الأمم المتحدة، فقد عبرت كثيرًا، وغالبًا بشكل إيجابي، عبر أمينها العام أو من خلال وكالاتها الأكثر نشاطًا في الأراضي الفلسطينية مثل الأونروا وأوتشا على سبيل المثال، ولكن للأسف، أصبحت الأمم المتحدة عاجزة بسبب تصرفات الدول الأعضاء، فهي ليست سوى انعكاس للتوازن بين القوى الكبرى، بالإضافة إلى ذلك، هي مستهدفة بحملة عدائية مدفوعة من إسرائيل وحلفائها، فعندما يهاجمون مؤسسات الأمم المتحدة، فإنهم يستهدفون القانون الدولي، ويمكن رؤية ذلك بوضوح في الهجمات البشعة الموجهة ضد ممثلة الأمم المتحدة في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز.
ماذا عن الطلب الذي قدمتموه سابقًا لمنع دخول المنتجات الإسرائيلية إلى السوق البلجيكية؟
لقد بذلنا قصارى جهدنا للدفاع عن هذا الطلب لكن لم يكن لدينا أغلبية لتمريره في البرلمان، واليوم، وبعد انتخابات 9 يونيو 2023 في بلجيكا، تغير ميزان القوى ولم يعد في صالح من يريدون الاستمرار في الدفع نحو هذه الإجراءات.
برأيك؛ هل ستصدر المحكمة الجنائية الدولية حكمًا ضد إسرائيل بارتكاب جرائم حرب؟
لا أعلم، هذا الأمر يعود للمحكمة للقيام بعملها، استمعت لعدد من الخبراء الدوليين الذين يرون أن ما يحدث في غزة هو جريمة إبادة جماعية، وبغض النظر عن المصطلحات، المهم هو إيقاف هذه المجازر والعمل أخيرًا على معالجة أسباب العنف الذي يلقاه الفلسطينيون: الاحتلال، والاستعمار، والفصل العنصري، وسرقة الأراضي.
في رأيك.. كيف سيؤثر فوز كامالا هاريس أو دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية على الحرب في غزة؟
هاريس، كنائبة للرئيس، لم تحقق أي نتيجة ملموسة لوقف الحرب البربرية الإسرائيلية أو لمطالبة المسؤولين عنها بالمحاسبة، من جهة أخرى، قد تكون أكثر تفهمًا للجيل الجديد من الديمقراطيين الشباب الذين يطالبون بإعادة تعريف العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، كما أن أنصارها يقدمون بعض المؤشرات المثيرة للاهتمام في هذا الصدد.
أما ترامب، فهو مؤيد صريح لإسرائيل، ولا ننسى أنه هو من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقدم ما يسمى بـ"صفقة القرن" التي تنكر الحقوق الأساسية للفلسطينيين، وأذكر أيضًا حقيقة أن نتنياهو لا ينتظر إلا فوز ترامب وهي نقطة يجب أن تثنينا عن أي أوهام بشأن موقف عادل من القضية الفلسطينية، وبشكل عام، لا أعتقد أن السياسة الأمريكية ستتغير بشكل جوهري مع الإدارة الجديدة.
برأيك؛ ما هو الطريق للوصول إلى حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
إعادة احترام القانون الدولي إلى صلب جميع النقاشات، عندما أرى حتى رؤساء سابقين، مثل بيل كلينتون على سبيل المثال، يعتبرون أن المرجعية التاريخية التوراتية تتفوق على مرجعية القانون الدولي، أشعر بالخوف وأقول لنفسي إن كامل هيكل النظام العالمي، الموروث من مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، قد ينهار في غزة.