حرب الصحافة ورجال الأعمال في الانتخابات | سر انسحاب صحيفة واشنطن بوست فجأة من تأييد هاريس أمام ترامب
الديمقراطية تموت في الظلام.. هذا هو شعار واشنطن بوست الصحيفة الأمريكية الأشهر على الإطلاق والتي تمثل قلب الولايات المتحدة النابض، والتي اشتهرت بفضح وثائق ووترجيت، ولا تزال تكشف الأحداث السياسية والدولية الشائكة.
تعيش الولايات المتحدة الأمريكية، أزمة كبرى أشبه بالحرب بين المنصات الإعلامية والصحفية، لدعم أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بين هاريس وترامب.
جرت العادة في الولايات المتحدة، أن تعلن كل صحيفة عن مرشحها الرئاسي لهذه الانتخابات، واعتادت الواشنطن بوست دعم مرشحين الديمقراطيين على مدار الأعوام والدورات الانتخابية الماضية، لكن الأمر اختلف هذا العام، إذ فوجىء الجميع أن واشنطن بوست أصدرت بيانا رسميا تعلن فيه عدم دعمها لأي طرف من الأطراف في الانتخابات الرئاسية الجارية.
وعندما استقبلت الصحيفة الأمريكية العديد من التساؤلات حول سر إقدامها على ذلك، فقالت: نحن ندرك أن هذا القرار سيؤدي إلى العديد من التساؤلات، سواء كان يُنظر إليه على أنه دعم ضمني لأحد المرشحين، أو رفض آخر، أو على أنه هروب من مسؤولياتنا، مشيرًا إلى أن الصحيفة قررت الالتزام بالحياد، على أن تعود الصحيفة إلى الأصل، وفقًا لوصفها.
على الصعيد الآخر، أعلنت كل من نيويورك تايمز وبوسطن جلوب وفيلادلفيا، دعمهم الكامل للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
جدير بالذكر، أن صحيفة فيلادلفيا تقع في أكثر الولايات التي من المعتاد أنها تحسم الانتخابات الأمريكية وهي ولاية فلوريدا، أشهر الولايات المتأرجحة.
بدأت الصحف الأمريكية تتحدث عن كون جيف بيزوس رجل الأعمال الأمريكي، ومالك واشنطن بوست وشركة أمازون، يرغب في إعطاء دعمه لدونالد ترامب.
ترامب وجيف بيزوس مالك واشنطن بوست
يوجد شقين لحدود العلاقة بين ترامب وجيف بيزوس، الأولى هي الأزمة الكبرى التي وقعت بين الطرفين خلال تولي ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة، ففي دعوى قضائية عام 2019، زعمت أمازون أنها خسرت عقد البنتاجون للحوسبة السحابية بقيمة 10 مليارات دولار لشركة مايكروسوفت؛ لأن ترامب استخدم ضغطًا غير لائق لإيذاء عدوه السياسي بيزوس.
ما هو العقد بين البنتاجون وأمازون التي يملكها بيزوس؟
عام 2019 أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون، أنها منحت شركة مايكروسوفت عقدًا ضخمًا لتخزين البيانات في الحيز السحابي كلاود قيمته 10 مليارات دولار، في وقت كانت شركة أمازون تُعتبر الأوفر حظًا للحصول على العقد.
ويهدف العقد، ومدّته 10 سنوات، إلى تحديث مجمل الأنظمة المعلوماتية للقوات المسلحة الأميركية في نظام يديره الذكاء الاصطناعي.
ما علاقة بيزوس وترامب بقضية جيفري أبستن والأمير أندرو البريطانيا لأخلاقية؟
أما الشق الثاني في العلاقات بين ترامب وجيف بيزوس، هي القضية الكبرى والأشهر على الإطلاق المتعلقة، بشبكة دعارة اتُهم فيها جيفيري أبستن رجل الأعمال الأمريكي، والأمير البريطاني أندرو، والتي ثبت فيها اتهام ابستن بإدارة هذه الشبكة، لكن بعض الوثائق أثبتت حضور جيفيري أبستن وجيزلان ماكسويل شريكته في القضية، حفلات استضافها جيف بيزوس مالك واشنطن بوست وأمازون، والتي حضرها في نفس الوقت دونالد ترامب منذ سنوات عديدة، أي أنه ذُكر اسم ترامب وجيف بيزوس في القضية الأشهر، لتنظيم أحدهم فعاليات ضمت المتهمين وحضور الآخر، وكون ترامب وبيزوس لديهم علاقات وطيدة بجيفري أبستن.
