ألقوا بي أمام مستشفى.. شاب يبحث عن أسرته منذ 12 عامًا: اتربيت في دار أيتام وأمنية حياتي أوصل لأهلي
أمنية حياتي أوصل لأهلي وأعيش حياة كريمة.. بتلك الكلمات استغاث الشاب علي فوزي، أحد أولاد دور الرعاية في محاولة للوصول إلى أسرته بعد ما سلك عدة طرق في رحلة البحث عنهم دون جدوى، حيث وجُد أمام مستشفى كفر الزيات العام في محافظة الغربية وهو في عمر الأيام.
كبر الشاب صاحب الـ 24 ربيعًا بين جدران دار الهدى لرعاية الأيتام في طنطا، وبدأ رحلة البحث عن أهله منذ كان في عامه الدراسي السادس أي من 12 عامًا تقريبًا دون أن يصل إليهم، وما إن أتم عمر الـ 18 عامًا، وفي ليلة وضحاها، وجد نفسه بلا مأوى بين أرصفة شوارع طنطا، قائلًا خلال حديثه مع القاهرة 24: لما تميت السن القانوني مشوني من الدار، ورفضوا بقائي وقالولي انت راجل، لم أجد سوى الشارع، مفيش حد بيرضى يأجر شقة أو غرفة لأولاد دور الأيتام، مش ذنبنا إن ربنا خلقنا أيتام.. الشارع غول ووحش ونمت فيه أكتر من 6 شهور واتعرض عليا اشتغل في المخدرات وأسرق.
ويتابع علي فوزي: اشتغلت بنومتي كنت بشتغل في كافيه بدون أموال مقابل السماح بنومي في المكان.. الناس بتستعبدنا وتشغلنا من غير فلوس ومش بنقدر نتكلم وأنا مجبر عشان مرجعش للشارع تاني، ما أعرفش اهلي عملوا معايا كدا ليه، هما رموني قدام المستشفى العام كفر الزيات كنت لسه صغير مش عارف حاجة حتة لحمة حمرا، نفسي أوصلهم وأبقى وسطهم وفي حضنهم، لما اتربيت في الملجأ وبقيت في 6 ابتدائي بدأت أحس وأفهم ان زمايلي بيروحوا المدرسة بأهاليها ليه احنا مش زيهم، بقيت اسأل مشرف الملجأ وقالولي انت صغير على الكلام دا اتربيت في ملجأ وأنا ماليش حد ولا أهل.
ويضيف الشاب بنبرة يغلبها الحزن وقلة الحيلة: عمري في حياتي ما عرفت طعم أكل البيت ونفسي أقول بابا وماما وأعيش حياة كريمة زي أي انسان، ماليش أهل ولا حد بيسأل عليا وبتمنى أموت.. وحتى لما اتمنيت الموت فكرت مين هيدفني وهدفن فين من أساسه.. مش بطلب إن أهلي يكونوا أغنيا مش محتاج غير وجودهم معايا لو بيناموا على الأرض هنام معاهم، بس يبقى ليا عيلة.
ويستغيث علي حتى يستطيع الوصول إلى أهله، طالبًا مساعدة الناس، مردفًا: أنا ليا أهل وبدور عليهم وبسعى وبطلب من الناس تساعدني.. أمنية حياتي ألاقي أهلي.. كل اللي أنا بطلبه منكم إنكم تساعدوني ألاقي أهلي لأن الموضوع ده تعبني نفسيا ومابعرفش أنام الليل.. ساعدوني ألاقي أهلي، ممكن عن طريقكم صوتي يوصل لأهلي.
