الاعتداء على الأراضي الفلسطينية واللبنانية والتعاون جنوب- جنوب.. الكلمة الكاملة للرئيس بقمة بريكس بلس
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي ، خلال كلمته في اجتماع قمة بريكس بلس: أعرب عن تقديري، للرئيس فلاديمير بوتين، لدعوته لاجتماع اليوم بصيغة بريكس بلس، كما أرحب برؤساء الدول والحكومات المشاركين في الاجتماع، الذى يؤكد الأهمية المتزايدة لتجمع بريكس، باعتباره تجمعا قائما على التعاون والاحترام المتبادل بين الدول، ويعكس كذلك حرص التجمع، على تكثيف التشاور والتنسيق الفعال، مع الدول الصديقة والمؤثرة من خارجه، بهدف تحقيق مصالحنا المشتركة.
وأضاف الرئيس السيسي في كلمته: يأتي اجتماع اليوم في ظرف دولي دقيق، يموج بالأزمات والتحديات المركبة، ويشهد تهديدا لمصداقية النظام الدولي متعدد الأطراف، وتغلب عليه النزعات الحمائية والسياسات الأحادية، حيث تؤمن مصر، في خضم هذا التشتت، بضرورة تكاتف الدول النامية، وتعزيز التعاون جنوب – جنوب، كأحد السبل المهمة لمواجهة التحديات الراهنة، حيث كانت مصر دوما في طليعة الدول، التي حرصت على تعزيز التعاون بين الدول النامية، فضلا عن سعيها الدؤوب، لدعم مصالح وأولويات دول الجنوب، في مختلف المحافل الدولية.
الكلمة الكاملة للرئيس السيسي بقمة بريكس بلس
وتابع: وفي هذا الإطار، لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة، بدون الحديث عن الأزمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، لما يزيد عن العام، على أبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة، وامتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضي اللبنانية، مما يعد أكبر دليل، على ما وصل إليه عالمنا اليوم، والنظام الدولي، من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير، فضلا عن غياب المحاسبة والعدالة، إزاء الانتهاكات التي ترتكب في حق المواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولي والإنساني، الأمر الذى نتج عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة، واستمرار الحرب وتوسعها، وهى كلها شواهد تفرض تضافر الجهود الدولية، لوقف التصعيد الخطير في المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة، وخاصة في ظل امتداد الصراعات بالمنطقة، لتشمل العديد من الدول، وامتداد تلك الصراعات، لتؤثر سلبا على حركة الملاحة بخليج عدن والبحر الأحمر، وعلى حركة التجارة الدولية واستقرار سلاسل الإمداد العالمية.
واستطرد: تثمن مصر محفل بريكس بلس، باعتباره منصة لدفع التعاون وتعزيز التشاور، بين تجمع بريكس ودول الجنوب، وفى هذا الإطار، أود الإشارة إلى النقاط التالية:
أولا- أهمية تعظيم الاستفادة من بنوك التنمية متعددة الأطراف، لتكون أكثر قدرة على تعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر، بما في ذلك النفاذ لتمويل المناخ، ونؤكد الدور المهم لكل من بنك التنمية الجديد، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، في توفير التمويل اللازم والميسر للدول النامية، لتنفيذ المشروعات التنموية في قطاعات متعددة.
ثانيا - ضرورة استثمار اجتماعات بريكس بلس، لتعزيز التعاون جنوب– جنوب، وتكثيف تبادل الخبرات في مختلف المجالات، فضلا عن تنفيذ مشروعات مشتركة لتحقيق المنفعة المتبادلة، وأود في هذا المقام، أن أؤكد استعداد مصر لمواصلة جهودها، لتنفيذ العديد من مشروعات التعاون الفني وبناء القدرات مع الدول الراغبة في ذلك.
ثالثا - أهمية استمرار التعاون والتشاور بين الدول النامية، لضمان الحفاظ على فاعلية المنظومة الدولية متعددة الأطراف، والتصدي بشكل جماعي، لمحاولات فرض سياسات أحادية ومنفردة، بما يضر بمصالح دولنا.
وأكمل: في ختام كلمتي، أؤكد التزام مصر الكامل، بتعزيز العمل والتعاون المشترك، بين دول تجمع بريكس ودول الجنوب، بما يحقق أهدافنا المشتركة، وتطلعات شعوبنا في مستقبل أفضل.