قمة الرؤساء| الأنظار تتجه نحو كازان.. خبراء: مجموعة البريكس بلغت الرشد ونتائج القمة ستتحدى الغرب
تتوجه أنظار العالم إلى مدينة كازان الروسية، التي تشهد غدا الثلاثاء، انطلاق قمة رؤساء دول البريكس، في إطار الرئاسة الروسية للمجموعة لعام 2024، في واحد من أبرز الأحداث على الساحة الدولية المهمة، التي قد تلعب دورا في تشكيل وجه جديد للعالم، وخلق تحالفات اقتصادية قوية، تؤسس لعهد جديد تقوده المجموعة الاقتصادية الصاعدة التي تضم عددا من الدول الكبرى.
وتعقد قمة رؤساء دول البريكس في مدينة كازان الروسية، خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر، بمشاركة عدد من قادة الدول الأعضاء، وقادة الدول المدعوين للمشاركة أيضًا، بحضور الرئيس السيسي، رئيس الجمهورية، بعد إعلان انضمام مصر للمجموعة منذ مطلع يناير الماضي، وتتشارك مجموعة البريكس هدفا واحدا وهو الحد من سيطرة الدولار على حركة التجارة، وكذلك إيجاد بدائل لنظام عالمي يهيمن عليه الدولار والقوى الغربية.
في هذا التقرير، نرصد آراء وتحليلات الخبراء الروس والعرب حول هذه القمة، والتطلعات المتوقعة، وما قد تؤول إليه من نتائج في ظل التحديات العالمية الراهنة.
مورتازين: مجموعة البريكس بلغت الرشد
وقال أندريه مورتازين الكاتب والباحث في الشؤون الروسية من موسكو، إن مجموعة البريكس قد بلغت في هذه السنة عمر سن الرشد 18 عاما، بعد أن تم تأسيسها في عام 2006، على هامش منتدى سان بطرسبروج الاقتصادي، وفي هذه السنة، في شهر يناير تم توسيع المجموعة بضم السعودية وإثيوبيا ومصر وإيران والإمارات، ومنظمة البريكس لعبت دورا مهما في المجتمع المعاصر، فتشكل حوالي ربع مساحات الكرة الأرضية، ويعيش هناك حوالي نصف سكان الكرة الأرضية، أما الناتج المحلي الإجمالي للمجموعة يتجاوز 30% من الناتج الإجمالي العالمي.
وأضاف مورتازين في تصريحات لـ القاهرة 24: بالإضافة إلى الدول العشرة الأعضاء، هناك مجموعة دول تريد الانضمام إلى هذه المنظمة، ومن ضمنها دول في الشرق الأوسط وأفريقيا وإندونيسيا، وفي أمريكا اللاتينية هناك المكسيك والأرجنتين ونيكاراجوا، وطبعا المسألة الرئيسية في قمة كازان سيكون مسألة توسع المجموعة، ومن الواضح أن الكثير الدول والدول العربية تريد الانضمام إلى هذه المجموعة لأن هذه المنظمة لا تملئ الشروط للانضمام خلافا عن عن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو مثلا، ويحق لأي دولة أن تطرح المقترحات في مجال الاقتصاد وفي مجال السياسة، وطبعا يتم الأخذ بعين الاعتبار جميع الأراء وجميع المصالح الاقتصادية والسياسية، وطبعا هذا هو الخلاف الجذري بين منظمة بريكس ودول الاتحاد الاوروبي مثلا.
واختتم: الفكرة الرئيسية طبعا هناك المسأل السياسي والجيوسياسية، فيجب على دول البريكس أن يوطدوا النفوذ الذاتي، من أجل مواجهة هيمنة الدول الغربية في المؤسسات العالمية، مثل مثل الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، وستتحول مدينة كازان الروسية وهي عاصمة جمهورية تتارستان إلى مساحة للمباحثات للدول الكبرى والأقطاب الجديدة في العالم متعدد الاقطاب وسيشارك فيها رؤساء الصين والهند والدول العربية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وستركز القمة على الطاقة، وبناء المحطات الكهروذرية مثل محطة الضبعة، وسيبحث أعضاء المجموعة الكثير من القضايا السياسية، فالبريكس هى مساحة للتعبير عن الرأي وطرح المبادرات، ويدور الحديث الآن عن تشكيل العملة الجديدة والعملات الرقمية لدول البريكس.
القليوبي: النتيجة الرئيسية لقمة البريكس ستكون تحدي الغرب
وقال الدكتور رامي القليوبي، الأستاذ بمعهد الاستشراق في موسكو: هذه أول قمة تنعقد في إطار موسع بعد الإعلان ضم خمس دول جديدة، وربما هذا التوسع هو الذي زحم أجندة بريكس وأجندة الرئاسة الروسية لها، لكن بالمفهوم الواسع يمكن الجزم بأن النتيجة الرئيسية ستكون تحدي الغرب، وإنشاء منصة للحديث بين قوى كبرى اقتصادية سياسية وعسكرية من دون دول غربية.
وأضاف القليوبي في تصريحات لـ القاهرة 24: كذلك قد يتم التوصل إلى بعض الاتفاقات عبر بنك التنمية الجديد التابع للبريكس، وهنا يمكن مثلا لمصر أن تستفيد من جهة الحصول على قروض ميسرة الفوائد، فبريكس هي منظومة اقتصادية بديلة بديلة لصندوق النقد الدولي، وفي المقابل، الدول الثرية مثل الإمارات يمكنها ضخ الأموال والاستمارات في دول أخرى عبر هذا الصندوق.