نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى.. كتاب جديد لمصطفى بكري| كيف يرى سيناء وتأثير والده عليه
أعلنت دار كنوز للنشر، صدور كتاب جديد للكاتب الصحفي مصطفى بكري، بعنوان نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى، حيث يتناول مسيرة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وعقيدته الصهيونية ومخططه لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، كاشفًا عن تفاصيل رؤية نتنياهو والذى يطالب بضرورة تعزيز الطابع اليهودي للدولة على حساب الهوية الإسرائيلية باعتبار أن إسرائيل وجدت لليهود فقط على حد تعبيره، حيث يأتي ذلك من خلال قراءة الكاتب لـ أطروحات نتنياهو خاصة كتابه مكان تحت الشمس.
وقال بكري في كتابه الجديد: نتنياهو يشكل حالة فريدة في التجربة السياسية الإسرائيلية منذ تأسيس دولة الكيان الصهيوني وحتى اليوم، فقد استطاع من خلال مواقفه التي تميزت بالدهاء والذكاء البقاء في رئاسة الحكومة الإسرائيلية لعدة دورات بدأت في الفترة 1996-1999 ثم تلتها دورات أخرى بدأت منذ عام 2009 وحتى الآن، مما يؤكد أننا أمام شخصية متفردة، ومقنعة للشارع الإسرائيلي رغم مواقفه اليمنية المتطرفة، والتي تجسدت بشكل واضح خلال حرب الإبادة الراهنة ضد مواطني غزة والضفة، منذ عملية طوفان الأقصى، في 7 من أكتوبر 2023م، وما تلاها من حرب على لبنان بدأت في شهر سبتمبر 2024 ، وسبقتها قبل ذلك عمليات اغتيال العديد من الشخصيات الفلسطينية واللبنانية المؤثرة والمنتمية إلى حماس وحزب الله، وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ثم اغتيال الأمين العام حسن نصر الله وغيرهم من القيادات السياسية والعسكرية على السواء، وهى الحرب التي تسببت في دمار غزة ومقتل54 ألف وإصابة أكثر من 210ألف في غزة والضفة، ناهيك عن الحرب التي طالت البنية التحتية في الجنوب اللبناني، ثم امتدت إلى العديد من المناطق الأخرى وتحديدًا في صور وصيدا والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت، حيث تتمركز قيادة حزب الله والكثير من عناصر وعائلات الحزب في هذه المنطقة.
ويهدف هذا الكتاب إلى معرفة الأسباب الحقيقية التي شكلت وعي وأفكار وأيديولوجية نتنياهو المتطرفة والتي انعكست في عدائه الشديد لكل ما هو فلسطيني وعربي وإسلامي، ورفضه لأية حلول سياسية من شأنها إقامة الدولة الفلسطينية، أو استمرار بقاء الفلسطينيين على بعض من أراضيهم، ويتطرق الكتاب إلى طبيعة العلاقة الفكرية التي ربطت بين بنيامين ووالده تسيون نتنياهو والذي كان يردد على مسامعه منذ الصغر قوله: إنك أفضل من أي عربي، وإذا جلست فاجلس مع من هم نظراؤك، فالعرب أقل من أن تحدثهم أو تنظر إليهم.
وأوضح المؤلف: كانت مقولات والده وكتاباته مبعث تطرفه منذ الصغر، حيث وصفه المؤرخ الإسرائيلي يوسف كلا وزفر" رئيس تحرير دائرة المعارف العبرية الأسبق بأنه سيكون من أكثر اليهود تطرفًا في العالم، حيث يعد كتاب مكان تحت الشمس الذى ألفه بنيامين نتنياهو هو المرجع الأهم لأفكاره خاصة مقولاته عن إسرائيل الكبرى وعن القدس وسيناء، وعن رؤيته لطبيعة التسوية السياسية مع العرب.
يقول نتنياهو عن سيناء: إنها المكان الذى جاءت فيه رسالة موسى الذى أرسل لبنى إسرائيل، ومن الطبيعي أن يكون لليهود عاصمتهم في سيناء، إلا أن العرب المعتدين طردوا اليهود من هذه البقعة الطاهرة، ولذلك قام بتأليف ترنيمات يهودية، أوضح خلالها أنه لا ينظر لسيناء على أنها منطقة أمن لإسرائيل، مثلما ينظر للجولان أو الجنوب اللبناني، إنما هناك منطقتان لا يجوز التخلي عنهما كما يقول هما سيناء والقدس، ولذلك كان العداء حادًا بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "مناحيم بيجين" والذى اتهم بأنه أصح يهوديًا مارقا، يحل عليه العذاب في الدنيا والآخرة بعد أن قام بتسليم سيناء إلى السادات بمقتضى معاهدة كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.
