مصر والمنطقة في قمة بريكس
تحتضن الساحة الدولية حدثا مهمًا يتمثل في انعقاد قمة بريكس بمشاركة قادة 5 من أقوى الاقتصادات الناشئة في العالم: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى الأعضاء الجدد وعلى رأسهم مصر.
المجموعة تعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين دولها وتسعى إلى خلق نظام عالمي أكثر توازنًا بعيدًا عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.
تسعى مصر إلى تعزيز حضورها في القمة، وسط تطلع واضح إلى الفوائد الاقتصادية والاستراتيجية التي يمكن أن تجنيها من تعاونها مع هذه المجموعة.
وفي كلمة مسجلة ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة، عبّر عن رؤية مصر الطموحة للشراكة مع "بريكس" وأهمية التكامل مع دول المجموعة لتحقيق التنمية المشتركة
انضمام مصر إلى مجموعة بريكس سيحقق لها العديد من الفوائد على عدة مستويات، منها تنويع الشراكات الاقتصادية، وسوف تستفيد مصر من تطوير علاقات اقتصادية وتجارية أوسع مع الاقتصادات الصاعدة مثل الصين والهند، التي تعد من أبرز الأسواق العالمية، هذا التنويع يتيح لمصر فرصًا لتصدير منتجاتها الزراعية والصناعية، واستقطاب استثمارات جديدة في مجالات البنية التحتية والطاقة
مصر تطمح إلى جذب استثمارات أجنبية جديدة لتعزيز البنية التحتية والطاقة المتجددة. انخراط مصر في منظومة "بريكس" قد يسهم في توجيه الاستثمارات من دول المجموعة نحو مشاريع استراتيجية في مصر، بما في ذلك تطوير الموانئ، الطرق، والمشاريع الزراعية والصناعية، المجموعة بالطبع تسعى لإنشاء نظام مالي عالمي موازٍ يخفف من هيمنة الدولار الأمريكي، وذلك عن طريق تعزيز التجارة بالعملات المحلية.
هذه الخطوة ستمنح مصر مرونة مالية وتجارية أكبر، وستساعدها على مواجهة التحديات الاقتصادية المتعلقة بتقلبات العملة ومع تزايد الطلب على الطاقة، خصوصًا في الدول الصناعية الناشئة، قد تصبح مصر شريكًا محوريًا لدول "بريكس" في مجال تصدير الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، ما يعزز دورها كلاعب إقليمي في أسواق الطاقة.
انضمام مصر إلى مجموعة بريكس
في كلمته المسجلة، ركز الرئيس السيسي على أهمية التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة، حيث أكد أن مصر ترى في مجموعة "بريكس" شريكًا استراتيجيًا يعزز من قدراتها الاقتصادية ويساهم في خلق بيئة اقتصادية دولية أكثر عدالة.
كما أشار إلى أن مصر تعمل على تعزيز بيئتها الاستثمارية وتطوير مشروعاتها القومية لجذب استثمارات جديدة.
كما شدد السيسي على ضرورة تعزيز التعاون بين دول "بريكس" والاقتصادات النامية، وأشار إلى أن مصر تتطلع للاستفادة من تجارب دول المجموعة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، مما يعزز قدرتها على تحقيق نمو اقتصادي مستدام.
مصر تنظر إلى مجموعة "بريكس" كمنصة لتحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية كبيرة، من خلال تعزيز التعاون مع الاقتصادات الصاعدة، يمكن لمصر أن تحقق تقدمًا ملموسًا في مجالات التجارة، الاستثمار، والطاقة.
كلمة الرئيس السيسي تعكس رؤية مصر الطموحة نحو شراكة أقوى مع "بريكس"، وهو ما قد يكون له تأثير إيجابي على مستقبل الاقتصاد المصري ودوره في الساحة العالمية.
