الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خناقة بين الإكس والكراش.. الأدب فضلوه عن العلم

فتحي سليمان
مقالات
فتحي سليمان
الخميس 10/أكتوبر/2024 - 05:54 م

منذ يومين تشاجر 7 طلاب داخل مول شهير بمنطقة التجمع الخامس واستدعى أمن المول رجال الشرطة بعد مشاجرة دامية بين الأطفال ودلت التحريات أن سبب المشاجرة خلاف على الـ إكس، طرف يدعي أنها تخصه والآخر يقول أنها "بتاعته"، وما بين خلافهما تقف الفتاة لتشاهد وتختار.

المؤسف في الواقعة وبعد ضبط أجهزة الأمن لطرفي الواقعة لم تتنصل الفتاة - وهي في مرحلة الثانوية العامة – من أنها تخص أحد الأطراف المتشاحنة مؤكدة أنها تخصه وأن الطرف الآخر يحاول استمالتها للحصول عليها.

ولم تكن واقعة التجمع هي الوحيدة فقد حكى لي أستاذ اللغة العربية لأبناء الأثرياء في الكمبوند الشهير عن قصص تشيب لها الرؤوس تحدث من الفتيات والتلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي وانعدام الأخلاق تماما في غياب دور الأسرة في التربية وتأهيل النشء للتعامل مع المجتمع.

ومنذ فترة انتشر تريند حول مطالبة إحدى الجامعات للطلاب الذكور بعدم الحضور داخل الحرم الجامعي بملابس الموضة المقطعة على سبيل التقدير والاحترام للحرم الجامعي وقدسيته ولكن التهكم كان حول مطالبة الطلاب الذكور وتجاهل ملابس الفتيات العارية التي تظهر أجزاء حساسة من أجسادهن في الخصر والبطن وأخرى ضيقة تبرز أجزاء ومفاتن الجسد وتكاد في بعضها تصل إلى بدلة الرقص.

قيل إن رجلا تكلم بين يدي المأمون فأحسن، فقال: ابن من أنت؟ قال: ابن الأدب يا أمير المؤمنين، قال: "نِعم النسب انتسبت إليه"، ولهذا قيل: المرء من حيث يثبت لا من حيث ينبت، ومن حيث يوجد لا من حيث يولد.

وقال بعض الحكماء: من كثر أدبه كثر شرفه وإن كان وضيعا، وذاع صيته وإن كان خاملا، وساد وإن كان غريبا، وكثرت حوائج الناس إليه وإن كان فقيرا.

ويقول أهل العلم: الفضل بالعقل والأدب لا بالأصل والنسب، لأن من ساء أدبه ضاع نسبه، ومن ضل عقله ضل أصله، وقالوا: زكِ قلبك بالأدب كما تزكي النار بالحطب، وحسن الأدب يستر قبيح النسب.

ومن حسن الأدب أن لا تنازع من فوقك، ولا تقول ما لا تعلم، ولا تتعاطى ما لا تنال، ولا يخالف لسانك ما في قلبك، ولا قولك فعلك، ولا تدع الأمر إذا أقبل، وتطلبه إذا أدبر.

الأدبُ يسترُ قليلَ العلم، والعلمُ لا يستر قليلَ الأدب، وفقدُهما عَراء، وجمعُهما ثراء، يقول الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله طلبت الأدب ثلاثين سنة، وطلبت العلم عشرين سنةً، وكانوا يطلبون الأدب قبل العلم. 

الأخلاق يا سادة جمال الباطن والظاهر، وشرف في كل حال ومجال.. قال شبيب بن شيبة: اطلبوا الأدب فإنه مادة العقل، ودليل المروءة، وصاحب الغربة، ومؤنس في الوحشة، وحلية في المجلس، ويجمع لكم القلوب المختلفة.

أدبوا وربوا أولادكم فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا وتناثروا وتفتتوا وضاعوا....

تابع مواقعنا