دراسة: وضع الذراع خلال قياس ضغط الدم قد يؤدي إلى قراءة خاطئة
أشارت دراسة حديثة إلى أن قراءات ضغط الدم قد تكون غير دقيقة إذا لم يتم وضع ذراع الشخص بشكل صحيح، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة NBC Health.
وأظهرت مقارنة بين قراءات ضغط الدم التي تم إجراؤها على الأشخاص في ثلاث أوضاع مختلفة، مستندة على سطح، مستلقية على الحضن، أو متدلية بجانب الجسم، كما أن بعض الأوضاع قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في الضغط الانقباضي، وهو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم.
قياس الضغط الانقباضي
وهذا وفقًا لدراسة نُشرت في JAMA Internal Medicine اليوم الاثنين، أكد الباحثون أن الضغط الانقباضي يقيس مدى قوة الضغط في شرايين الشخص عندما يضخ القلب الدم في الجسم.
وتابعت الدكتورة تامي برادي، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأخصائية في طب الأطفال وعلم الأوبئة أن الفارق، الذي وصل إلى نحو 7 نقاط في وضعية تدلي الذراع، كان مفاجئًا، وأضافت: كنا نتوقع أن وضع الذراع قد لا يكون له أهمية كبيرة.
وأعربت الدكتورة برادي عن أملها في أن تسهم هذه النتائج في توعية المرضى بطرق قياس الضغط الصحيحة، وإرشاد مقدمي الرعاية الصحية أيضًا، وتؤكد على ضرورة تمكين المرضى من ضمان دقة قراءات ضغط الدم الخاصة بهم.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية بضرورة دعم ذراع المريض خلال قياس ضغط الدم للحصول على قراءة دقيقة، مع تجنب الكافيين، وممارسة الرياضة، والتدخين لمدة 30 دقيقة قبل القياس، كما يجب وضع سوار القياس على مستوى منتصف القلب، ويجب أن تكون أقدام المريض مسطحة على الأرض وظهره مدعومًا بشكل صحيح.
ويعاني حوالي نصف البالغين في الولايات المتحدة من ارتفاع ضغط الدم، والذي يحدث عندما تكون قوة تدفق الدم عبر الأوعية الدموية أعلى مما هو طبيعي، وهو أقل من 120 للضغط الانقباضي وأقل من 80 للضغط الانبساطي، كما أن ارتفاع ضغط الدم غالبًا ما يسبب أعراضًا طفيفة، ولكنه إذا لم يعالج، قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وغيرها من الأمراض القلبية الوعائية الخطيرة.
وضع الذراع خلال قراءات الضغط
للتأكد من تأثير وضع الذراع على قراءات الضغط، قامت برادي وزملاؤها بتجنيد 133 شخصًا بالغًا، 78% منهم من السود و52% من النساء، تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عامًا.
وتم توزيع المشاركين بشكل عشوائي لقياس ضغط دمهم في أوضاع الذراع الثلاثة، ووجد الباحثون أن الضغط الانقباضي كان أعلى بمقدار 6.5 نقطة عندما كانت الأذرع متدلية، مقارنةً بوضعية دعم الذراع على سطح، كما كان الضغط الانبساطي أعلى بمقدار 4.4 نقطة في نفس الوضعية.
وفي حالة استراحة الذراعين على الحضن، ارتفع الضغط الانقباضي بمقدار 3.9 نقطة والانبساطي بمقدار 4 نقاط مقارنة بالوضعية المدعومة.
وهذه الاختلافات يمكن أن تؤدي إلى تشخيصات زائفة بارتفاع ضغط الدم ووصف أدوية غير ضرورية للمرضى، وعلى سبيل المثال، إذا كان ضغط دم شخص ما 134، وتم قياسه في وضعية تدلي الذراع، قد تكون القراءة أعلى من 140، مما يعني تشخيصًا بارتفاع ضغط الدم من المرحلة الثانية.
وقالت الدكتورة كارين سينجر، أستاذة مساعدة في الطب بجامعة نيويورك، أشادت بها واعتبرت النتائج دليلًا هامًا على تأثير وضع الذراع على قراءات ضغط الدم، ونصحت المرضى بأن يكونوا على دراية بتقنيات القياس الصحيحة وأن يدافعوا عن صحتهم إذا اعتقدوا أن القراءة غير دقيقة.
وأشارت الدكتورة ميجان كاماث، طبيبة القلب في مركز UCLA Health، إلى وجود اختلافات كبيرة في قراءات ضغط الدم بناءً على وضعية الذراع، واعتبرت الدراسة مهمة لأنها تكشف عن تأثيرات حقيقية قد تؤثر على تلقي العلاج من ارتفاع ضغط الدم.
فيما أن هذه النتائج تدعم ضرورة أن يطلب المرضى من أطبائهم قياس ضغط الدم بالطريقة الصحيحة، حيث أن الفروق المكتشفة قد تكون كافية لنقل الشخص من فئة ضغط دم إلى أخرى.
