الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صاحب أول قصف جوي بسيناء.. اللواء طيار دكتور حسن محمد يروي بطولات القوات الجوية في ذكرى انتصارات أكتوبر

اللواء طيار دكتور
تقارير وتحقيقات
اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن أحد أبطال نصر أكتوبر
الإثنين 07/أكتوبر/2024 - 02:00 م

في الخامس من يونيو عام 1967، شنت إسرائيل عدوانا غاشما على عدد من الدول العربية لاحتلال أراضيها عِنوة، وكانت مصر من بينها بعدما ركزت ضرباتها الجوية فيها على تدمير المطارات الحربية والطائرات المقاتلة وهي على المدارج، وهو ما ساعدها لاحقا في الترويج دعائيا لقواتها الجوية أو كما أسمتها “يدها الطولى” وكذلك التأثير على معنويات الشباب العربي والمصري بخاصة، لكن مصر نجحت بعد سنوات في كسر غرورها وإرغام أنفها في السادس من أكتوبر عام 1973، وتظل عقدة لا تنفك في نفوس الإسرائيليين بعد مرور 51 عاما على النصر.

رغم قسوة الحرب الدعائية ومرارة النكسة في النفوس؛ لكنها لم تنل من عزيمة وإرادة شاب مصري حديث التخرج من المرحلة الثانوية في ذلك التوقيت وهو الطالب حسن محمد حسن، من تحقيق حلمه الذي راوده في سنوات صغره ومراهقته بل ساهم في عناده بالتمسك به بعدما قرر التقديم للالتحاق بالكلية الجوية، وعقب نجاحه في كافة الاختبارات فوجئ بتأخر نتيجة القبول واختياره بالكلية البحرية، لكنه فضل التريث ليتم قبوله لاحقا في الكلية الجوية ضمن الدفعة الأولى عقِب عام 1967.

الحرب تعلم الحرب.. والتمسك بالحلم والكفاءة في التدريب صنعت مقاتلا بارعا 

يروي اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، لـ القاهرة 24، أنه من مواليد العاصمة المصرية عام 1950، في أسرة من الطبقة المتوسطة والتي كانت تشكل عمود المجتمع المصري في ذلك التوقيت، ومنذ طفولته وهو متيّم بحب الطيران وكان دائم القراءة عنه خاصة وأن والده كان من الرعيل الأول ممن التحق للعمل في القوات الجوية المصرية في هندسة الطيران، وكان عناده بجَلدٍ وصبر لرؤية هذا الحلم يتحقق في الكلية الجوية.

اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن

أظهر اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، نبوغا أثناء دراسته في الكلية الجوية من خلال قيادة طائرات التدريب وبخاصة المتقدمة منها وفور تخرجه اختير للسفر لروسيا عام 1967، لصقل مهارته في أكبر معاهد الطيران هناك وحقق نجاحا منقطع النظير ليعود إلى مصر عام 1970، لقيادة المقاتلات القاذفة من طراز سوخوي 7، لكنه وخلال مناورة تدريبية مع مقاتلات الميج 21، أفتتن بخفتها وقدرتها على المناورة ومنذ ذلك الحين وفي نفسه حاجة من إعجاب خفيٍ تجاهها، ولبى القدر ثانية طموحه ليتم اختياره مع آخرين للعمل على السرب الوحيد الذي تم تكوينه للعمل على المقاتلات القاذفة والطائرات المقاتلة من طراز ميج 21 وسوخوي 7.

“ الحرب علمتنا الحرب”.. هكذا يرى اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، بأن المعارك الجوية التي خاضها قادته خلال حرب الاستنزاف؛ ونقلوا له ولرفاقه تجاربهم وخبراتهم مكنتهم من فهم عدوهم جيدا في المعارك الجوية وخططه التكتيكية، مضيفا أن التدريب الجيد ودراسة الطائرات العاملة في القوات الجوية المصرية وكذلك العاملة في قوات العدو ومعرفة نقاط القوة والضعف فيهما، حقق عنصر الكفاءة وتحقيق الهدف بأقل جهد.

صاحب أول قصف جوي في حرب أكتوبر المجيدة

سعادة يشوبها القلق.. هكذا يصف اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، شعوره وهو والطيارين عن ما انتابهم بعد إعلامهم بموعد الحرب ليل الخامس من أكتوبر، خوفا أن يكون خداع استراتيجي كما حدث في 1972، فيما سمي "بعام الحسم"، كما وعد به الرئيس السادات، لكنه فوجي ظهر يوم الـ 6 من أكتوبر يتم التأكيد على مهمته وهي الطيران بمقاتلته من مطار أبو حماد بمحافظة الشرقية، على ارتفاع منخفض مع سرب مكون من 7 طائرات صوب سيناء، لقصف وتدمير مركز التشويش والحرب الإليكترونية في منطقة “جبل أم خشيب”، ليكون صاحب أول قصف جوي بالتزامن مع نجاح سرب آخر في قصف مركز السيطرة والتحكم بأم مرجم.

ما هي نتيجة الضربة؟.. في البداية؛ لم يجيبني اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، خاصة وأن الموقع خرج عن الخدمة طوال الحرب ولم يعد للخدمة مطلقا، مطالبا إياي بضرورة مشاهدة إحدى اللقاءات المصورة على موقع يوتيوب، والتي يظهر فيها قائد سرب هليكوبتر إسرائيلي متخصص في إجلاء الجرحى؛ عندما كُلف بضرورة تسيير بعض الطائرات إلى موقع "جبل أم خشيب" ولم تقدر طائراته على الهبوط وتنفيذ المهمة بسبب قوة النيران، وهو ما اضطره إلى الذهاب بنفسه ليحلق فوق المنطقة واصفا إياها: “بالجحيم”، وبعد عناء منه أجلى 70 جنديا إسرائيليا مصابا في حالات حرجة.

اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن مع بعض زملائه داخل قاعدة أبو حماد الجوية 

دموع تنهمر وسط النيران.. وذكريات لم تمحها الأيام 

" كلمته وهو بيقولي انضربت يا فندم.. زي ما تكون امبارح".. رغم هدوئه الشديد وقوة شكيمته وشخصيته المقاتلة وهو ما يظهر من صوته وكلامه؛ لم يتمالك اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، مشاعره الإنسانية وهو يتحدث معي بعدما دفعني فضولي الصحفي لسؤاله عن مواقف شخصية في وسط الحرب، ليقصَّ على مسامعي بأنه قاد سربا مكون من طائرتين كان يقود إحداهما، لضرب الموقع الحصين شرق بور فؤاد، وبعد إتمام المهمة بنجاح وفي طريق عودته فوجئ بقائد الطائرة المرافقة له يتحدث معه عبر أجهزة الاتصالات بقوله: أنا انضربت يا فندم.

ويتابع: بأنه نظر من فوره إلى الطائرة ليجدها بحال جيدة ويرد عليه: الطيارة كويسة يا محمد، لكنها ثواني معدودة حتى أخذت الطائرة اتجاها شديدا وسريعا تُجاه الأرض لتنفجر ويرتقي قائدها شهيدا بعدما أدى واجبه الوطني ويقضى نحبه صادقا للوعد.

لم يتوانى اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، في الدفاع عن سماء مصر طوال أيام الحرب، وتجلت كفاءته ومهارته الكبيرة هو وجميع المقاتلين في سلاح الجو المصري، يوم الـ 14 من شهر أكتوبر، عندما حاول الإسرائيليون "بخطة ماكرة" ضمت 120 طائرة حربية الهجوم على قاعدة المنصورة الجوية وعدد من المطارات ومراكز الدفاع الجوي، لكن كان ينتظرهم حراس السماء ونسور الجو لتنطلق رحى أكبر معركة جوية وأطولها في التاريخ الحديث، حمى وطيسها كشفت عن معدن هؤلاء الرجال.

الرئيس عبد الفتاح السيسي يكرم اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن خلال احتفالية القوات المسلحة بمرور 50 عاما على انتصار أكتوبر 

وخلال معركة المنصورة الجوية، تصدى وحده لـ 4 طائرات فانتوم واعترضها بعيدا وقبل الوصول لأهدافها، وخاض مناورات قتالية مكنته من إرغام قائدي تلك الطائرات على تفريغ حمولتها من القنابل والصواريخ، لتتمكن هي الأخرى من المناورة، وكان نتيجة ذلك تخطيطه خداع إحدى الطائرات وتركها لمصيرها المحتوم لتقع صيدا ثمينا في فخ صواريخ الدفاع الجوي بينما انسحب الباقي بعد فشلهم.

معارك جوية فدائية.. وتكريم مستحق

منذ بدء المعارك في السادس من أكتوبر وحتى قرار وقف إطلاق النار، نفذ اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، 22 طلعة جوية تمثلت في 4 اشتباكات جوية و6 طلعات هجوم أرضي، كما نجح في إسقاط 3 طائرات إسرائيلية من طراز ميراج، كما يعد الطيار المقاتل الوحيد الذي نجح في تدمير هدف بحري “ لانش صواريخ من طراز سعر”، وذلك يوم الـ 16 من أكتوبر، وتكللت جميع المهام التي كلف بها بالنجاح ولم تصب طائرته في أي منها.

ونظرا لبطولته وفدائيته في المعارك التي خاضها، كُرم اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، في الاحتفالية الشهيرة في مجلس الشعب عام 1974، ومنحه الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، نجمة سيناء وهو برتبة نقيب طيار، ليكون أحدث طياري القوات الجوية رتبة ممن حصلوا عليها من ضمن 5 طيارين فقط ممن تقلدوها على مستوى القوات الجوية، ويستكمل مسيرة العطاء من خلال شغله للكثير من المناصب القيادية في القوات الجوية وبعدها المدنية، ليعيش بطلا شاهدا على نصر أكتوبر ضمن جيل خلد التاريخ ذكراهم.

تكريم النقيب طيار حسن محمد حسن في احتفال مجلس الشعب عام 1974 وتقلده نجمة سيناء

مناصب شغلها اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن

المدير الأسبق للكلية الجوية الأسبق.

رئيس الأكاديمية الجوية للقوات الجوية الأسبق.

رئيس الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران الأسبق.

مدير المعهد القومي للتدريب على الطيران الأسبق.

رئيس الشركة المصرية لميناء القاهرة الجوي الأسبق.

 اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن أحد أبطال القوات الجوية بحرب أكتوبر ومدير الكلية الجوية الأسبق
تابع مواقعنا