مستشهدا بحفلتها في باريس.. الدحيح يناقش سحر صوت أم كلثوم: الفرنسيين اجتمعوا عشان يحلو لغز حب العرب للست
أثارت حلقة الدحيح الأخيرة عن أم كلثوم، العديد من المشاعر المؤثرة في نفوس المصريين ومتابعي البرنامج من جميع أنحاء العالم، فقد ناقشت الحلقة سحر صوت أم كلثوم، والسر وراء تعلق العديدين بها بشكل لا يستطيع أن يفسره عقل، وأكبر دليل على ذلك هو حفلتها في مسرح الأولمبيا، أحد أهم المسارح في باريس، عام 1967.
الدحيح يناقش سحر صوت أم كلثوم
وروى الدحيح الخلفية التاريخية لتلك الحفلة العظيمة، والتي تعود قصتها قبل موعدها بعام كامل، عندما زار برونو كوكتريكس، مدير مسرح الأولمبيا القاهرة عام 1966، بهدف البحث عن فرقة فلكلورية تمثل مصر في مهرجان الفنون الشعبية الذي يستضيفه المسرح كل عام، ويقترح عليه وزير الثقافة وقتها، ثروت عكاشة، أن يشاهد عرضا لمطربة تدعى أم كلثوم.
وتفاجأ برونو كوكتريكس، في ثقة أم كلثوم الشديدة التي جعلتها تطلب 14 ألف جنيه إسترليني للغناء على مسرح الأولمبيا، وكان سيعود إلى باريس باتفاق مع فرقة رضا، ولكنه فوجئ بردود أفعال الجاليات العربية في باريس على احتمالية قدومها وآلاف المكالمات التي تستفسر عن الحفلة وتسأل عن أسعار التذاكر.
أثر إعلان النكسة على أم كلثوم
وأوضح الدحيح أن أم كلثوم ظهرت كصوت وطني لمصر في فترة تمر بها بأحداث عديدة مثل ثورة يوليو والعدوان الثلاثي، وكانت مصر تستعد للمعركة ضد أعدائها، وكانت الإذاعة المصرية وقتها في حالة طوارئ دائمة، فيقول: كل فنان بيشتغل 24 ساعة عشان يحول مشاعر ملايين المصريين لمزيكا، عشان كدة طلبت الإذاعة من أم كلثوم أنها تبث نداءات حماسية للجنود.
ثم أضاف: تقدمت أم كلثوم بطلب رسمي لتسافر إلى الجبهة تخيم طول الحرب، ولكن خطورة الجبهة جعلت هناك صعبة في تنفيذ طلبها، مضيفا: وكل ده اتغير خلال 1967 بعد إعلان النكسة وتنحي عبد الناصر، ساعتها بتنسحب أم كلثوم وتروح بدروم فيلتها في الزمالك، اللي كانت بتجهز فيه أغانيها، وفضلت في خلوة صامتة، لما خرجت حولت شيك بـ 20 ألف إسترليني لخزانة الدولة المصرية.
تفاصيل حفل أم كلثوم بباريس
وأشار الدحيح إلى أن مدير مسرح الأولمبيا شعر بالإحباط والذهول عند رؤية خبر النكسة خوفا من أن تلغي أم كلثوم حفلها في باريس، خاصة أن فرنسا تستضيف أكبر جالية يهودية في أوروبا وعاصمتها باريس التي تعتبر مصدر نفوذ الصهيونية.
ولكن يوم 13 نوفمبر سنة 1967، على مسرح الأولمبيا أحد أشهر مسارح باريس، كانت الطوابير تتعدى الكيلو مترات، ويتصارع الناس على قطع تذكرة، تعتبر من أغلى تذاكر العرض المسرحي في تاريخ الأولمبيا، ويجتمع الفرنسيون بفضول شديد، لمعرفة لغز أم كلثوم التي وقع في حبها 100 مليون عربي من عشرات ومختلف البلدان واللهجات، واجتمعوا على حب الست، التي نالت 8 دقائق متواصلة من التصفيق الحاد.