5 مليارت دولار خسائر يومية| إغلاق الموانئ يهدد اقتصاد أمريكا.. وخبراء يحذرون بايدن
سلطت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الضوء على كارثة تهدد الاقتصاد الأمريكي، عقب إغلاق الموانئ على طول سواحل شرق الولايات وسواحل الخليج، بعدما أعلن عشرات الآلاف من العمال الإضراب عن العمل للمرة الأولى منذ ما يقرب من 5 عقود.
إغلاق 30 ميناءً للشحن والتفريغ في أمريكا
ويعود قرار عمال الشحن والتفريغ في الموانئ الأمريكية، والذي يبلغ عددهم نحو 25 ألف، بالإضراب عن العمل على إثر أزمة تجديد العقود وكذلك الأجور، فيما أشار التحالف البحري الأمريكي USMX، إلى أن المفاوضات المستمرة منذ أشهر وصلت إلى طريق مسدود.
من جانبه، قال رئيس رابطة العمل الدولية، هارولد داجيت، نحن على استعداد للبقاء في الإضراب طالما كان ذلك ضروريًا، مهما كانت الفترة الزمنية التي يستغرقها الأمر، داعيًا USMX والتي تمثل المعالج إلى تلبية مطالبهم لإنهاء هذا الإضراب.
وأشار التقرير إلى أن الموانئ الـ30 المتضررة، التي تمتد من ولاية ماين إلى تكساس، تستحوذ على ربع التجارة الدولية للبلاد، بقيمة 3 تريليون دولار سنويًا، وَفقًا لتحليل أجراه مجلس المؤتمر.
تحذيرات للإدارة الأمريكية من استمرار الإضراب
وفي سياق متصل، حذرت مجموعة الأعمال، في تصريحات الاثنين الماضي، من أن التوقف عن العمل من شأنه أن يشل حركة التجارة الأمريكية، إلى جانب وقف واردات المواد الغذائية والأدوية والإلكترونيات الاستهلاكية والملابس، مشيرة إلى إنها ستواصل التعامل مع الشحنات العسكرية فقط.
نقابة العمال تلقي باللوم على شركات النقل البحري بسبب ارتفاع أسعار الشحن
وألقت نقابة العمال بالموانئ اللوم على شركات النقل البحري في الارتفاع الكبير بأسعار الشحن في الفترة التي سبقت الإضراب، قائلة في بيان يوم الاثنين الماضي، أن خطوط الشحن تخدع عملائها، مضيفة إلى أن التضخم وزيادة الأسعار أحدثا حالة من الشلل في قطاع الموانئ.
ويمثل الإغلاق أحدث تعطيل لسلاسل التوريد العالمية، التي توترت بسبب الجفاف الذي حد من حركة المرور عبر قناة بنما والهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في اليمن والتي أجبرت السفن التجارية علي البحث عن طريق أخري بديلة للبحر الأحمر.
وذكر التقرير نقلا عن تقديرات محللي جي بي مورجان، أن الإضراب يمكن أن يكلف الاقتصاد الأمريكي ما يصل إلى 5 مليارات دولار يوميا، بينما استبعد المحللون استمرار الغلق أكثر من أسبوع.
وقال آدم كامينز، الخبير الاقتصادي في وكالة موديز أناليتكس: إن التعطيل لمدة أسبوع أو أسبوعين سيؤدي إلى بعض الأعمال المتراكمة، لكن العواقب الأوسع ستكون ضئيلة خارج عدد قليل من المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الموانئ، بما في ذلك سافانا، جورجيا.
وحذر من أنه حال استمر الإضراب أكثر من ذلك، سيؤدي إلى ضغوط تصاعدية على الأسعار، وهو ما يمكن أن يمثل مشكلة خاصة بالنسبة للأغذية والسيارات، التي تعتمد بشكل كبير بشكل خاص على الموانئ التي سيتم إغلاقها.
وفي تفاصيل أكثر حول الأزمة، أشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن قادة الأعمال، طالبوا مرارًا وتكرارًا، الرئيس جو بايدن بالتدخل في النزاع العمالي، قائلين إن إغلاق الموانئ سيهز الاقتصاد، في وقت ليس أمام واشنطن سوى 5 أسابيع فقط على الانتخابات الرئاسية.
وقالت سوزان كلارك، الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الأمريكية، قبل ساعات من بدء الإضراب: لقد عانى الأمريكيون من التأخير ونقص السلع خلال تأخر سلسلة التوريد في عصر الوباء في عام 2021، وسيكون من غير المعقول السماح لنزاع حول العقد بإحداث مثل هذه الصدمة لاقتصادنا.
ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تصريحات الأحد أنه لن يجبر عمال الشحن والتفريغ على العودة إلى العمل، مضيفًا أن القانون الاتحادي لعام 1947 يسمح له بكسر الإضراب إذا اعتبر أنه يهدد الأمن القومي.
