الإفتاء: العهد عند الصوفية لا يخالف الشرع ولا يتعارض مع الكتاب والسنة
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا ورد إليها نصه: سمعنا أنه يوجد عند الصوفية ما يُسمى بالعهد، فماذا يقصدون به؟ وهل لهذا العهد الصوفي وجهة شرعية، أو تخريج على أصول الشرع، أم إنه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان؟
وقالت الدار عبر موقعها الرسمي: شاع بين الصوفية مصطلحات تدل على عمق العلاقة بين الشيخ والمريد، فسموا بداية الرباط بـ العهد، البيعة، التحكيم، إلباس الخرقة، الطريق، وهي ألفاظ لها دلالات تربوية سلوكية عميقة، تعني -بحسب الظاهر- ابتداء الرابطة بين المريد السالك والشيخ الكامل، وتعني بحسب الحقيقة والباطن، ربط المريد بالمراد سبحانه.
الإفتاء: العهد عند الصوفية لا يخالف الشرع ولا يتعارض مع الكتاب والسنة
وأردفت: العهد في العُرف الصوفي، فيقول الشيخ السهروردي إنه ارتباط بين الشيخ والمريد، وتحكيم من المريد للشيخ في نفسه لمصالح دينه ودنياه، يرشده ويهديه ويبصره بآفات النفوس وفساد الأعمال ومداخل العدو، من كتاب عوارف المعارف للسهروردي ص251- 260.
أو هو التزام قربة دينية كالتزام الأنصار أنهم يحمون النبي صلى الله عليه وسلم مما يحمون منه نساءهم وأولادهم، ولابد فيه من لفظ دال على المعاهدة، من كتاب أعذب المسالك المحمودية للشيخ محمود خطاب السبكي الجزء الثاني، ص 245.
وأكدت الدار: وعلى هذا فليس في العهد الصوفي بهذا الاعتبار من مخالفة شرعية، ولا يعد تعارضا مع أصول الشريعة، ونصوص الكتاب والسنة تشهد له، وفقنا الله لطاعته في السر والعلن، والله تعالى أعلم.
