الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في انتظار مفاجآت حزب الله

الإثنين 23/سبتمبر/2024 - 09:48 ص

الحرب جولات، وليست مبارزة في مباراة يتوج فيها الفائز كما في حلبات الملاكمة، والضربات التي تلقتها المقاومة اللبنانية مؤخرا ليست نهاية المطاف.

ربما كسب الاحتلال الإسرائيلي هذه الجولة، لكنه لم يفز بالحرب التي لم تضع أوزارها بعد.

على مدى تاريخ الصراع بين إسرائيل وحزب الله، سجلت المقاومة انتصارات وإخفاقات لكنها لم تتوقف ولم يلن عزمها.

وخلال المواجهات الممتدة لعقود بين الجانبين، كبدت المقاومة اللبنانية إسرائيل خسائر كبيرة في جولات حسمتها لصالحها، وأجبرتها على التراجع، كما حدث عام 2000 عندما قررت حكومة إيهود باراك سحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان من جانب واحد، معلنا انتهاء الاحتلال الذي استمر 22 عاما.

ولازلت أذكر أيضا حين كان العالم ينتظر خطاب حسن نصر الله أمين عام حزب الله، في حرب تموز  2006، للإعلان عن مفاجآته لجيش الاحتلال على جبهة القتال، وكنا نشاهدها بالصوت والصورة عبر شاشات التليفزيون.

في كل المرات التي دخلت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي لبنان، لم تمكث طويلا، وكانت مجبرة على الخروج تحت تأثير هجمات المقاومة، وفشلت في إسكات صواريخها وتحقيق الأمن، كما حدث في عملية الليطاني، مارس 1978، حين شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في جنوب لبنان، لطرد الفصائل الفلسطينية المسلحة من المنطقة الحدودية، بعد هجوم شنته مجموعة منها  قرب تل أبيب.

سبعة وأربعون عاما مرت على عملية الليطاني، ولم تتوقف إسرائيل عن المحاولة ولم يتسرب اليأس إلى المقاومة، ولم تتراجع يوما عن شرف المواجهة في ميادين القتال، وفشلت حلول إسرائيل العسكرية عن تحقيق أهدافها.. فهل تنجح هذه المرة؟

منذ ظهور حزب الله كلاعب رئيسي في حلبة الصراع للمرة الأولى مع اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982، ونفوذه على الساحة اللبنانية والإقليمية كقوة سياسية وعسكرية رئيسية يزداد تأثيرا، عزز ذلك النجاحات التي حققها في التصدي للاجتياح الإسرائيلي للبنان في هذا العام، ودعم المقاومة الفلسطينية.

ورغم أن إسرائيل تمكنت من إنشاء حزام أمني في جنوب لبنان، لكنها اضطرت في النهاية إلى الانسحاب تحت ضغط خسائرها، وهو ما أدى إلى تغيير ديناميكيات الصراع، وزاد من شعبية حزب الله ونفوذه السياسي والعسكري حتى يومنا هذا.

ربما خسر الحزب معركته الأخيرة، لكنه لم يخسر الحرب، وهو في حاجة فقط إلى التوقف وإعادة تقييم الموقف والبحث عن أسباب الثغرات التي نفذ منها الاحتلال، لقادته العسكريين وعلاجها، وحتى أن ينتهي من ذلك فنحن في انتظار مفاجآته مرة أخرى.

تابع مواقعنا