بيرل هاربور القرن21.. توقعات بإنشاء منطقة عازلة جنوب لبنان ومخاوف من تفجيرات الآيفون
أعاد هجوم البيجر الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء على العاصمة اللبنانية بيروت مستهدفا عناصر حزب الله، الأذهان إلي حادث بيرل هاربور، عندما قصفت القوات الجوية التابعة للبحرية اليابانية بيرل هاربور في عام 1941، بهدف هدفها تدمير القوة الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ ومنعها من الانضمام إلى الحرب العالمية الثانية، لكن اليابان وجدت نفسها في مواجهة عدو جديد وقوي.
هجوم البيجر في لبنان
وحول الهجوم المدمر الذي وقع بالأمس مستهدفًا آلاف أجهزة الاستدعاء التي يستخدمها عناصر حزب الله في جميع أنحاء لبنان، شبه تقرير صحفي لصحيفة ديلي ميل البريطانية الهجوم الإسرائيلي بـ بيرل هاربور القرن الحادي والعشرين.
وأكد التقرير أن العملية والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف آخرين، بما في ذلك سفير إيران في لبنان، إلا أن أهميتها الأوسع سوف يتردد صداها في الأشهر والسنوات المقبلة.
وأشار التقرير إلى أنه إذا كانت إسرائيل، تعتقد مثل اليابان الإمبراطورية من قبلها، أن هذا الهجوم الضخم من شأنه أن يثني مقاتلي حزب الله عن الدخول في حرب واسعة النطاق مع الدولة الإسرائيلية، فمن المتوقع أن يحدث عطس ذلك ويصابوا بخيبة أمل.
وسوف يخطط الإسلاميون بالفعل للانتقام - وفي الليلة الماضية، قيل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان منخرطًا في محادثات في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب حول كيفية الرد على أي تصعيد محتمل.
كيف نجحت إسرائيل في تنفيذ هجوم البيجر؟
هناك العديد من النظريات المتنافسة حول كيفية تنفيذ الهجوم، بينما أشار أحد الخبراء الأمنيين إلى أنه كان من الممكن أن يكون الموساد الإسرائيلي قد قام بزراعة متفجرات قديمة الطراز في آلاف أجهزة الاستدعاء والتي قيل إنها تم تسليمها إلى مقاتلي حزب الله في الأيام الأخيرة فقط.
وهناك نظرية أخرى، كانت أكثر إقناعًا، وهي أن أجهزة الاستدعاء كانت محملة مسبقًا بفيروس كمبيوتر متطور أدى إلى ارتفاع درجة حرارتها، مما أدى إلى اشتعال النيران في بطاريات الليثيوم الخاصة بها، وهو المتعارف عليه للبطاريات المستخدمة في العديد من الأجهزة الإلكترونية، وهو جزء من سبب رفض شركات الطيران السماح للمسافرين بحمل أجهزة الكمبيوتر المحمولة في أمتعتهم.
وبغض النظر عن الطريقة التي نفذت بها إسرائيل العملية، يعد قرار مقاتلي حزب الله، بشأن استبدال الهواتف المحمولة بأجهزة الاستدعاء معتقدين أنها أكثر أمانًا، قرارًا خاطئًا، حيث إنه من المتعارف عليه أن الهواتف المحمولة تحمل برنامج نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي يسمح بتتبع الأجهزة وبالتالي مستخدميها في أي مكان في العالم.
وأوضح التقرير، أن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، والذي يعتقد الخبراء أنه تم بتتبع هاتفه، يؤكد أن إسرائيل تتفوق على وجه التحديد في هذا النوع من الحرب، حيث عمدت إلى تطوير مجموعة مخيفة من الأدوات العسكرية المتطورة، من الصواريخ والدبابات النووية إلى الأسلحة السيبرانية.
ويضاف إلى ذلك قوة وكالة الاستخبارات السرية الشهيرة، الموساد، في تعقب أعدائها والقضاء عليهم، بدءًا من مرتكبي مذبحة أولمبياد ميونيخ وما بعده.
ولفت التقرير إلى أنه بعد الهجوم الذي استهدف عناصر حزب الله، سيشكل عائقا أمام الحزب اللبناني، وستحاول القيادة البحث عن طريقة جديدة حول كيفية التواصل بشكل آمن مع مقاتليها في المستقبل، مضيفًا أنه في هذا التوقيت قد يقرر الإسرائيليون غزو جزء من جنوب لبنان لإنشاء منطقة عازلة يمكنها حماية المدنيين في شمال إسرائيل من الهجمات الصاروخية.
وذكر التقرير أن الهجوم الإسرائيلي على عناصر حزب الله، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي، كما يمكن أن تكون مقدمة لحرب شاملة أخرى بين إسرائيل ولبنان، وما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على السلام العالمي.
وختامًا، أشار التقرير إلى أن الحادث وجه الأنظار إلى حقيقة أنه لا توجد تقنية عسكرية جديدة تظل حكرًا على مخترعها لفترة طويلة، لافتا إلى أنها قد تكون دفعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين، للبحث عن كيفية تنفيذ اختراقا مماثلا جعل ملايين أجهزة iPhone حول العالم تشتعل فيها النيران في جيوب أعدائهم.