لا إكراه في الدين

أؤمن دوما بحق الإنسان في اختيار المعتقد أو المذهب الذي يجد ذاته متحققة من خلاله، اختيار حر لا يكره فيه على شيء ولا يجبر أحد غيره على اتباعه، لا أهتم بما تمارس من طقوس، ولا كيف تتقرب لله، لأنه هو الإله الذي له الحق وحده في قبول أو رفض ما تفعله، ضع ألف سبب منطقي وغير منطقي، دعم معتقدك بألف قصة تاريخية وجدتها في الكتب ولم تشهد أنت أيا منها، قل ما شئت وأدعو من شئت واتبع من المشايخ والقساوسة ورجال الدين من تجد لديه حجة ترضيك.

كل هذا لا يجعلك أفضل ولا أقل من غيرك.. إلا فى أمرين:
* أن تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين بما تعتقد أنت.
*أن تمارس العنف والإهانة والتحقير.. هنا التحقير وليس السخرية الفكرية من الآخريين.

تبدو الصوفية للبعض على غير ما يظنون أنه صحيح، شأنهم شأن جميع الفرق التي تجد الأخرى على خطأ، وترص لك ألف حجة على بطلان ما يعتقدون، لكن هل دعت يوما للعنف أو احتقار الآخر؟.
مهما فعلت لن يكون الناس على دين واحد، ولو شاء الله لفعل بإراته ذلك، ما يجب علينا فعله هو ما يخص دنيانا هذه، من رفع للظلم، ونصرة لمظلوم ورحمة وتسامح وعمل نافع فيما بيننا.

ولا تقل لي فعل فلان وقاتل فلان.. قاتلوا جميعا لأجل الملك ثم السلام وإقامة العدل، أي أن العدل والسلام هما الأصل وتعددت الطرق، فإذا أردت محاكمة عقيدة أو مذهب بناء على معتقدك أنت ومذهبك أنت فإنك تتخذ مكان الله، الذي له الحكم في النهاية ليفصل بيننا، عش في سلام واترك أمور الدنيا لأهلها والآخرة لربها، ونحن من يصنع الأولياء والقديسين، تذكر هذا جيدا.