من يسكت نتنياهو؟
من يسكت نتنياهو؟.. فلا أفق لحل ينهي الأزمة مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على الحرب، والحرب وحدها لإشباع غروره، وتحقيق نصر مزيف لن يهنأ به طبقا لمجريات الأحداث على الأرض.
وها هو يقلب المنضدة في وجه الجميع مجددا، ولم تمض سوى ساعات قليلة على قراره بإشعال جبهة لبنان الملتهبة بالأساس، وتوسيع العمليات فيها، ونفذ جهاز استخباراته عملية تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية لعناصر حزب الله، لكنها كالعادة أخذت في طريقها مئات الأبرياء، بينهم أطفال.
هل سيجلب قرار التصعيد الأمان لشمال إسرائيل، ومن ثم إعادة المستوطنين إلى محال إقامتهم كما يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي؟
الإجابة بالطبع لا، وإسرائيل أعلنت حالة التأهب بعد العملية، وتنتظر رد حزب الله، سواء اليوم أو غدا أو عندما تحين له الفرصة، كما حدث من قبل في حوادث مشابهة.
ثم وهذا هو الأهم، بفرض نجح نتنياهو في إسكات صواريخ حزب الله، فماذا سيفعل مع صواريخ الحوثيين في اليمن التي بدت أشد خطرا، بعد وصول أحدها الى وسط إسرائيل وكاد يفتك بكل ما يصادفه لولا أنه سقط في منطقة غير مأهولة.
ماذا لو أصاب هذا الصاروخ هدفه؟.. هل طرح نتنياهو على نفسه هذا السؤال؟ الأكيد لا، هو يمضي في خططه بتوسيع جبهات القتال وحسب.
ربما أخطأ صاروخ الحوثيين أو غيرهم من جبهات الإسناد، لكنه سيصيب يوما ما هدفه وسيقتل ويصيب مئات الإسرائيليين، على غرار عملية طوفان الأقصى التي قضت مضجع نتنياهو ومضاجع أنصاره، وأذاقتهم ويلات العذاب الذي يعيشه الفلسطينيين يوميا في غزة.
كلمة السر غزة، وليس لبنان، قالها له الأمريكان ووزير دفاعه يوآف جالانت، الذي أكد أن أهداف جيشه في غزة تحققت، بينما يريد نتنياهو توسيع الحرب.
الحل على ما يبدو هو إسكات نتنياهو نفسه وليس مدافعه.