بمساعدة الذكاء الاصطناعي.. مهندس فلسطيني يعيد بناء واجهات البيوت المدمرة بغزة: أحاول إعادة الأمل للناس| خاص
تخلق ظروف الحرب في قلوب الناس رغبة مستمرة في البحث عن الأمل، والتمسك بكل حبال النجاة، وتقديرا لقيمة الحياة، وكل ما كان طبيعيًا في يوم من الأيام، كالأرض والبيت والاستقرار، والنوم دون سماع صوت الموت والدمار، الذي طاف الأرجاء كإشارة قاهرة، مُذكرًا أهالي غزة أن أبسط حقوقهم في الحياة مسلوبة ومغتصبة في كل ثانية تمر.
مع القصف المستمر والمجازر والجرائم التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على أهالي غزة وأرضهم العزيزة، فكر المهندس المعماري الفلسطيني محمد أبو جراد، أن يصلح الأمل في قلوب إخوته وأخواته الفلسطينيين عن طريق إصلاح بيوتهم المدمرة بشكل افتراضي، لإعطائهم دفعة الاستمرار في المقاومة، حتى يأتي اليوم الذي يعيدون فيه إعمار غزة.
مهندس فلسطيني يعيد بناء وجهات البيوت المدمرة
أوضح محمد أبو جراد لـ القاهرة 24، أنه من سكان الجزء الشمالي من قطاع غزة، وكان يعمل في مجال التصميم المعماري والتصميم الداخلي والخارجي قبل حرب الـ7 أكتوبر، لكن للأسف كحال جميع أهالي غزة، فقد كل تعاملاته وكل تحضيراته الهندسية، بالإضافة لبيته.
وأشار أبو جراد إلى أنه بدأ مشروعه في إعادة تصميم البيوت التي أصابها القصف، عن طريق تصويرها بالكاميرا الخاصة بهاتفه، ثم إعادة تشكيل واجهات البيوت بمساعدة الذكاء الاصطناعي، فيقول: أحاول بثَّ روح الأمل في نفوس الناس وإعطائهم نوعا من التحفيز في استمرار الحياة رغم هذا الإجرام الذي نتعرض له، وأننا في يوم ما سنعود لبيوتنا وسنرممها وسنعيد بناءها بشكل أجمل مما كانت عليه.
ثم أضاف: الناس تفاعلت مع هذا العمل وأصبحت ترسل لي صور منازلها المدمرة، لأعيد تصميمها وبنائها من جديد من خلال البرامج والأدوات الهندسية التي أملكها، وكنت سعيد جدا لهذا الأمر.
آلية عمل المهندس الفلسطيني على مشروعه
شرح أبو جراد أيضًا أن الأمر لا يعتمد كليا على الذكاء الاصطناعي، بل هو مجرد مرحلة نهائية لجمع المادة الهندسية الخاصة به، لكنه يرسم على هاتفه أو على الورق نماذج صغيرة، ثم يستخدم البرامج الهندسية لبناء الرسوم الخاصة به وتحريكها في النهاية عن طريق دمج جميع الخطوات بالذكاء الاصطناعي.
اختتم أبو جراد حديثه قائلا: نتمنى من الله أن تتوقف هذه الحرب قريبا وأن نعود فعليا جميعنا إلى بيوتنا وإلى حياتنا، وأن ترمم هذه البيوت من جديد، وتعود لغزة حياتها كما كانت في سابق عهدها، ونتمنى أن نكون حجر بناء في هذا المشروع بعد انتهاء هذه الحرب.