اختطاف واحتجاز قسري.. أطفال غزة يعيشون مصيرا مجهولا بسبب الاحتلال الإسرائيلي
أثارت حالة الطفلة الفلسطينية ضحى طلعت، التي ظهرت في صورة رفقة جندي إسرائيلي نشرها عبر حسابه على موقع إنستجرام، حالة من الجدل، حول مصير أطفال غزة، الذين فقدوا عائلاتهم، أو الذين تعرضوا للخطف من قبل الجنود الإسرائيلي، وتكرار مثل هذه الحالات، من اختطاف واحتجاز قسري، مما يجعل مصير الكثيرين من أطفال غزة مجهولًا.
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن حالات اختطاف للأطفال الفلسطينيين من قطاع غزة، حيث ألمحت إلى أن هناك جنود إسرائيليين يخطفون أطفالًا من غزة ويقتادونهم إلى إسرائيل، مثلما استعرض أحد الجنود بطولات زميله الذي قُتل في معارك غزة، الضابط هارئيل إيتاخ، الذي خطف رضيعة فلسطينية، على الأرجح بعد قتل عائلتها، واقتادها إلى تل أبيب ليصبح مصيرها مجهولًا حتى الآن.
في هذا الصدد، أوضح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن هذه القصة ليست الوحيدة، ووفقًا لشهادات تلقاها المرصد، فإن الجيش الإسرائيلي قام بشكل متكرر باحتجاز ونقل أطفال فلسطينيين دون معرفة مصيرهم لاحقًا.
وأصدر المرصد الأورومتوسطي في وقت سابق، بيانًا، دعا فيه إسرائيل إلى تسليم الأطفال الفلسطينيين، الذين اختطفهم الجيش الإسرائيلي ونقلهم قسرًا خارج قطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ الـ 7 من أكتوبر.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن المئات من الأطفال في عداد المفقودين، وأفاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بوجود حالات عديدة لنساء وفتيات من غزة اختفين قسريًا على يد الجيش الإسرائيلي في القطاع.
قضية الطفلة ضحى طلعت
أثار منشور لجندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي، على منصة إنستجرام جدلًا واسعًا، حيث تضمن المنشور صورة تجمعه مع طفلة فلسطينية بمفردهما دون ظهور أي فرد من أسرتها، ليحذف المنشور بعدها بساعات وقام بتفعيل خاصية على حسابه لجعله حساب خاص.
وذكرت تقارير أن الطفلة التي ظهرت رفقة الجندي الإسرائيلي تدعي ضحى طلعت، حسب شهادة الجندي والتفاصيل التي قدمها لتحديد هويتها، قائلًا إنها تبلغ من العمر 8 سنوات، وتم اختطافها من قبل جيش الاحتلال بالقرب من معبر رفح من الجانب الفلسطيني في أواخر يوليو الماضي.
حالات اختطاف واحتجاز قسري لأطفال غزة
تستمر حالات خطف الأطفال في قطاع غزة بعد اقتحامات جيش الاحتلال، حالة تلو الأخرى، مما يفاقم معاناة الأسر ويعزز من المخاوف بين أهالي غزة الذين يعانون من ويلات الحرب، فلم يعد خوفهم من.موت أطفالهم بالقصف فقط، بل انضم إليه الخوف من خطف أطفالهم أيضا.
وفي هذا الصدد، تحدث الصحفي الفلسطيني محمد سلامة من قطاع غزة، عن حالة الطفلة الفلسطينية الصغيرة سما حمادة، والتي تم اختطافها من مستشفى الشفاء خلال اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن عائلتها من الحصول على أي معلومات حول مصيرها.
وتنتشر قصص عائلات فلسطينية فقدت اتصالها بأطفالها، لا سيما في المناطق التي تشهد توغلات برية إسرائيلية، وإبلاغ مئات العائلات الفلسطينية عن فقدان أطفال وطفلات مع صعوبة التحقق من مصيرهم بسبب استمرار التوغل الإسرائيلي.
وأفادت تقارير عن اختفاء أطفال كثيرين من قطاع غزة قسرًا، بما في ذلك نقل عدد غير معروف منهم إلى خارج غزة، حيث لا يزال مكانهم مجهولًا لعائلاتهم، وسط معلومات تفيد بتعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب.
وأكد تقرير صادر عن منظمة أنقذوا الأطفال البريطانية بعنوان الأطفال المفقودين في غزة، وجود آلاف الأطفال المفقودين في غزة، بما في ذلك حالات اختطاف واحتجاز قسري.
وأوضحت المنظمة، أن ما يقدر بنحو 21 ألف طفل في غزة قد فُقدوا نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع، وأن العديد من هؤلاء الأطفال ربما يكونون عالقين تحت الأنقاض، أو محتجزين، أو مدفونين في قبور غير معلومة، أو مفصولين عن عائلاتهم، كما أن عمليات النزوح الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح أسفرت عن زيادة تشتت الأطفال، ما فاقم من الضغوط على العائلات والمجتمعات التي تحاول رعايتهم.