لماذا من الأفضل عدم تفسير بعض الأحلام؟.. كوابيسك قد تصبح واقعًا |احذر

قد لا يعلم البعض لماذا قد يكون من الأفضل عدم تفسير بعض الأحلام؟، فقد يسأل الإنسان أحدًا ما عن تفسير حلم رآه وهو لا ينبغي عليه تفسيره، وقد يتجاهل رؤيا صالحة في تفسيرها خير كثير، فكيف تعرف أن الحلم الذي رأيته يجب تفسيره أو ليس من مصلحتك تفسيره؟. عبر القاهرة 24 نقدم الإجابة على سؤال لماذا قد يكون من الأفضل عدم تفسير بعض الأحلام؟.

لماذا قد يكون من الأفضل عدم تفسير بعض الأحلام؟

أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم لماذا قد يكون من الأفضل عدم تفسير بعض الأحلام؟، فقد روى الصحابة العديد من الآثار حول تعبير الرؤية أو تفسير الأحلام، منها ما روي عن أبَا قَتَادَةَ يقولُ: وأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: "الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أحَدُكُمْ ما يُحِبُّ فلا يُحَدِّثْ به إلَّا مَن يُحِبُّ، وإذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا؛ فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ".

 وحول ذلك، قال الشيخ سعد الخثلان، رجل الدين السعودي في مقابلة تلفزيونية مسجلة له، إن الرؤية ينبغي ألا تذكر إلا لمعبر ناصح أمين، ولا تذكر لحاسد فد يعبرها على وجه سيء، وإذا رأى الإنسان ما يزعجه في المنام فهو من الشيطان لا يفسر، ويجب أن يستعيذ الإنسان منها وينفث عن يساره 3 مرات ولا يتحدث بها.

واستشهد الخثلان بما جاء عن أعرابي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: "لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك". 

وفي رواية أخرى: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد يخطب فقال: "لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه". وأوضح الخثلان علامات الرؤيا الصالحة التي يكون لها دلالات وتفسير من أصحاب العلم وتفرق بينها وبين أحلام الشيطان وهي:

• ألا تكون مخيفة.
• أن تتميز تفاصيلها بالوضوح ويتذكرها الإنسان.
• ألا تكون في شيء كان يفكر فيه الإنسان قبل نومه.

ونهى النبي صلى الله عليه وسلم بالتحدث عن الأحلام الكاذبة لأنها تكون معلقة وقد تحدث بذكرها أو اليقين بحدوثها وتفسيرها على وجه ما، لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحًا أو عالمًا” رواه الحاكم.

إذا حلمت حلم تفسيره سيء ماذا أفعل؟

وإذا كان الرد على سؤال لماذا قد يكون من الأفضل عدم تفسير بعض الأحلام باشتراطه دلالات الرؤيا الصالحة، فإن السؤال التالي هو إذا حلمت حلم تفسيره سيء ماذا أفعل؟، وهذا ما أجاب عنه النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال “إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّها مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ”، وامتناع الضرر مشروط بعدم ذكر الحلم أو محاولة تفسيره.

وقد صنف النبي صلى الله عليه وسلم ما يراه النائم خلال نومه فقال: "الرؤيا ثلاثة، منها أهاويل الشيطان ليحزن به بني آدم، ومنها ما يهتم به في اليقظة فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة"، والنوع الأخير فقط هو المقصود بالرؤيا الصالحة التي لها تفسير، وما عدا ذلك ليس له تفسير أو دلالة فإما أحاديث نفس تعكس الأفكار، أو أهاويل من الشيطان تتطلب الاستعاذة بالله والنفث على اليسار ثلاثًا وتغيير وضعية النوم.

هل تفسير الحلم السيء يتحقق؟

ووفقًا لما سبق، نصل إلى إجابة التساؤل حول هل تفسير الحلم السيء يتحقق؟، فقد حثَّ النبي على عدم الاهتمام بالأحلام السيئة لأن تفسيرها قد يكون سببًا في تحقيقها، دليل ذلك ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “الرُّؤى للعبادِ بمَثابةِ الوَحْيِ الَّذي يُوحي اللهُ به إلى أنبيائِهِ، وهي على رِجلِ طائِرٍ ما لم يُحدِّثْ بها، فإذا تَحدَّثَ بها سَقَطَتْ” أي تبقى معلقة لا تتحقق إن أهملها الإنسان، فإن اهتم بتفسيرها وذكرها لغيره سقطت، أي تحققت.

هل يجوز تفسير الأحلام السيئة؟

ولكن، هل يجوز تفسير الأحلام السيئة؟، فبعد ما تقدم نعلم الجواب، فإن توافرت علامات الرؤيا الصالحة فتفسيرها يُطلب من ذي علم، وإن لم تكن صالحة لا تطلب تفسيرها، وقد جاء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل ووجد السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها- تعبر رؤيا أحدهما، قال لها: “ليس هكذا ياعائشة”.

كلك روى الشيخان عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه رؤيا، فطلب أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ أن يعبرها، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بعد ذلك: بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا، قال: فوالله يا رسول الله؛ لتحدثني بالذي أخطأت، قال: لا تقسم.