السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هدوء حذر.. الشرق الأوسط بين نار الحرب الشاملة أو وأد فتيلها  في غزة

غزة
سياسة
غزة
الخميس 22/أغسطس/2024 - 08:14 م

على حافة الهاوية تقف منطقة الشرق الأوسط، قدم في الهواء تنذر بالانزلاق إلى حرب شاملة، وأخرى على الأرض تقاوم الانهيار توحي بآخر الفرص السانحة لانتشال المنطقة من السقوط في جحيم الحرب، بضع كلمات فقط هو كل ما يحتاجه الشرق الأوسط لتفادي السقوط في الجحيم؛ كلمات تتحول إلى اتفاق يوئد نار الحرب في غزة.

لأشهر كانت الأعين تترقب الأجواء في غزة، حيث تلقي طائرت الاحتلال الإسرائيلي صواريخ الموت، لكن اليوم باتت أجواء المنطقة بأكملها تحت الأنظار بعدما عم التوتر الذي أشعله الاحتلال في غزة ونثر نيرانه شمالا وجنوبا، فبين لحظة وأخرى قد تشن إيران وحلفائها هجوما انتقاميا من إسرائيل، كما من الممكن أن تشن إسرائيل ذاتها هجمات استفزازية أخرى، هي آخر ما نحتاجه قبل السقوط إلى الهاوية.

على مرمى حجر، نقف أمام السيناريوهين المتناقضين، الحرب الشاملة أو الهدوء التام، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اختار أن يلقي كل أحجاره في سلة الحرب، ولم يرو ظمأه ما سفكه من دماء في غزة على مدار أكثر من 10 أشهر، فا هو ينقل الحرب إلى ميادين أخرى، ويشن ضرباته في لبنان واليمن وإيران وسوريا.

ومع مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في قلب طهران، واغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، لا شك أن الأمور هدأت قليلا وبات واضحا أن إيران لم ترغب في التصعيد وتسعى للرد بطريقة أخرى غير مماثلة لما جرى في أبريل الماضي، كما تعطي فرصة، بحسب ما نقله مقربون من السلطة الإيرانية وما يؤكده حزب الله، للمفاوضات الجارية بشأن الهدنة في غزة.

ويجمع المسئولون الأمريكيون والإيرانيون واللبنانيون، على أن باب التهدئة في المنطقة هو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، لكن الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن، لم تجد بعد طريقا لكبح جماح نتنياهو.

نتنياهو يفسد المفاوضات

اتفاق في اليد، هو التعبير الذي استخدمه عضو مجلس الحرب الإسرائيلي المستقيل غادي أيزنكوت، للتعبير عن أن اتفاقا جيدا لإسرائيل كان وشيكا، بعد التوافق على بنود الصفقة مع حركة حماس، لكن نتياهو اختار الحرب مرة أخرى، وأبطل مساعي التهدئة.

اليقين بأن نتنياهو، هو العقبة الوحيدة أمام التوصل إلى اتفاق وجد طريقه إلى المسئولون الإسرائيليين أنفسهم، الذين أكدوا أن المآرب الشخصية لرئيس الوزراء، هي ما تحول دون وقف الحرب وعودة المحتجزين في غزة إلى ذويهم، وأمس الأربعاء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مصادر في فريق التفاوض الإسرائيلي، قولهم إن نتنياهو يحاول إفشال المفاوضات، وتصريحاته الأخيرة تتعارض مع ما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء.

ومن الجدير بالاهتمام، أن الخلافات بشأن وقف الحرب وعدم التصعيد، ليست بين الأطراف المتصارعة بل داخل إسرائيل، حيث يقف نتنياهو، في صف المتطرفين الرافضين لوقف العدوان، فيما يرى قادة الجيش والأجهزة الأمنية، أنهم بحاجة إلى اتفاق لاستعادة المحتجزين، وإنهاء الحرب التي لم يعد لها أهداف يمكن تحقيقها من الناحية العسكرية، وسخر وزير الدفاع يواف جالانت، من شعار تحقيق النصر المطلق الذي يرفعه نتنياهو، وقال إنه محض هراء وثرثرة، واعترف بأن مطالب نتنياهو هي ما يعرقل الصفقة.

ونقلت القناة الـ 13 العبرية، عن مصدر أمني قوله إن إبرام صفقة تبادل ووقف الحرب الآن، سيمنع اندلاع حرب إقليمية، لكن المسئولون الإسرائيليون متفقون على أن مطالب نتنياهو المتعنتة، تجعل أي اتفاق بعيد المنال، وهو ما أكده جالانت، لنتنياهو، في اجتماع مغلق -بحسب القناة الـ 12- بأنه لا يوجد سبب أمني يمنع التوصل لاتفاق، لكن ما يضعه من شروط لن يسمح بالتوصل إلى هذا الاتفاق، وأنه يضع اعتبارات شخصية فوق مصلحة البلاد.

وفي يوليو الماضي، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن خلافا آخر نشب بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية بشأن بقاء قوات الجيش في محور فيلادلفيا، وهي أحد العقبات الرئيسية التي يضعها نتنياهو، في طريق التوصل إلى اتفاق، في حين يرى قادة الجيش أنه يمكن التعامل بطرق مختلفة دون الإبقاء على قوات فيه.

أساليب نتنياهو، في عرقلة المفاوضات كشفتها تقارير أمريكية، ونشرت صحيفة نيويورك تايمز وشبكة NBC الامريكية، أن نتنياهو كان يعمد إلى وضع شروط جديدة بعدما يجري التوافق بين فريق المفاوضات الإسرائيلي وحماس؛ لإفشال المحادثات، كما كان يبدل فريق المفاوضات في بعض الجولات لتعود عملية التفاوض لنقطة الصفر.

جهود دبلوماسية وحشد عسكري أمريكي

وعلى مدار الأسابيع الأخيرة شهدت المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة بين عواصمها المختلفة لوأد نار الحرب الوشيكة في مهدها، بعد أن اغتالت إسرائيل هنية في طهران، وربما نجحت هذه الجهود مؤقتا في تهدئة الأجواء، لكن تبقى كل الأنظار على غزة التي يبدأ وينتهي عندها كل شيء، فحزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن والفصائل المسلحة في العراق وسوريا، أكدوا منذ البداية أن وقف هجماتهم على إسرائيل مرهون بوقف عدوانها على غزة.

وأرسلت الولايات المتحدة، حاملة الطائرات أبراهام لينكولن وغواصة نووية من طراز أوهايو، إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى سرب إضافي من المقاتلات، مع تعزيز الدفاعات الأرضية، وذلك تحسبا لأي هجمات على قوات أمريكية في المنطقة أو على إسرائيل. 

وتبقى الأوضاع في المنطقة مرهونة بالتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب على غزة، وتضع معه حرب أوسع نطاقا أوزارها، لكن هذا الاتفاق مرهون بتعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تلاحقه محكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب.

تابع مواقعنا