سامح حسين يستحضر روح أحمد زكي ليدافع عن الأبناء بعد طلاق والديهم: كلنا فاسدون
"كلنا فاسدون.. كل أب تحايل وامتنع عن نفقة عياله، وكل أم حرمت الأب من رؤية أبنائه.. كلهم فاسدون"، تلك الجملة عزفت على الأوتار الحساسة لـ الأبناء الذين تخلى والديهم عن مسئوليتهم، فأصبحوا أمام ابتلاء ليس طلاق الوالدين، وافتقادهم للحياة الأسرية الطبيعية التي يعيشها كل من في جيلهم، بل زاد البلاء عندما يفكر الوالدين في إيذاء كل منهما للآخر، دون النظر لحال الابن ـ الطرف الثالث الضعيف ـ الذي يحمل اسمهما وربما بعض الملامح منهما، فرغم النيران التي تحرق هذه الأبناء، ورغم فراق الآباء عن بعضهما، يظل الابن الضحية الذي لن يمتلك القدرة على فراقهم.
تلك القضية تطرق لها الفنان سامح حسين، هذا النجم الذي تقمص دور المحامي للدفاع عن الأبناء، ولكشف مدى المعاناة التي يمر بها هؤلاء الضحايا، فقال حسين في مشهد له بفيلمه الجديد ساندوتش عيال: كلنا فاسدون كل أب وكل أم رموا عيالهم من على كتفهم تخلوا عن مسؤوليتهم، وتراجعوا عن قرارهم اللي هما اختاروه بإرادتهم أنهم يكونوا آباء وآمهات.. كل أب تحايل وامتنع عن نفقة عياله، كل أم حرمت الأب من رؤية أبناءه.. هما دول الفاسـدون يا فندم.
وتطرق المحامي في الحديث ودفاعه عن الأبناء أمام المحكمة، بـ طلب هدنة ولحظة سلام من الآباء، حتى يمارس كلًا منهما دوره الطبيعي، ويرمم الشروخ في روح آبنائهم، فقال: الفساد مش في المال بس لأ، الفساد في الأخلاق، في التربية.. تربية ولادنا اللي مش قادرين نحميهم من شرورنا وكراهيتنا لبعض، وهما بيتحرقوا من نار غضبنا، ولا حول لهم ولا قوة.. يا ريس إحنا محتاجين وقفة، لازم يكون فيه وقفه، هدنة، لحظة سلام.. تستعيد فيها كل أم أمومتها، وكل أب أبوته، لازم يعرفوا كويس أوي إن في ما بينهم إنسان تالت ضعيف شايل اسمهم وملامحهم، شايل دمهم، لو كانوا هما افترقوا عن بعض.. هو أبدًا ميقدرش يفترق عنهم.
سامح حسين يستحضر روح أحمد زكي ليدافع عن الأبناء بعد طلاق والديهم
وبهذا الحديث، أعاد سامح حسين للأذهان المشهد التاريخي للراحل أحمد زكي، حيث استحضر سامح حسين روح النمر الأسود في فيلم ضد الحكومة، الذي تحدث هو الآخر عن الفساد، ولكن من زاوية أخرى، طالب فيها بحساب كل أصحاب المصالح، حيث قال: كلنا فاسدون.. كلنا فاسدون.. لا أستثنى أحدًا.. حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة، سيدي الرئيس لست صاحب مصلحة خاصة، لكن لدي مستقبل هنا أريد أن أحميه، أنا لا أدين أحد بشكل مسبق، ولكنى أطالب المسئولين عن هذه الكارثة بالمثول أمام عدالتكم لسؤالهم واستجوابهم.. أليسوا بشرا خطائين مثلنا!، أليسوا قابلين للحساب والعقاب مثل باقي البشر!.. سيدي الرئيس، أنا ومعي المستقبل كله نلوذ بكم، ونلجأ إليكم.. فأغيثونا.. أغيثونا.. والله الموفق.
