%77 غير راضين عن الخدمة.. “القاهرة 24” تُحقق في وهم تقنية “4G” بشبكات محمول مصر
أعلنت وزارة الاتصالات، في شهر سبتمبر من العام قبل الماضي، الإطلاق الرسمي لخدمات الجيل الرابع و شبكات المحمول في حفل ضخم حضره رئيس الوزراء، شريف إسماعيل آنذاك، ورؤساء شركات المحمول الأربع العاملة في مصر، بعد طول انتظار.
هذا الإعلان كان إيذانا بدخول مصر عصر جديد في عالم الاتصالات، والذي يعرف بخدمات الجيل الرابع.
والمفترض أن خدمات الجيل الرابع و شبكات المحمول تتيح لمستخدميها خدمات جديدة عن المتعارف عليها في السوق المصري ومنها: التعامل مع الإنترنت بسرعات عالية تفوق السرعة الحالية بنحو 10 ضعف، وتمكنهم من عرض ونقل وتحميل الصور والملفات المالتي ميديا مثل الفيديو، بشكل أسرع وأكثر وضوحاً.
كما تمكنهم من مشاهدة الأفلام السينمائية على الموبايل بدون تقطيع، وكأن الفيلم مخزن على الموبايل، كما تتيح خدمات لهواة الألعاب الإلكترونية على الإنترنت، الاستمتاع بها دون انتظار فترات طويلة لحين تحميلها، كما المفترض من خدمات 4G، نشر عمليات الاتصال المرئي عن بعد، واستقبال الإرسال التلفزيوني عالي الجودة واجراء مكالمات الفيديو بين أكثر من موبايل (فيديو كونفرانس).
“القاهرة 24” أجرى استطلاع رأي لمعرفة مدي رضاء المواطنين عن استخدامهم لتقنية +4G وG4+4.5، وأظهرت نتيجة الاستطلاع أن نحو 77% من المواطنين غير راضين عن استخدام هذه التقنية، فيما شعر بها 23%.
تحدث في الاستطلاع متخصصين ومسئولين أكدوا، أن جزءًا كبيرًا من هذه المشكلة يعود إلى الشركات المشغلة، بجانب الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.
تعليق شركات الاتصالات على الأزمة
ولم تعلق شركتي أورانج واتصالات مصر والتي يعاني عملائهم من أزمات كبيرة فيما يتعلق باستخدام تقنية الفور جي (+G4)، في حين كشفتا المصرية للاتصالات وفودافون عن موقفهما من الأزمة.
وتعاني شركتي فودافون وأورنج من قدم تصميم الشبكة وعدم الاستغلال الأمثل للترددات التي تمتلكانها، كما أن عملاء اتصالات مصر يعانون من البطء الشديد في سرعة نقل البيانات واستخدام الإنترنت، بالرغم من أنها تستخدم تقنية أحدث لتسريع البيانات، في حين تعمل المصرية للاتصالات الوافد الجديد على مد كابلات الفايبر في البنية التحتية في جميع أنحاء الجمهورية لتهيئة البيئة المناسبة لتحسين سرعة الإنترنت ومواكبة التطور التكنولوجي في جميع أجهزة الدولة.
رأي لجنة حماية المستهلك
الدكتور خالد شريف عضو لجنة حماية المستهلك التابعة للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، قال إنه من المفترض أن معايير قياس سرعة الإنترنت موجودة في مصر ومهمتها مطابقة سرعة البيانات المتاحة والتي تقدر بنحو 40 ميجا على أرض الواقع، إلا أن هناك مجموعة من المعوقات التي تمنع شعور المواطن بهذه السرعة على الشبكات الأربعة الموجودة في السوق المصري، هذه المعوقات تكون مشتركة ما بين جهاز تنظيم الاتصالات وما بين الشركات المشغلة للخدمة.
77% غير راضين عن الخدمة.. “القاهرة 24” تُحقق في وهم تقنية “4G” بشبكات محمول مصر
وأضاف في تصريح خاص لـ”القاهرة 24″، أن إحساس الشخص بالسرعة يظهر من خلال درجة التشبع بالمنطقة الموجود فيها، وبسبب كثرة المستخدمين، فإن أداء الشركات في تقديم الخدمة اللاسلكية والإنترنت ينخفض مع كثرة عدد المستخدمين ومن ثم انخفاض أداء الشركة، مشيرا إلى أن مشكلة تكنولوجيا الـ G4 تكمن في أن أدائها ينخفض مع كثرة عدد المستخدمين، فالخلية الواحدة تكون موجهة في بداية عملها لعميل واحد ومع وجود عميل ثاني وأكثر من عميل في نفس المنطقة تبدأ الخلية في توزيع جهودها على كل العملاء بنفس الدرجة ومن ثم يحدث انخفاض في السرعة لدى العملاء.
حلول لحل الأزمة
وقال عضو لجنة حماية المستهلك، إن حل مشكلة السرعة يتطلب وجود ترددات كافية، حتي يسمح للمستخدم بالأداء الأمثل، كما أن تصميم الشبكات يعتبر أحد العوائق التي تقلل من أداء عمل تكنولوجيا الـ G4، خاصة وأن الشبكات مثل أورانج وفودافون لم تراجع شبكاتها في مصر منذ أوائل عام 2000، حتي بعد حدوث تكثيف لعدد الخلايا، بجانب شبكة اتصالات منذ دخولها في مصر في 2006، فالخواص الجغرافية في مصر مختلفة إلى حدما ـ فتركيبة الـ 100 مليون مواطن موجودة على خط نهر النيل بعرض من 50 إلى 70 كيلو .
وأشار إلى أن إجمالى الترددات الموجودة في مصر غير كافى، إلا أن الترددات الحالية غير مستغلة بالشكل الأمثل سواء في الجيل الثاني والثالث والرابع، فمنح الشركات ترددات لتحسين الخدمة ليس هو الحل لكنه جزء من المشكلة.
وتابع: “المسئولية مشتركة ما بين الجهاز القومي للاتصالات الذي لا يوافق على استخدام الخلايا الصغيرة لأنها تحتاج إلى استخدام الفايبر وهو ما تمتلكه الشركة الحكومية منفردة، ويخشاها الجهاز في كثير من الأوقات، كما أن منافسة المصرية للاتصالات في المحمول تجعلها ترفض تطبيق هذه الألية للشركات الأخرى، هذا بالرغم من أن استخدام هذه التقنية قد يكون مصدر دخلا رائعا لها.
ولفت إلى أن الخلايا البرجية الموجودة على أسطح المباني تستطيع التغطية في النطاق المتوسط والبعيد، ومع الكثافة الكبيرة الموجودة من السكان فيجب استخدام التغطية في النطاق الصغير، توضع خلايا في الأرصفة وجوانب المباني بارتفاع متوسط، وتغطية داخل المباني باستخدام البيكو سينز أو المايكرو سينز.
وأضاف: “المواطن المصري لن يشعر بالفائدة الكاملة من الخدمة في ظل وجود هذه الأزمات، مشيرا إلى أن تقنية G4.5 التى تستخدمها اتصالات مصر، هي عبارة عن تعديل في السوفت وير يسمح بسرعات أعلى، إلا أن نفس مشكلة بطئ الخدمة قائمة لدي عملائها، وأن الجهاز القومي للاتصالات لا يحتاج إلى التعاقد مع شركات قياس مدى تنفيذ الشركات لهذه التقنية ليتأكد من بطء استخدامها خاصة وأن المشاكل معلومة للجميع”.
شعبة البرمجيات
وقال محمد سعيد رئيس شعبة البرمجيات بجمعية اتصال، إن أزمة عدم وصول الخدمة المقدمة من شركات الاتصالات عبر تقنية الاتصالات هو أمر كشف عن عدم صدق الشركات وتباهيهها بصرف الأموال للحصول على التراخيص على هذة التقنيات محاولة كسب رضاء الناس وتحقيق الدعاية فقط.
وأضاف في تصريح خاص لـ”القاهرة 24″ أن مقدم الخدمة لم يقدم أي شيئ إضافي مع تقنية الفور جي، كما أنه يبيع خدمة لا تتناسب مع ما تم الترويج لها.
وأشار إلى أن الرقيب يجب أن يحقق طموحات المواطنين بمراقبتة على مدى جودة الخدمة المقدمة وفق ما تعلن عنه شركات الاتصالات العاملة في مصر، لافتا إلى أن الرقيب يتقاعس عن قياس مدي جودة الخدمة لعدة أسباب، أولهم أن التقارب الذي حصل من الجهه الإدارية والشركات في وقت تحصيل رسوم تراخيص الفور جي والتراضي مع الشركة الحكومية، لا سيما وأن الجهة الرقابة تتبع للجهة الإدارية التى حصلت على هذة المبالغ وبالتالي في النهاية معيار الرقابة على تقديم الخدمة ضعيفة والمستخدم النهائي هو الخاسر.
المصرية للاتصالات
وفي ضوء تفاعل المصرية للاتصالات مع مقياس “القاهرة 24″ لرضاء المواطنين، كشف مصدر مسئول بقطاع الشركة، أنها مستمرة في خطة تطوير وتحسين البنية التحتية للاتصالات على مستوى جميع محافظات الجمهورية وذلك بهدف رفع سرعات الإنترنت ومواكبة عمليات التحول الرقمي التي تستهدفها البلاد، وتستهدف الخطة الموضوعة رفع كفاءة الشبكة النحاسية الموجودة في جميع أنحاء الجمهورية وتحويلها إلى كابلات ألياف ضوئية (الفايبر)، بالإضافة إلى إطلاق باقات مختلفة من السرعات للإنترنت الأرضي، مضيفا أن الشركة تقوم أيضا بتوصيل كابلات الفايبر إلى المدن الجديدة وأي مجتمعات عمرانية جديدة.
واستثمرت الشركة المصرية للاتصالات 14 مليار جنيه خلال العامين الماضيين لتحديث البنية التحتية، فقطاع البنية التحتية وكابلات الفايبر” الألياف الضوئية” وتحديث الشبكات الأرضية استحوذ على 40 % من هذه الاستثمارات بحوالي 6 مليار جنيه.
وأكد المصدر، أن الشركة تقدم حلولها وخدماتها إلى المجتمعات العمرانية الجديدة لتوفير الإنترنت الأرضي وتقنية الـ FTTh وتولي الشركة هذا المجال اهتماماً كبيراً، ولديها خطة توسعية لتقديم مزيد من الخدمات إلى المجتمعات العمرانية الجديدة.
فودافون مصر
وفي نفس السياق يقول أيمن عصام رئيس العلاقات الحكومية بشركة فودافون مصر، إن شركته حصلت على المرتبة الأولي في مستوي رضاء العملاء عن الخدمة وذلك في البحث الذي أجراه جهاز تنظيم الاتصالات على ملايين من المستخدمين.
وأضاف في تصريح خاص لـ”القاهرة 24″، أن شركته تعمل بشكل مستمر على تحسين الخدمة وعلى أتم الاستعداد للقيام بزيارات ميدانية في المناطق التي تكون بها مشكلة خاصة بسوء الخدمة، لكن هذا يعني أيضا أن الشركة في حاجة إلى زيادة عدد الترددات الحالي، لأن هناك اختناقات سكانية كبيرة في عدد من المناطق على مستوي الجمهورية.
وأوضح أن سلوك المواطنين تغير في استخدام الإنترنت ليصبح أكثر تفاعلا، حتي أن المواطنين يلجأون الآن إلى مشاهدة البرامج والمسلسلات عبر اليوتيوب وهو ما يعني استخدام أكثر للإنترنت، ومن ثم يعتبر هذا حمل زائد على الشبكة في ظل وجود ترددات محدودة.