الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد 24 كتابا بالشؤون السياسية ورصد للتيار الدينية.. شقة لندن رواية جديدة لـ حمادة إمام

القاهرة 24
ثقافة
الأربعاء 07/أغسطس/2024 - 01:19 م

صدر للكاتب حمادة إمام، رواية شقة لندن عن دار كنوز للنشر بالقاهرة، وهي الرواية الثانية، وبعد 24 كتابا في الشؤون السياسية ورصد للتيار الدينية وعلاقتها بالسلطة.

شقة لندن رواية جديدة للكاتب حمادة إمام

واعتمد حمادة إمام في رواية شقة لندن، على فكرة فك الالتباس القائم بين شخصيات هاربة، يجمعها مكانا واحدا انتقلت إليه كرها، وتطلعات متباينة،  و هي رواية رديفة لروايته الأولى.

في شقة لندن، تقع في إشكالية جدلية لا يهتم حمادة إمام برسم جغرافيتها، تنبع من سؤال مركزي، هل انت أمام رواية بوليسية، لأنها متعلقة بجرائم  يسعى الكاتب إلى تفكيك حلقاتها، تستبعد هذا التوقع مع الصفحات الأولى في الرواية، لأن العنصر البوليسي، المتعلق بالتحري عن القاتل غير  متحقق، الرواية أشبه بتحقيق من الكاتب، ومن البطل أحيانا وهي أشبه بمنولوج داخل البطل، كما لا تستطيع أن تقول إنك أمام رواية سياسية، حتى لو كنت أمام شخصيات انشقت عن نظام  سياسي، لكن حمادة إمام لا يهتم بتلك الإشكالية، ويترك للقارئ مساحة شاسعة للتفكير في ما يريد أن يقوله، فقد استبعد ترددات كلمة بوليس من الرواية، لأصدائها الكريمة على المتلقي، واكتفى بإشارات طفيفة عن وظيفة جديدة للشرطة في لندن، بعيدا عن البطش والقمع في بلد شخصياته الأصلي، وهي التستر والتقيد في وصف الجريمة بالانتحار.

الرواية صراع بين طرفين، الأول يمثل السلطة في الوطن الأم، التي ترى أن هؤلاء يمثلون خطرا وجوديا، بما يحملونه من أسرار قابله للفضح، والطرف الثاني يمثله الشخصيات المنشقة عن النظام لكنها لا تشكل جزءا من المعارضة، المؤمنة بحقها في مغانم السلطة.=

رواية شقة لندن

يبدأ الكاتب روايته بمدخل حدثي قائلا: 

أدرك ضوى النوبي، المشرف على الضيافة واستقبال الزائرين بفرع مؤسسة البناء فى لندن، أن الدور حل عليه، وأجله قد اقترب عندما رأى جثة شريف مهران رجل الأعمال الشهير، والمسؤول السابق عن العلاقات الخارجية بالمؤسسة، ملقاة أمام باب برج "تشارليز" قبل غروب الشمس والدم ينزف من كل جسده ورجال الإسعاف يستعدون لنقله، والشرطة تضرب طوقا أمنيا حول المكان، وتعاين الشقة التى سقط منها، وكان يقيم فيها، منذ استقر ببريطانيا، قبل عشر سنوات بعد استقالته وتأسيس شركة خاصة.

وصل ضوى  لمنزله بصعوبة وأصيب نجله سليمان  بحالة من الارتباك والفزع، لما فتح له الباب وهاجمته كل الهواجس لما رأى وجه أبيه شاحبا والخوف يملاؤه. 

تركه سليمان ممددا على كنبة الأنتريه ودخل إلى المطبخ، وعاد ومعه إناء بها مياه مبردة وقطع من الثلج وعدد من المناديل، وبدأ يغمس المناديل فى المياه ويضعها فوق جبين أبيه.

بدأ ضوى يتماسك واستوى على الكنبة وتوقفت الرجفة فيه، وقبل أن يسأله ابنه طلب منه ضوى على الفور، أن يستعد هو وأخوه للسفر لكندا، وإنهاء كافه أعمالهم بلندن فى أسرع وقت.

استقبل سليمان طلب أبيه بهدوء ورسم على وجهه تعبيرات الموافقة، قائلا: أنا محتاج أفهم علشان أنفذ كلامك ولا تغضب منى.. أنت تعرف أن كل أعمالي هنا 
فعقب ضوى على طلبه، قائلا:

لما غادرت القاهرة وجئت للندن بعد وفاة المهندس حسام فارس، أول رئيس مجلس إدارة للمؤسسة التى تأسست أوائل الخمسينيات، تولى بعده المهندس مطاوع الديب رئاسة مجلس الإدارة وقتها كان في ثلاث شخصيات فقط يعرفون خباياها وأسرارها، وكيف نجح مطاوع الديب رغم ضعف إمكانياته ومكانته فى المؤسسة، أن يطيح بكل أعضاء ومساعدى المهندس حسام، فى خبطة واحدة وقد ساعده الأشخاص الثلاثة وهم لؤى نافع وشريف مهران وسميرة حسونة، بطريقة مباشرة وغير مباشرة وبحسن نية أو سوء نية فى إحكام السيطرة على المؤسسة وتغيير وجهتها وفلسفتها فى العمل والتعاون مع مؤسسات كان المهندس حسام ومجموعة المؤسسين الأوائل مانعين وحاظرين التعاون أو الدخول معهم فى اى عمليات او تبادل خبرات، وأنا كنت الوحيد الذى يعرف ما فعله كل واحد من الثلاثة على حدة.

شريف لم يكن أول من قتل فى لندن، ولكنه حتى الآن قد يكون آخرهم، فقد سبقه من قبل اثنان ماتا بنفس الطريقة، والاثنان كانا يعملان فى المؤسسة، ولما خرجا من الشركة خرجا وهما يحملان أسرارا ظنا أنها تحميهما من غضب رئيس مجلس إدارة المؤسسة، وقتله مرتبط أصلا بفكرة تأسيس المؤسسة.

هذا ما حاول ضوى النوبى إثباته وكشفه لنجله سليمان والذى بدا وكأنه غير مقتنع بما طرحه وقدمه أبوه من معلومات، وربطها بعلاقات سببية بعيدة عن بعضها. 

كانت وجهة نظر سليمان أن هناك مسافة زمنية بين رئيس مجلس الإدارة، الذى صعد فى عهده شريف «مطاوع الديب»، ورئيس مجلس الإدارة «مكاوى بركات» الذى مات فى عهده شريف، وهذه المسافة تصل إلى عشر سنوات.

تمسك سليمان بوجهة نظره، استنفر كل قوى ضوى الذهنية لأن يكشف بالأدلة صحة وجهة  نظره وإخراج كل ما يخفية من معلومات كاشفا أن الثلاثة كانوا يعرفون أسرار وحكايات عما كان يدور فى المؤسسة وبعضهم نجح فى الاحتفاظ بأوراق، وكأن هناك من خطط إرسال الثلاثة إلى لندن في رحلة انتحار وخلاص من الحياة.

إنه المكان نفسه الذي يتحول إلى مسرح لهذه الحوادث كلها.. الأسلوب نفسه الذي يتبعه البوليس الإنجليزي مع كل حادث.. وكأنه ينفذ اتفاقية بينه وبين أحد يهمه التخلص من أشخاص بعينهم.. المهم أن يرتب وصولهم إلى لندن.. وهنا ينفذ الاغتيال.. ويتولى البوليس الإنجليزي باقي المهمة والتى لا تخرج عن حفظ القضية وقيدها انتحار، وفى أحسن الاحوال ضد مجهول.

وبخصوص بعد المسافات الزمنية بين موت الثلاثة، وشكوك ابنه فى الربط بينها عاد ضوى يكشف دليل الربط، وهو عندما قتل مطاوع رئيس مجلس الادارة الذى شهد عهده ميلاد كل الأزمات خلفه، من بعده ساعده الأمين مكاوى بركات الذى جهزه وأعده على عينه فهو كان امتداد له فى الفكر والحركة.

ودلل على ذلك بموت أول الثلاثة الذين عرفوا بقصة استيلاء مطاوع الديب على المؤسسة وهو اللواء لؤى نعيم والذى كان يتولى مدير أمن مجموعة "البناء للاستثمار"، والذى لعب الدور الرئيسى والأخطر فى تمكين مطاوع فى الانفراد بالمؤسسة، وسجن كل أعضاء مجلس الإدارة وأعاد تشكيل المجلس على هواه ووزع المناصب والإدارات على رجاله المقربين، وأقصى كل الذين كانوا مقربين من المهندس حسام، وبعد نجاحه فى تثبيت أركان ملكه الجديد بدأ التخلص من الذين ساعدوه فى الانفراد بالشركة وأخل بكل وعوده وتعهداته معهم وأولهم لؤى نعيم، ولما طلب تنفيذ وعده ارسله فى رحلة موت للندن ومات بنفس طريقة شريف مهران، وهو نفس السيناريو الذى نفذ فيما بعد مع سميرة حسونة التى وجدت ملقاة أمام البناية التى كانت تقيم فيها وقيد الحادث «انتحار»، وحفظ المحضر لبعض الوقت حتى اعيد فتحه مرة أخرى بعد ظهور أدلة جديدة ومعلومات أنها كانت على وشك إصدار مذكراتها والتي كانت تتضمن أسرارا تنشر لأول مرة عن العالم السرى لمؤسسة البناء.

تابع مواقعنا