أستاذ فقه بالأزهر: نعي الموتى في الصحف والمجلات غير مشروع في هذه الحالة
أوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، حكم نعي الموتى في الصحف والمجلات.
أستاذ فقه بالأزهر: نعي الموتى في الصحف والمجلات غير مشروع بالاتفاق في هذه الحالة
وقال أستاذ الفقه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن الموت قانون عام حَكَمَ به الله على كل كائن حي؛ إنسان أو حيوان أو طائر أو نبات أو جماد أو كان من الملائكة، قال بشأن ذلك المولى عز وجل: "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
وأضاف: وعلى العاقل أن يتأمل حاله وينظر في مآله، ويعمل لما بعد الموت، ويأخذ من موت غيره واعظًا، ويستفيد من قوله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالموت واعظًا".
وواصل أستاذ الفقه: قانون الموت قانون عام لا يُستثنى منه أي شيء فيه نفس ينبض بالحياة، حتى لو كان ملكًا مقرّبًا أو نبيًّا مرسلًا، وقد بدأ القرآن حينما ذكر الموت بحبيب الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه مخاطبًا حبيبه المصطفى: "إِنَّكَ مَيِّتٌ"، ثم خاطب الناس أجمعين بعد ذلك بقوله عز وجل: "وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ".
وأكمل: وبخصوص واقعة السؤال نقول: إذا كان المراد بالنعي ذكر محاسن الميت وتعدادها، وبيان مآثر ومناقب عائلته وأصوله، وذكر مناصبه، فذلك غير مشروع بالاتفاق، أما إذا كان المراد بالنعي إعلام الآخرين بموت الشخص لتكثير عدد المصلين حين الصلاة عليه، فذلك جائز ومشروع على الراجح للأدلة الآتية:
1. روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات.
2. قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذي دُفن ليلًا: "هلا آذنتموني؟" أي أعلمتموني بموته.
3. رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يموت فيكم أحد إلا آذنتموني به" أي أعلمتموني.
4. رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه نُعي إليه رافع بن خديج، قال: "كيف تريدون أن تصنعوا به؟" قالوا: "نحبسه حتى نرسل إلى قباء وإلى من حول المدينة ليشهدوا جنازته". قال: "نعم ما رأيتم".
وأوضح: على أننا ننبه إلى أن جماعة من أهل العلم والفضل استحبوا ألا يعلم الناس بجنائزهم، منهم عبد الله بن مسعود وأصحابه، والربيع بن خيثم، وعامر بن شرحبيل، وغيرهم، والله أعلم.
