ضحاياها 250 ألف مريض سنويا.. أخطاء يحاول الأطباء التستر عليها حتى لا يفقدوا وظائفهم
نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية تقريرًا، تناول أبرز الأخطاء الطبية التي يروح ضحيتها الآلاف من المرضي، ما بين استئصال كلي بالخطأ، وصرف دواء غير مناسب، وحتى إجراء عمليات جراحية خاطئة.
أخطاء طبية تضر بـ 1.2 مليون أمريكي
ولفت التقرير إلى أن مثل هذه الأخطاء الطبية تضر بـ 1.2 مليون أمريكي وتؤدي إلى وفاة ما يقدر بنحو 250 ألف مريض كل عام.
وتحدث الأطباء الذين تتراوح تخصصاتهم من الممارسة العامة إلى طب الطوارئ، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، للصحيفة عن الحوادث الطبية الخطيرة التي تحدث داخل جدران المستشفيات، التي يميل مقدمو الخدمة أو يتم تشجيعهم على التستر عليها.
ومن أكثرها شيوعًا: وصف الدواء الخاطئ ووصف الدواء للمريض الخطأ، ما يتسبب في وفاة ما يقدر بنحو 8 آلاف مريض كل عام.
وفي ذات السياق، تعد الأخطاء في إجراء الاختبارات المعملية المناسبة، وكذلك الأخطاء الكتابية في حفظ الملفات، مثل وضع علامات خاطئة على النتائج أو التشخيص، هي أيضًا أخطاء شائعة في المستشفيات والممارسات الخاصة، وربما أكثر مما يدركه المرضى.
الأخطاء الطبية العالمية
وأشار التقرير إلى أنه اجتاحت حالة مدمرة من الخطأ الطبي العالم في عام 2022 عندما أُدينت الممرضة السابقة في مركز فاندربيلت الطبي، رادوندا فوت، بالإهمال والقتل بسبب الإهمال وحُكم عليها بالسجن لمدة ثلاث سنوات تحت المراقبة.
وفي ديسمبر 2017، كان من المفترض أن تعطي السيدة فوت لمريضتها شارلين مورفي جرعة من Versed، وهو مسكن لتهدئتها قبل الدخول إلى جهاز الرنين المغناطيسي، ولكن تم حقن المريضة البالغة من العمر 75 عامًا بمادة فيكورونيوم، وهو عقار قوي للغاية، ما تسبب في وفاة المريضة.
واعترفت فوت بخطئها، بينما لفتت الانتباه أيضًا إلى عدد لا يحصى من العوامل الأخرى التي لعبت دورًا في خطأها المميت، بما في ذلك أنها كانت تقوم أيضًا بتعليم ممرضة جديدة، الأمر الذي كان بمثابة إلهاء لها، ولم يتم تنفيذ نظام السجلات الإلكترونية الجديد إلا سبع مرات، قبل أسابيع في بداية صعبة للغاية، وكانت هناك سياسات توقيت لإدارة الأدوية، مما جعل تصرفاتها سريعة.
وأصبحت القضية بمثابة صرخة حاشدة للممرضات، الذين أكدوا أن محاكمة فوت سيكون لها تأثير مروع في مجال الرعاية الصحية، مما يثني الممارسين عن الإعتراف بالأخطاء خوفًا من فقدان وظائفهم أو السجن.
وقالت ليندا أيكن، أستاذة التمريض وعلم الاجتماع في جامعة بنسلفانيا، عن هذه الحالة:الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجميع هو أنه سيكون لها تأثير مخفف على الإبلاغ عن الأخطاء أو الأخطاء الوشيكة، ما سيكون له بعد ذلك تأثير ضار على الإبلاغ عن الأخطاء أو الأخطاء الوشيكة.
وفي السياق نفسه، شرح الدكتور درو ريمينانتي، طبيب متقاعد في طب الطوارئ في نيو هامبشاير، بالتفصيل لموقع DailyMail، عندما شخّص علامة على قرنية المريض على أنها خدش ظفر من وضع عدساته اللاصقة، لافتًا إلى أنه عادةً ما يتم علاج الخدوش الموجودة على القرنية باستخدام قطرات المضادات الحيوية وتشفى بسرعة نسبية.
خطأ في تشخيص المريض
وأوضح، أن الدكتور ريمينانتي أخطأ في تشخيص المريض، الذي كان يعاني بالفعل من قرحة في قرنيته، وبالإضافة إلى التشخيص الخاطئ، قد يطلب الأطباء إجراء اختبارات خاطئة أو يخطئون في تقديم نتائجهم، مما يؤدي إلى إرباك المرضى وفقدان نتائج الاختبار أو إساءة تفسيرها.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن تحدث أخطاء دوائية في أي مرحلة من مراحل عملية الرعاية الطلب، والتوزيع، والإدارة، والمراقبة، ورغم أن معظم الأخطاء الدوائية لا تؤدي إلى إصابة المريض، إلا أن تلك الأخطاء من المرجح أن تحدث في مراحل الوصف - 56%- وإعطاء الدواء - 34%%- في المستشفى، ويتم اعتراضها بشكل أكثر شيوعًا في أثناء مرحلة الوصفة الطبية.
ويستشهد الأطباء، غالبا، بالسجلات الصحية الإلكترونية EHR، وهي الوثائق التي تتبع التاريخ الطبي الكامل للمريض، بما في ذلك التطعيمات والعمليات الجراحية والتشخيص، كمصدر للأخطاء الطبية.