محمد الدولار.. حكاية غطاس وهب نفسه لـ نجدة المنكوبين ضحايا الغرق بالشرقية
قبل سنوات فقد والده، لكن أثر التربية الطيبة ظل داخله لا يفارقه، وما أن التحق بالعمل في شركة مياه الشرب والصرف الصحي في محافظة الشرقية حتى بدأ يمارس عادته الطيبة في استقلال دراجته النارية والسير كما خفر السواحل بهدف نجدة المنكوبين وإنقاذ الغرقى أو انتشال جثامينهم في قطر المنطقة التي يسكنها وسط مركز بلبيس أقصى جنوب المحافظة.
حكاية محمد الدولار وانتشال الغارقين في الشرقية
مع بداية عام 2016 كانت النقطة الفارقة في حياة محمد الدولار، حين تم اختياره ضمن مجموعة من زملائه للحصول على تدريب وتكوين فرقة، لإثقال مهارات الإنقاذ لديه، التي بدأت بـ حق خطوط ودائرة الخير، والتي كانت جهوده نواتها تتسع لتشمل جميع البلاد.
عُرف الدولار بين أبناء مركز ومدينة بلبيس في صورة المُنقذ الذي لا يرد من يستعين به، لكن قبل ثمان سنوات اتسعت دائرة الخير لتشمل سائر مراكز محافظة الشرقية وجميع محافظات الجمهورية؛ بعدما أصبحت جهود محمد فكرة يود الحميع أن يكون أحد عناصرها، حتى بدأ الرجل يتلقى اتصالات هاتفية من منقذين شباب متطوعين يودون مشاركته الخير، وأخذت الأمور لتُعين وتساعد الجهود الرسمية في إنقاذ الغارقين أو الجثامين التي جرفتها المياه بعيدًا.
سرد محمد الدولار، خلال حديثه لـ القاهرة 24، تفاصيل عمله التطوعي، مؤكدًا أن جهود الإنقاذ التي يبذلها وفريقه على مستوى محافظات الجمهورية جميعها جهود تطوعية خالصة لوجه الله تعالى، وبمثابة الصدقة الجارية على روح والده.
قبل ساعات، ومع تمام الثالثة فجر الخميس، كانت واحدة من بطولات الغطاس محمد الدولار على ضفاف مياه ترعة الإسماعيلية، والتي أعلن عنها عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، عندما تمكن من انتشال جثمان شاب يُدعى محمد العبسي، ابن شارع المتاجر في بندر بلبيس، والذي وافته المنية جراء سقوطه غارقًا في مياه الترعة، حيث لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة بعدما انزلقت قدماه في أثناء غسيل مركبة توك توك كان يعمل عليها، واستمر البحث طيلة 30 دقيقة حتى تمكن الدولار من انتشاله ونقله إلى ثلاجة حفظ الموتى في مستشفى بلبيس المركزي، وهناك تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية قبل تسليم الجثمان إلى ذويه لدفنه.