محافظ قنا في أول حوار له: نستهدف وضع قنا على خريطة الاستثمار العالمي.. ومحاربة الفساد أول أولوياتي
تشهد الدولة المصرية حالة من الحراك لتمكين أفكار ومبادئ الجمهورية الجديدة، وهو ما تضمن ضخ دماء جديدة في جميع المناصب العليا بالدولة، بداية بالحكومة ومرورا بالمحافظين.
وفي هذا الصدد التقى القاهرة 24، مع الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، في أول حوار صحفي معه، للحديث عن أهم القضايا التي تشغل أهالي قنا؛ وإليكم نص الحوار:
_ما انطباعكم الأول عن المحافظة وأهلها؟
في الحقيقة انطباعي عن محافظة قنا بدأ من جانب وزارة التنمية المحلية وبرنامج التنمية المحلية في صعيد مصر منذ عام 2017 حتى 2021، وأعرف قنا على مدى 4 أعوام، وكنت في قمة السعادة لحظة تكليفي من الرئيس عبد الفتاح السيسي محافظًا لقنا، شعرت بارتياح شديد لطيبة شعبها وإيماني بالإمكانيات الواعدة للمحافظة، واستبشرت خيرًا ومتفائل للعمل بها.
_ما أول قرار لكم عقب الوصول إلى ديوان محافظة قنا؟ ولماذا؟
أول قرار كان لقائي بالصحفيين والإعلاميين في محافظة قنا، وذلك لاهتمامي بالإعلام والثقافة العامة للمواطن، وصياغة وعي المواطن القنائي، وهذه الرسالة الأولى التي أردت إيصالها لهم.
ويوجد جهود كثيرة تنموية وموارد ضخمة وضعتها الدولة على أرض قنا، ولكن شعور المواطن بالإنجاز والتغيير وتحسن الخدمات والمرافق دائمًا يكون أضعف من هذه الجهود، وبالتالي هناك رسالة على الإعلام كبيرة وهي حسن نقل جهود الدولة إلى المواطن وفي ذات الوقت تغذية مرتجعة والدور المزدوج للإعلام وهو نقل نبض الشارع على القيادات التنفيذية، وأهمية الدور الإعلامي والعمل على التوعية التي تؤدي إلى تعزيز الإنتماء، ولفت القيادات للمشكلات، وأوجه القصور للعمل على التحسين.
_ما أهم توجيهات الرئيس السيسي خلال اجتماع المحافظين؟
الرئيس السيسي اجتمع بكل قيادات الدولة عقب حلف اليمين الوزراء والمحافظين ونواب المحافظين، وكان حديث من القلب ثري، وأهم التوجيهات كانت الحرص على خدمة المواطن وأن يكون هو قلب التنمية، والعمل التنفيذي يكون منصب على خدمته، ويكون بؤرة اهتمامنا وهي ذات الرسالة التي وجهها رئيس الوزراء في أول اجتماع للمحافظين، أن مكتب المحافظ هو الشارع.
وثاني رسالة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي هي أهمية الابتكار والتفكير في الحلول غير التقليدية للمشاكل، واستغلال الموارد المتاحة الاستغلال الأقصى قبل البحث عن موارد خارجية، وكان دا بالنسبة لي استحسان لأن التنمية تعتمد في الأساس على حسن تنمية وإدارة الموارد بمعنى جزء كبير، من احتياجات المواطنين وآفاق التنمية الواسعة نستطيع تحقيقها بحسن إدارة الموارد دي أهم الرسائل إضافة إلى عدد الملفات التي وجهها رئيس الوزراء منها التصالح على مخلفات البناء، وتقنين أوضاع أملاك الدولة والتعديات على الأراضي الزراعية والاهتمام بتحسين الخدمات.
_ما خطتكم للارتقاء بالمحافظة ورفع مستوى الخدمات بها؟
من أجل وضع خطة للعمل، التقيت بممثلي وضع المخطط الاستراتيجي العمراني لمدينة قنا، للتعرف على الخطط قيد التطوير التي تجرى على أرض قنا، وأيضًا برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر ساعد في وضع خطة استراتيجية للمحافظة تسمى خطة قنا 2030، جار التعرف عليها لنرى الرؤية التي وضعت لذلك.
والخطة تنقسم إلى إجراءات عاجلة وسريعة منها الانتهاء من المشروعات القومية والمشروعات التي تعدت استثماراتها 75% بتوجيه من وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، بالعمل على الانتهاء من المشروعات التي قاربت على الانتهاء وتكون في حيز التشغيل، وبالتالي يجد المواطن ثمرة هذه المشروعات هذا على المدى القصير، أما على المدى المتوسط فنعمل على تحسين الخدمات العامة، والتنسيق مع الوزارات المركزية الخدمية مثل التعليم والصحة، بينما الخطة طويلة المدى تشمل كيفية وضع قنا على خريطة الاستثمار العالمي.
_ متى نرى محافظة قنا على خريطة السياحة العالمية؟
قنا دائمًا خارج خريطة السياحة المحلية والعالمية، والموضوع يتخطى مجرد الاهتمام بالمعبد والخدمات المقدمة في المنطقة المحيطة به، ولكن من خلال برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر سنطور مرسى دندرة حيث ترسوا المراكب الصغيرة، حتى نجذب السياحة الدولية من الأقصر وأسوان خاصة على طريق السياحة النيلية، وجذب السياحة الشاطئية من البحر الأحمر إلى قنا.
وخطتنا أن نتجاوز الزيارات التي تمثل زيارة سياحة اليوم الواحد، بل نأمل أننا نستطيع دعوة السياح والمنظمين للرحلات السياحية إلى إقامة السياح في قنا على الأقل ليلة واحدة وبالتالي الكورنيش الشرقي لمدينة قنا يتم تطويره حتى ترسو عليه المراكب النيلية والبواخر السياحية ثم الانتقال بمراكب أصغر إلى مرسى دندرة ثم إلى المعبد، وتطوير المنطقة حول المعبد في اتجاه السياحة الريفية ثم يكون في مسار سياحي يربط كل الآثار القبطية والإسلامية المتميزة الموجودة على طول الوادي من شمال المحافظة إلى جنوبها، وبالتالي نكون بنشتغل على تجربة سياحية متكاملة للسائح الذي يزور قنا ولا تقتصر الزيارة على معبد دندرة فقط، بل نخلق رحلة سياحية متكاملة، وأن تكون الغرف الفندقية عالية الجودة.
_ في ظل توجه الدولة نحو التحول الرقمي للحد من التلاعب.. ما خطتكم لمحاربة الفساد خاصة في الوحدات المحلية؟
تطوير نظم العمل في الأجهزة التنفيذية سواء في ديوان عام المحافظة أو رؤساء المدن أو حتى القطاعات الخدمية الأخرى من أولويات العمل من البداية، وحسن استخدام الموارد البشرية الذي يخدمه التحول الرقمي ذلك جزء من خطة الإصلاح الإداري للدولة، والرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن أنه لا يكفي الإصلاح الاقتصادي دون الإصلاح الاداري، لأنه لا يحقق نجاحًا، وإذا كان عجلة الاقتصادي يمكنها أن تدور في جهات معينة، لا يصح أن يوقفها الفساد، وبالتالي توجه الدولة للإصلاح الإداري وخاصة في تطبيق معايير الحوكمة في أولوية عملنا في محافظة قنا.
كما أن التميز المؤسسي واستخدام تكنولوجيا المعلومات من الأمور الهامة جدًا ولكن ذلك يعتمد على تطوير نظم العمل وإعادة النظر في هندسة دورات العمل، خاصة المقدمة من المواطنين تحتاج تتبع جميع الإجراءات الإدارية والقانونية، التي تتم من خلال المنظومة الإلكترونية لكشف أي تلاعب أو استغلال بأقصى سرعة.
_ هل هناك خطة للاستثمار بشكل أفضل في قنا؟ وهل لشباب المحافظة نصيب منها؟
بالطبع خطة التنمية أساسها تنشط وجذب الاستثمار إلى محافظة قنا، ولا تركز فقط على المستثمرين الكبار، بالعكس هناك اهتمام أكبر أن تخدم رجال الأعمال الصغار والمتوسطين والكبار والاهتمام بالشباب لإنشاء المشروعات الصغيرة، وسنتعاون فيها مع كل الأطراف على رأسهم جامعة جنوب الوادي والجهات الدولية التي من الممكن تعطي لنا الخبرة في هذا المجال.
