السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جون ميتشام.. وكان هناك نور

الثلاثاء 30/يوليو/2024 - 12:08 ص

من مكتبه في البيت الأبيض - الذي أطل من خلاله في مرات معدودة كان منها خطاب دعم إسرائيل بعد الطوفان- تحدث الرئيس جون بايدن إلى مواطني الولايات المتحدة عن قراره بالانسحاب من سباق الرئاسة حماية للديمقراطية الأمريكية على حد وصفه للأمر، وإن كان مخالفا للواقع فأقطاب الحزب الديمقراطي المختلفة كانت تدفع في هذا الاتجاه حتى قبل المناظرة الكاشفة بينه وبين دونالد ترامب.

خلف الخطاب لم يكن فريق بايدن المعروف في البيت الأبيض أو دائرة المستشارين الواسعة للرجل، لكن كاتبا ومؤرخا هو جون ميتشام الذي صاغ الجمل التي كونت حديث جو، وهو ليس من فريق الرئيس الديمقراطي رغم محاولاته لاستقطاب الرجل كان أخرها في نهاية 2023، وصفت الصحافة الأمريكية وقتها الرجل بالنموذج الملهم للرئيس.

رفض ميتشام أن يكون جزءا من فريق الرئيس، ففي نفس التوقيت الذي طلب فيه لتلك المهمة كان هو غارقا في العمل على كتاب جديد حول الرئيس دوايت أيزنهاور، الذي من المتوقع أن يصدر في القريب وعلى الأدق قبل نهاية العام الحالي.

بدأت علاقة ميتشام مع بايدن في حملة الأخير للترشح في عام 2008، بعد أن أعجب بكتاب ميتشام الذي صدر 2006 باسم الإنجيل الأمريكي: الله، والآباء المؤسسون، وتكوين الأمة، من وقتها تعارف الرجلان وحاول الرئيس الاستعانة بالكاتب مرات ومرات وبعد وصول جو إلى مقر الحكم قدم له ميتشام خدمات تطوعية واستشارات في أحداث فارقة.

وإن لم يطلب بايدن النصيحة من الرجل مباشرة، يطلبها في مؤلفاته فبينما كانت انتخابات التجديد النصفي العام الماضي مخيبة له وجد الرئيس مخرجا في كتاب ميتشام الجديد عن أبراهام لينكولن، وكان هناك نور الذي يتناول بالتفصيل كيف تعامل الرئيس السادس عشر مع انتقال السلطة المحفوف بالمخاطر في لحظة حاسمة في التاريخ الأمريكي.

لا يمكن أن أعتبر الرجل لاعبا مؤثرا في سياسة جو بايدن، وإن كنت أتوقع أن يكون كذلك مع رئيس قادم للولايات المتحدة في المستقبل ومعدل العمر في صالحه فهو لم يتجاوز الستين، ولكن بالتأكيد فميتشام نموذج خاص رجل لا يتحدث كثيرا ويكتب بغزارة ويؤرخ للسياسية الأمريكية متبنيا طريق استشراف المستقبل بالنظر في التاريخ وإعادة قرأته.

ومن هنا أتمنى أن تجد مؤلفاته طريقا لدور النشر العربية في القريب الذي لا أتمنى أن يطول انتظارا له.

وربما تكون البداية مع آخر مؤلفات الرجل عن بوش الأب الذي يتناول فيه مسيرته بما في ذلك خلال العمل في المحيط الهادئ أثناء الحرب العالمية الثانية، وصعوده السياسي في تكساس، ثم خدمته كسفير للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ومبعوث إلى الصين، ومدير لوكالة الاستخبارات المركزية، ونائب الرئيس أثناء إدارة رونالد ريجان، وكرئيس، وكتب أخرى منها وكان هناك نور والذي يغطي فيه حياة لينكولن الذي يميل الناس إلى اعتباره أعظم الرؤساء الأميركيين ـ رمزا بعيدا ـ أو سياسيا مدفوعا بالحسابات الذي بدأ بالتزامه الأخلاقي بمكافحة العبودية، وهو التزام أساسي لقصة العدالة في أميركا، عندما نشأ في مجتمع معمداني مناهض للعبودية؛ وكان يصر على أن العبودية شر أخلاقي.

يروي هذا الكتاب قصة لينكولن منذ ولادته على حدود كنتاكي في عام 1809 حتى توليه القيادة أثناء الحرب الأهلية حتى اغتياله المأساوي في عام 1865: صعوده، وتعليمه الذاتي، وحبه، ونوبات الاكتئاب التي أصابته، وإخفاقاته السياسية، وإيمانه المتزايد، وقناعته الراسخة بأن العبودية لابد وأن تنتهي.

وربما أيضا كتابه فرانكلين وونستون والذي وصف بأنه الصورة الأكثر اكتمالا على الإطلاق للعلاقة العاطفية المعقدة بين اثنين من زعماء التاريخ البارزين، حيث يستكشف جون ميتشام العلاقة الرائعة بين الرجلين اللذين قادا العالم إلى النصر في الحرب العالمية الثانية، مبينا ما كانت عليه تلك الصداقة الحاسمة والفريدة من نوعها.

تابع مواقعنا