الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفتي الأردن: تكامل مؤسسات الإفتاء ضرورة لترسيخ البناء الإنساني وتحقيق أهداف الشريعة الإسلامية

الدكتور أحمد الحسنات
دين وفتوى
الدكتور أحمد الحسنات مفتي المملكة الأردنية الهاشمية
الإثنين 29/يوليو/2024 - 06:05 م

قال الدكتور أحمد الحسنات، مفتي المملكة الأردنية الهاشمية، إن الإسلام جاء ليكون دينًا عالميًّا ودعوةً شاملةً للبشرية جمعاء، مضيفًا أن الله تعالى أرسل نبيه الكريم رحمة للعالمين. جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر العالمي التاسع للإفتاء.

وأشار الدكتور الحسنات إلى أن أمة الإسلام ابتعثها الله لترسيخ قيمة الإنسان وكرامته، مستشهدًا بالآية الكريمة: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. 

وأوضح مفتي المملكة الأردنية الهاشمية أن خيرية الأمة الإسلامية تنبع من قدرتها على التفاعل والتشارك مع أبناء المجتمع الإنساني، مما ينقلهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن التخلف إلى أعلى درجات الرقي، مستدلًا بقول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].

الإسلام يدعم التفاعل الإنساني ويهدف إلى تحقيق الكرامة الإنسانية

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في الجلسة العلمية الأولى التي جاءت تحت عنوان: البناء الأخلاقي في الإسلام ودور الفتوى في تعزيزه، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء.

وفيما يخص دور الإسلام في الحضارة الإنسانية، شدد المفتي على أن الإسلام لم يأتِ لهدم الحضارات الإنسانية أو إلغائها، بل ليكون لبنةً تشتبك مع غيرها في بناء صرح الإنسانية، مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لَبِنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين.

وأكد مفتي الأردن على أن الأخلاق الحسنة هي أساس تفوق الأمم وتميزها، موضحًا أن رسالة الإسلام ركزت على تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع، واستشهد بقول الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق.

وفيما يتعلق بدور الفتوى في الحفاظ على البناء الإنساني المبني على القيم الأخلاقية، أوضح الدكتور الحسنات أن الفتوى تحتل مكانة عظيمة في حياة المسلمين منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 وذكر أن الفتوى هي إخبار عن حكم الله تعالى في إلزام أو إباحة، وتبيين الحكم الشرعي لمن يسأل عنه.

وأكد أن الأحكام الشرعية تهدف إلى ترسيخ مفهوم الأخلاق المشتركة بين جميع الأمم والعيش على أساس الكرامة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الفتوى تلعب دورًا مهمًّا في حفظ الأمن الاجتماعي من خلال القواعد العامة والأحكام الفرعية، وعلى رأسها الضرورات الخمس أو المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية: حفظ النفس، والنسل، والدين، والعقل، والمال.

مستشار الشؤون الدينية في بوركينا فاسو يدعو إلى تعزيز ضوابط الفتوى

ومن جانبه، ألقى الدكتور أبو بكر دكوري، مستشار الشؤون الدينية في رئاسة بوركينا فاسو، كلمة خلال الجلسة العلمية الأولى بالمؤتمر العالمي التاسع للإفتاء، الذي عُقد في القاهرة، دعا فيها إلى تعزيز ضوابط الفتوى وتحصينها من التأثيرات السلبية في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم.

واستهلَّ الدكتور دكوري كلمته بتحية الحضور، مشيدًا بمكانة القاهرة، قائلًا: ها نحن مرة أخرى في مدينة القاهرة، جوهرة الشرق وعاصمة مصر المحروسة، مصر العروبة والإسلام، مأرز الإيمان ومركز العلوم والحكم.. لا شك أن أي قرار يتَّخذ في مصر سيكون فيه الخير والبركة والمصلحة لديننا وأمَّتنا. لذلك، يحرص علماء الإسلام ومفكروه على المشاركة في أي مؤتمر يُعقد في أرض الكنانة. ونسأل الله أن يوفقنا في هذا المؤتمر كما وفقنا وبارك في المؤتمرات السابقة.

وشدد الدكتور دكوري على ضرورة احترام ميثاق الشرف لدور وهيئات الفتوى، الذي تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم العام الماضي، إذ اتَّفق الجميع على ضرورة وضع ميثاق شرف يتضمن حواجز لمنع من لا تتوافر فيه شروط الإفتاء من التدخل في هذا المجال.

 وقال: كل من ليس له علم بالكتاب والسنة، أو فهم للشريعة، أو التزام بتعاليم الإسلام في العقائد والعبادات والمعاملات، أو إدراك لما يجري حوله من وقائع عصره ومشكلات مجتمعه، لا ينبغي أن يكون له دور في الإفتاء.

وأعرب مستشار الشؤون الدينية في بوركينا فاسو عن قلقه إزاء التحديات المعاصرة في زمن يتسارع فيه التطور والتغير السلبي، إذ أصبحت الأخلاق والمروءة أقل أهمية، مؤكدًا أنه يجب أن يتحلى المفتي بالورع والاستقامة لضمان صحة ومصداقية الفتوى، وأن يكون مستقلًّا عن تأثيرات الحكام والوجهاء والمصالح الشخصية.
وأشار إلى أهمية العدالة والاستقامة في المفتي، قائلًا: يجب أن يكون المفتي عادلًا ومستقيمًا في دينه وسلوكه، لأن هذه الصفات هي التي تضمن نزاهة الفتوى وصحتها.. إن مصالح المسلمين في دينهم وحياتهم تعتمد بشكل كبير على الفتاوى الصحيحة المبنية على أسس سليمة.

تابع مواقعنا