مش عاوزين سائحين!
في الوقت الذي أعلن معه سيادة الرئيس السيسي أن الأولوية القصوى للدولة المصرية خلال الفترة القادمة في تعزيز السياحة وأهمية تكاتف جميع الجهات المعنية بالسياحة من وزارات وهيئات وشركات بالتنسيق مع القطاع السياحي الخاص وقد جاء تصريح السيد شريف فتحي وزير السياحة في اول يوم عمل له مطمئنا للمصرين عن جدية وإصرار الوزير صاحب الخبرات الكبيرة في عزم الدولة المصرية في الوصول إلى مستهدفات السياحة بجذب 30 مليون سائح خلال 5 أعوام ووضع الآليات التي تكفل تحقيق ذلك رغم الاضطرابات الجيوسياسية الأخيرة التي لا نحسده عليها.
ومن عجائب الأمور وسخرية الأقدار أنه في ظل تسارع وتكاتف الدولة المصرية لتعظيم الدخل الدولاري من خلال تعزيز السياحة والتعاون الكبير مع القطاع الخاص نجد متظاهرين في مدينة برشلونة الإسبانية يرشون الزوار بالماء كجزء من تظاهرة ضد السياحة الجماعية والهتاف بعبارات: “أيها السياح ارجعوا إلى بيوتكم"، وعبارات أخرى مثل “برشلونة ليست للبيع”.
و ذلك بالرغم من زيارة 26 مليون زائر تقريبًا لليلة واحدة في مدينة برشلونة بعام 2023 وإنفاق 13.8 مليار دولار و85.1 مليون سائح في كل المدن الإسبانية لعام 2023.
ورغم أن ما تمثله السياحة في إسبانيا 12.8% من الناتج المحلي الإجمالي و12.6% من الوظائف؛ فإن المناهضين الإسبان للسياحة ينددون بتأثير السياحة المفرطة على أسعار المساكن، إذ ارتفعت الإيجارات بنسبة 68% خلال العقد الماضي وفقا لمجلس مدينة برشلونة مؤثرةً على ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير على المواطن الإسباني، ولذلك أعلن مجلس مدينة برشلونة رغبته في وضع حد لتأجير الشقق السياحية بحلول عام 2029.
إن مفهوم السياحة وتوافد السائحين في مصر وفي قناعة المصريين يقع تحت مسؤولية قطاعين بعينهم وهم السياحة والطيران فقط، مع أن ذلك المفهوم خاطئ تماما لما يحيط تعزيز السياحة من عوامل كثيرة مشاركة ومؤثرة ومنها الإضرابات الجيوسياسية لما لها من تأثير مباشر على السياحة وحالة البنية التحتية، والفضل يرجع لوزارة النقل ذلك القطاع الأنشط في مصر خلال السنوات العشر السابقة، والطفرة الكبير في مجال البنية التحية من خلال تحديث ورفع كفاءة وربط الطرق والمدن، وأيضا الطاقة الفندقية العاملة، وفي مصر تبلغ نحو 220 ألف غرفة والتي تعمل عليها بجدية الإدارة المصرية لمضاعفتها خلال الفترة المقبلة من خلال المشروعات السياحية والتنموية في الساحل الشمالي وغيره، وضرورة افتتاح منشآت فندقية جديدة تحقق حلم الـ 30 مليون سائح.
طموح وآمال كبيرة تتعلق معها أحلام المصريين في التشكيل الوزاري الأخير أن يحقق الكثير وإن كنت متفائلا لما تضمنه ذلك التشكيل من كفاءات علمية ودولية قادرة على إحداث فارق كبير يرضي الشارع المصري، أما إخوانا في إسبانيا ما تجيبوا برشلونة لو زعلانين من السياح!
