هل يجوز للشخص اختيار الفتوى المناسبة له عند تعدد جواب المفتين؟
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها نصه: ما حكم ترك الفقيه والمفتي للمستفتي حرية اختيار أحد الأقوال في المسألة المختلف فيها؟ حيث حدث نقاش بيني وبين أحد أصدقائي حول مسألة فقهية معينة، فاستفتيت أحد المفتين المتخصصين عن حكمها الشرعي، فأجابني، فلما أخبرت صديقي بالجواب.
وواصل السائل: قال لي، إن المسألة خلافية بين الفقهاء، وإنه قد سمع أحد العلماء يقول: إنه ينبغي للفقيه والمفتي أن يترك للمستفتي حرية اختيار أحد الأقوال في المسألة؛ فهل هذا صحيح؟ وما التصرف إذا تعدد جواب المفتين، هل للمستفتي الاختيار منها أو ماذا؟
وقالت الدار عبر موقعه الرسمي في فتوى سابقة: على المستفتي الرجوع في جميع مسائله ووقائعه إلى أهل الفتوى المُجاز لهم بالإفتاء؛ لاختصاصهم ولكثرة ممارستهم ومزاولتهم للعمل الإفتائي، ولا ينبغي في هذه الحالة عرض الأقوال الفقهية على المستفتي دون اختيار، بل يفتيه بما يناسب حاله، حتى يحصل المقصود من الفتوى، وأن يُبَصِّر المستفتي ويوجهه إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، ويقدم النصح له.
طلب الفتوى من أهل العلم
واستكملت: وللمستفتي عند تعدد أقوال المفتين المؤهلين للإفتاء في مسألته أن يتخير ويعمل بأيها شاء، ما دام اختياره لا يخالف قانونًا أو عرفًا وليس مؤدِّيًا إلى فسادٍ خاصٍّ أو عامٍّ.
وأكدت دار الإفتاء: إذا تقرر أن الاستفتاء واجب على المكلف فيما لا علم له به فإنه يجب عليه استفتاء أهل العلم والاختصاص لا أن يسأل أحدًا من العوام أو مجهولي الحال أو مدعي العلم أو الفتوى ممن يظهر بمظهر أهل العلم والعلماء؛ قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9].