السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من أعاد داعش إلى الخليج؟

الخميس 18/يوليو/2024 - 01:48 م

الجريمة الإرهابية التي شهدتها العاصمة العمانية مسقط، ليلة 15 يوليو الجاري، كانت صادمة، ليس للأشقاء في عُمان فقط، وإنما لكل شعوب ودول المنطقة، فقد كان الهجوم الإرهابي الذي تبناه تنظيم داعش، غريبًا في ظروفه ومكانه وزمانه، فعمان هي أرض التسامح والتعايش منذ قرون، والشعب العماني معروف بالسماحة والأخلاق الطيبة وتقبل الآخر مهما كان أصله أو دينه أو مذهبه أو طائفته أو لونه، فكيف حدث ذلك؟! فعمان لم يسبق لها أن شهدت مظاهر عنف ناتجة عن أسباب طائفية أو مذهبية رغم التنوع الكبير الذي يتميز به المجتمع، لذا فإن حادثة يوليو تعتبر حالة شاذة في المجتمع العماني، حتى وإن كان منفذوها عمانيين.

هذه الجريمة الإرهابية تنبهنا من جديد إلى ضرورة الاستمرار في مواجهة الجماعات الإرهابية التي تتبنى خطاب العنف والكراهية والقتل والتدمير في مواجهة الآخر، فلسنوات قليلة مضت، توقعنا أن تنظيم داعش وشره قد أصبح من الماضي، لكن ظهوره في دولة خليجية بعد 10 أعوام تقريبًا من عملياته في الكويت والسعودية، يدعو للقلق ويتطلب الحذر والعمل الجاد.
واختار داعش عمان لأنه يعرف مدى التسامح والتعايش والانسجام الذي يعيشه كل أطياف المجتمع، وهذا ما يزعج المتطرفين والإرهابيين، فيختارون البلد الآمن المستقر لزعزعة الأمن والاستقرار فيه، وإثارة الفتنة بين طوائفه، كما فعلو في دول عربية أخرى وقعت في فخ الفتنة والطائفية وبقيت لسنوات تدفع ثمنها وتحاول إطفاء نارها، لكن عمان عصية على كل متربص، وتمتلك -قيادة وشعبًا- من الوعي، ما يجعل كل مخططات الإرهابيين تذهب أدراج الرياح، وتجعلهم يجرّون أذيال الخيبة والفشل، فجميع دول الخليج تقف مع عمان في هذه الظروف لمواجهة هذا الشر، ونحن واثقون أن المجتمع العماني بعد هذه الجريمة سيصبح أكثر تماسكًا وتسامحًا وتعايشًا.

والحقيقة أن ما حدث في منطقة الوادي الكبير في مسقط، لا يمكن اختزاله في عمان وحدها، فهذا العمل الجبان الذي ظهر في طابع طائفي له أبعاد خطرة على المنطقة كلها، وفي الوقت نفسه هو جزء مما كنا نحذر منه بسبب الحرب على غزة، فليس أفضل من أجواء الحروب والتوترات للإرهابيين كي ينشروا خطابهم المريض ويستقطبوا أعضاء جدد، فالمسؤولية تقع على إسرائيل وعلى الدول الداعمة لها لوضع حد للحرب وإيقاف القتل في غزة، فالعنف لا يولّد إلا العنف، واستمرار العنف في منطقة واحدة لفترة طويلة يسمح للعنف أن يتنقل وينتشر حولها، كما يوفر أرضًا خصبة للإرهابيين كي يستقطبوا المزيد من المغفلين.

وهذا الحادث يقرع الجرس بصوت عالٍ، لنكتشف أن داعش لم ينتهِ، وأنه لا يزال قادرًا على تجنيد عناصر جديدة ودخول مناطق جديدة لم يكن له موطئ قدم فيها سابقًا، ومن ثم القيام بعمليات إرهابية وإسقاط الضحايا الأبرياء بالعشرات.

تابع مواقعنا