الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

احذر.. سهام الكلمة ربما تقتل إنسان

الخميس 18/يوليو/2024 - 09:11 م

أحد الشعراء يقول في إحدى قصائده، سهام الجراح لها التئام ولكن سهام اللسان ليس لها التئام، فهو بذلك أكد أن رب كلمة وجهت لإنسان عنده فرط في الإحساس تقتله، فعندما تقف على مآسي الآخرين وانكسارهم.. إياك أن تبتسم مجرد ابتسامة، فإن ذلك يؤثر نفسيا على الإنسان الذي يمر بأزمة أو مشكلة، في نظرك هي بسيطة ولكن هو يراها جبلا عظيما، فعليك أن تتأدب  في حضرة الجرح.

 كن إنسانًا أو مت وأنت تحاول، وقد شهد المجتمع المصري نموذجا لإنسان كان عنده فرط في الإحساس، وقد تعرض لأزمة في مجال عمله فحكاها في برنامج فضائي وكأنه كان يودعنا بشكايته، طالبا منا كمجتمع أن نراعي مشاعر وأحاسيس الآخرين الذين قد لا يستطيعون البوح بها، أو انهم عاجزين على إيجاد الحلول لمشاكلهم أو التعبير عن أوجاعهم، وقد نبهت هذه القضية التي أصبحت بجد قضية المشهد وأفردت لها البرامج والحوارات الإعلامية والصحفية وقتا كبيرا، لكي نقف على الداء ونجد له الدواء، ففكرة القهر النفسي وأنك بكلمة لا تلقي لها بالا وتقولها على قصد الهزار فقد تؤذي بها إنسانا وتكسر قلبه دون ذنب منه أو أنه إنسان لا يستطيع أن يرد عليك.

 وليست الكلمة التي تقال فقط بين الأشخاص، ولكن الكلمة التي تقال في الإعلام أو تكتب في الصحف دون رقيب من ضمير أو حس ديني ودون مستند أو دليل على صحة ما تقول، فإنك إذا آذيته سيظل ذنبه فى رقبتك العمر كله، وهذه حاجه صعبة على كل إنسان لديه إحساس أو له ضمير حي، فكن على قاعدة إنسانية أنك لا تتكلم عن أحد لمجرد الكلام أو تصل إلى تريند على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة في مجال الصحافة الرياضية، فبعض الذين يريدون الوصول إلى أعلى مشاهدة يتناولون مثلا  سيرة أي لاعب فاللاعب قبل أن يكون لاعبا فهو إنسان له إحساس ومشاعر، يتأذى دون أن تشعر به.

 فمهما كان الحدث الذي تريد أن تكتب عنه مهما، فلا تتكلم أيها الكاتب عن الشخص بذاته وليكن كلامك عاما،  ففى الأول والآخر هذه كرة فلا تحمل نفسك ذنب من أجل كلمة حتى ولو على سبيل الهزار، فربنا وحده الذي يعلم بنوايا الناس وهو وحده الذي يعلم ما هي نفسية كل إنسان يعيش بيننا، فمهما كانت ردود الفعل أو التعليقات على ما تكتبه، فدع ذلك كله وإياك أن  تحمل ذنوب ببلاش كفايا الذنوب التي نعملها وربنا يهدينا ويغفرلنا جميعًا، الفترة الماضية لا بد أن تعلمنا منها حاجات كتير قوى أهمها أنك لا تدخل في خناقات مع أي إنسان  ولا من أجل أن ترضي شخصا تحب أن تكون لك عنده مكانة فإنه لن ينفعك عندما تقع المصيبة، فقرر أن تبتعد عن كل كلمة ممكن أن يتأذى بها الآخرين وعش حياتك فى هدوء مسالما نفسيا مع الآخرين، وعش حياتك مع أحبابك وأصاحبك بكل حب وطمأنينة وسلام، وكما يقال عند عوام: كبر دماغك مش هيجيلك غير وجع القلب.

والخلاصة.. فالبكلمة تقتل إنسانا وبالكلمة أيضا أن تحي إنسانا، ببعث الأمل في نفسه، فكن دوما مفتاحا للخير مغلاقا للشر والأذية.

تابع مواقعنا