تعرف على فضل صيام يوم عاشوراء.. لماذا كان فرضًا قبل رمضان وصامته كل الأمم؟
يبحث المسلمون عن فضل صيام يوم عاشوراء وسبب صيامه ولماذا كانت كل الأمم التي سبقت الإسلام منذ عهد النبي موسى عليه السلام تحرص على صيامه، بل فُرض على اليهودية وصامته قريش نفسها ومن بعدها فُرض على المسلمين؟، وفي هذا التقرير عبر القاهرة 24 نوضح فضل صيام يوم عاشوراء ولماذا له خصوصية عن باقي السنن المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فضل صيام يوم عاشوراء
تناول التاريخ الإسلامي فضل صيام يوم عاشوراء بمزيد من الخصوصية، فهو ليس يومًا عاديًا صيامه سُنة كأي سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان صيامه فرضًا على المسلمين والتزمه اليهود حتى أن كفار قريش كانوا يحافظون على صيامه، فلماذا كل هذه الخصوصية ليوم عاشوراء؟.
في صحيح البخاري قالت السيدة عائشة رضي الله عنها "كان يومُ عاشوراءَ يومًا تصومه قُرَيشٌ في الجاهليَّةِ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومه في الجاهليَّةِ، فلما قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ صامه وأمَرَ بصيامِه، فلما فُرِضَ رمضانُ كان هو الفريضةَ وتُرِك عاشوراءُ، فمن شاء صامه، ومن شاء تركَه".
والحديث يدل على أن صيام يوم عاشوراء كان فرضًا على المسلمين، فلما فرض الله صيام شهر رمضان على المسلمين أصبح صيام يوم عاشوراء سُنة يثاب عليها ولا شيء على تاركها.
وعند اليهود أيضًا كان صيام عاشوراء فرضًا، إذ يسمونه يوم الغفران أو كيبور، وهو يوم مقدس لديهم نجى فيه بني إسرائيل من فرعون، ويوافق يوم العاشر من شهر "تشرى" العبري الذي بدأت فيه الخليقة على حد زعمهم، ولا يوافق العاشر من محرم.
وجاء في صيامه في التشريع الموسوي "يكون لكم فريضة دهرية أنكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذلّلون نفوسكم، وكل عمل لا تعملون الوطني، والغريب النازل في وسطكم" (اللاويين 16:29)، ويذكر أن يوم الغفران هو أول يوم لبداية حرب السادس من أكتوبر عام 1973.
وفي فتوى لدار الإفتاء المصرية، يعود فضل صيام يوم عاشوراء إلى أنه سنة فعلية وقولية عن النبي صلى الله عليه وسلم يترتب عليها تكفير ذنوب عام قبله، فعن أبى قتادة رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ" أخرجه مسلم فى "صحيحه".
وعن السيدة عائشة رضى الله عنها: "أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء" أخرجه مسلم فى "صحيحه".
وشددت الدار على فضل التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء، فقالت إنه يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء؛ لما ثبت عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» أخرجه البيهقى فى "شعب الإيمان"، قال ابن عيينة: قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرًا.
سبب صيام يوم عاشوراء
أكدت المصادر الإسلامية أن سبب صيام يوم عاشوراء، هو أنه اليوم الذي نجى الله فيه سيدنا موسى من فرعون وجنوده بانشقاق البحر، وأغرق فرعون وجنوده، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم، قائلًا مخاطبًا اليهود "فأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ".
وجاء في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود تصوم عاشوراء تمجيدًا ليوم نجاة سيدنا موسى ومن معه، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِى اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟"، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِى إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ"، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
ومن هنا، جاء إلتزام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بصيام يوم نجاة النبي موسى عليه السلام فرضًا على المسلمين، حتى أنزل الله تعالى آيات الصيام التي نسخت فرضية صيام عاشوراء وأبدلته بصوم شهر رمضان، إلا أن النبي كان يصومه كل عام فأصبح سُنة مثبتة.
حديث فضل صيام عاشوراء
قال الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء، أن حديث فضل صيام يوم عاشوراء لِمَن يستطيع، ومن لا يستطيع الصيام ووسع على أسرته وأهله في هذا اليوم فهو قد قام بسنة التوسعة، وعلى ذلك توسع على السنة كلها.
واستدل جمعة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: "يكفر السنة الماضية"، مشددًا على استحباب الإكثار من الذكر، والدعاء، وقراءة القرآن أو الاستماع له، وفعل الخير والصدقات في هذا اليوم، قائلا "احرصوا على اجتماع الأسرة، واجعلوها فرصة للقاء العائلة".