قلبي ينفطر شوقًا.. وائل الدحدوح يحيي ذكرى ميلاد نجله حمزة: كنت فرحتي ولوعتي فقتلوا الفرحة وأبقوا اللوعة
نم قرير العين بجوار ربك.. بقلبٍ يعتصر ألمًا وكلمات أقوى من رصاص الاحتلال الغاشم، رثى الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح المقلب بـ أيقونة الحرب، نجله حمزة في ذكرى ميلاده، بقوله: كنت فرحتي ولهفتي ولوعتي حتى قتلوا الفرحة وأبقوا اللوعة.
الصحفي اللبق، والذي أتقن جوامع الكلم ومفردات اللغة، وكان رغم مآسيه يطل علينا متحدثًا عن جرائم الاحتلال، لم يجد أمام جرحه بفقدان "حمزة الروح" كما وصفه، كلمات يرثيه بها في ذكرى ميلاده الـ28، ليقف قليل الحيلة منفطر القلب، متسائلًا: ماذا أقول لك يا بني في يوم ميلادك، فلقد انفطر القلب شوقا لك ولهم جميعا؟.
10 يوليو وقبل ثمانية وعشرين عامًا كان مجئ “حمزة” للدنيا، ورغم ما مر على “الدحدوح” إلا أنه يتذكر جيدًا ذلك اليوم وفرحته ولهفته على مهجة قلبه وفلذة كبده، “آهٍ يا حمزة الروح، ويا مهجة القلب، ويا كل شئ، في مثل هذا اليوم قبل ثمانية وعشرين عاما أكرمني الله بمجيئك إلى الدنيا، فكنت فرحتي، ولهفتي ولوعتي”.
وائل الدحدوح ووالده حمزة
وفي يناير من العام الحالي، وقبل 7 أشهر تقريبًا، قتلت تلك الفرحة، بعد الصدمة التي تلقاها الدحدوح باستشهاد ابنه حمزة الدحدوح الذي استهدفه الاحتلال وقصفه رفقة صديقه في غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة، ليلحق حمزة بـ 12 من أفراد أسرته استشهدوا نهاية شهر أكتوبر الماضي، حيث يتابع الدحدوح في منشوره: “قبل سبعة أشهر من عمر أبشع الحروب، قتلوا الفرحة وأبقوا اللوعة”، لينهي رسالته إلى نجله الذي ذهب وذهبت معه الفرحة: “نم قرير العين بجوار ربك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
وكان الدحدوح قد حزن على فقدان نجله الأكبر حزنًا بالغًا، ونعاه الجميع حينها بمن فيهم مسئولي الدول الداعمة لإسرائيل مثل وزير الخارجية الأمريكي الحليف الأول للاحتلال الغاشم، والذي تحدث عن تأثره بما حدث لمراسل الجزيرة، ووقتها علق الدحدوح، على الواقعة بقوله: “نحزن ونتألم ولكننا مشبعون بالإنسانية وعدونا مشبع بالقتل والحقد.. ماضون في عملنا ولا شي نخذل منه”.