فضل وسبب صيام يوم عاشوراء.. أمر إن فعلته فيه يزيد رزقك طوال العام
يبحث البعض عن فضل وسبب صيام يوم عاشوراء وموعده خلال 2024، إذ اعتاد المسلمون صيام يوم عاشوراء أسوة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ووردت فيه أحاديث تبين أحكامه ومنزلته لدى الأمم السابقة على الإسلام، لذلك يناقش القاهرة 24 فضل وسبب صيام يوم عاشوراء وقصته التاريخية وهل يُصام بمفرده أم يشترط صيام تاسوعاء؟.
سبب صيام يوم عاشوراء
جاء سبب صيام يوم عاشوراء في صحيح السنة النبوية، فيما ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟"، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ"، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء" أخرجه مسلم في "صحيحه".
وأوضحت أنه يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء؛ لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» وقال ابن عيينة: قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرًا.
واستنكرت دار الإفتاء في فتوى رسمية ما يحدث من مظاهر لم ترد في الشرع يوم عاشوراء؛ كضرب الجسد وإسالة الدم من بعض الشيعة بحجة أن سيدنا الحسين رضي الله عنه قتل وآل بيته رضي الله عنهم جميعًا وعليهم السلام في هذا اليوم، فهو بدعة مذمومة لا يجوز إتيانها.
متى يوم عاشوراء 2024؟
وحول متى يوم عاشوراء 2024، فقد ثبت هلال شهر محرم يوم الأحد الماضي، ما يعني أن يوم العاشر من محرم سيوافق يوم الأربعاء 17 يوليو 2024، وهو موعد صيام يوم عاشوراء، ويسبقه يوم الثلاثاء 16 يوليو 2024 يوم تاسوعاء.
بينت دار الإفتاء أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله الحرام المحرم، وصيامه سنة فعلية وقولية عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، وصيام يوم تاسوعاء قبله سُنة أيضًا.
واستدلت دار الإفتاء على استحباب صيام يوم تاسوعاء قبل عاشوراء بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ"، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في "صحيحه".
ووفقا للإفتاء، فإن العلماء قدموا صيام تاسوعاء على عاشوراء لعدة أسباب منها:
- مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.
- وصل يوم عاشوراء بصوم.
- الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
فضل صيام عاشوراء
حول فضل صيام عاشوراء، أكدت دار الإفتاء أن فعل هذه السُّنَّة يترتب عليه تكفير ذنوب سنة قبله، فعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ" أخرجه مسلم.
وفي يوم عاشوراء، نجى الله تعالى سيدنا موسى ومن آمن معه من بني إسرائيل من فرعون وجنوده بمعجزة انشقاق البحر، إذ قال تعالى في سورة طه "وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى"، وقال أيضًا في سورة الشعراء "فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ".
هل صيام يوم عاشوراء يكفر الذنوب؟
أجابت دار الإفتاء عن سؤال هل صيام يوم عاشوراء يكفر الذنوب؟، فقالت إن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ"، يدل على أن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة قبله.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام عاشوراء، فقد روى البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: "ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ"، وقوله: "يَتَحَرَّى"؛ أي أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان شديد الاهتمام بصيام يوم عاشوراء.