الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

القاهرة تُجبر على النوم مبكرا

الإثنين 01/يوليو/2024 - 01:51 م

لا تهدأ ولا تنام.. كثيرون هم الذين وصفوا القاهرة بأنها مدينة لا تتوقف فيها الحياة على الإطلاق 24 ساعة، حافلة بالحياة ومظاهرها وكأنها خاصمت النوم وهجرها هو بحيث لا يعود مهما مرت بها الظروف وجرى فيها من حوادث الأيام لم تعرفه أبدا ثورات وانكسارات وجائحة فيروس أرعب العالم وأوقف الحياة ولم يؤثر على أهل تلك المدينة ولم يبق من أثر له إلا في مبسم الشيشة الذي فرض على مقاهيها جبرًا على أصحابها.

لم أر في القرار الذي بادر رئيس الوزراء في الإعلان عنه خلال المؤتمر الصحفي الأخير بغلق المحلات التجارية 10 مساء في محاولة حكومية لفرض ترشيد استهلاك الكهرباء ضمن إجراءات أوسع للتعامل مع أزمة تخفيف الأحمال المتفاقمة، إلا محاولة لفرض النوم على تلك المدينة وشوارعها.

القاهرة تجبر على النوم مبكرًا

 

ورغم وعود الحكومة بمراجعة القرار وإعادة النظر فيه، إلا أن القرار دخل حيز التنفيذ بالفعل بعد الاجتماع الأخير للجنة العليا لتراخيص المحال العامة.

ولكن في الأساس هل المواعيد الصيفية المفروضة حاليًا مطبقة بالفعل وفقًا لما تم إقراره مع قدوم فصل الصيف كان على المحال التجارية أن تغلق أبوابها في الحادية عشر مساء، ولم أر أي مظهر يشير إلى أن مثل هذا الأمر كان مطبقًا بالفعل.

يتجاوز الأمر بالتأكيد محاولة الحكومة ترشيد استهلاك الكهرباء وربما لو أعادت النظر بالفعل لتبين لها أن الأمر على غير جدوى، ولكن في رأي يتعلق الأمر بنمط حياة المصريين الذي يعرف طريقًا للنوم في المواعيد الطبيعية والمعتادة في أنحاء العالم فلا مدينة شرقًا وغربًا لا تهدأ شوارعها بعد منتصف الليل إلا القاهرة.

أعاد القرار الحكومي إلى بالي محاولة حكومية في 2012 لإصدار تشريع يلزم أصحاب المحلات إغلاق محلاتهم اعتبار من العاشرة مساء باستثناء المطاعم حيث تمتد لهم المدة إلى الثانية عشرة مساء، وللمصادفة كان الأمر أيضًا يتعلق بتوفير الطاقة الكهربائية.

وأيضًا كانت هناك محاولة سابقة في 2010 لفرض الإغلاق في حدود العاشرة مساء وقتها تحدث محافظ القاهرة عن الأمر ليؤكد أنه لا توجد عاصمة أو مدينة كبرى بالعالم لا يتوافر فيها نظام محدد في مواعيد الفتح والإغلاق للمحال.

فشلت كل تلك المحاولات أمام طبيعة المواطن المصري العاشق للسهر بامتياز، ولكن لا مجال من أن يتغير هذا النمط، وبالتأكيد سيكون المردود الإيجابي أكبر بكثير وسيتجاوز قطاع الكهرباء إلى ما هو أكبر وأهم.

بالتأكيد جميعًا ولو لمرات قليلة تجاوزنا معدلاتنا الطبيعية في تحمل السهر وصباحًا كنا مضطرون إلى جلد الذات، بينما نقاوم الرغبة الشديدة في النوم من أجل الوصول إلى العمل في موعده المحدد وتجنب غرامات التأخير.

تابع مواقعنا