أصيبوا بـ تروما.. تقارير تكشف امتناع عدد من البحارة عن المرور عبر البحر الأحمر بسبب الحوثيين
سلطت وكالة رويترز البريطانية الضوء على أزمة خفية ضربت عرش التجارة البحرية العالمية على خلفية هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من البحارة أصيبوا بصدمة نفسية - تروما - وتوقفوا عن الإبحار والعمل في الشحن البحري خوفًا على حياتهم.
بحارة يعانون من صدمة نفسية بعد هجمات الحوثيين
أزمة أخرى، تصاعدت على خلفية هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، بالتزامن مع اعتراض السفن وإطلاق الصواريخ عليها، خلال الشهور الماضية، حيث بات من الصعب إيجاد طواقم ماهرة من عمال الشحن والسفن، في مهنة تفتقر بالفعل إلى الأيدي العاملة.
وذكرت وكالة رويترز، قصة أحد البحارة يدعي كوستاس راسياس، والذي تعرض بالفعل لهجوم، حيث سقط صاروخ أطلقه الحوثيون في اليمن بالقرب من سفينته، وهو ما جعله يتعهد حينها بوقف الإبحار عبر ما وصفه بالمياه المحفوفة بالمخاطر لافتا إلى أن حياته أغلى قيمة من أرباحه في مجال الشحن والنقل البحري.
وليس كوستاس راسياس، فحسب، فوفقًا لمقابلات مع أكثر من 15 من أفراد الطاقم ومسؤولين في صناعة الشحن فإن جميعهم يرفضون العودة مرة أخرى للعمل بعد تعرضهم لصدمات نفسية نتيجة الإبحار في مناطق النفوذ الحوثي.
وأشارت رويترز إلى أن هذه الخطوة، أثرت على أعداد البحارة في جميع أنحاء العالم، حيث تقلصت صفوفهم، بنسبة كبيرة، فيما قال مصدر مطلع على الأزمة إن البحارة أصبحوا أقل حرصا على الإبحار عبر تلك المنطقة وأصبح التحدي أكبر الآن.
وتشير التقديرات إلى أن إبحار سفن الحاويات عبر البحر الأحمر تضاءل بنسبة 78% في مايو مقارنة بالعام الماضي، حسبما أظهر تحليل من منصة الخدمات اللوجستية project44، حيث فضلت الشركات التحول إلى طريق إفريقيا، في رحلة تتسم بزيادة التكاليف واستغراق الكثير من الوقت.
من جانبه، يلفت تشارلز، عالم النفس السريري، بعد مقابلات مع 40 بحارًا من سفينتين أبحرتا عبر البحر الأحمر، إلى أنهم عانوا الكثير من الصدمات وبعضهم يفكر في ترك التجارة مشيرا إلى أنهم يعانون اضطرابات في النوم، والكوابيس، إلى جانب التوتر والامتناع عن تناول الطعام.
وعلى الجانب الآخر فإن معظم السفن قد بدأت في نشر حراس مسلحين على متنها للمساعدة في الدفاع عن الطاقم خلال الهجمات المحتملة، لكن نادرًا ما يتم تدريب الطاقم أو تجهيزه لمواجهة الصراع.
البحارة واتفاقية الـITF
وفي ذات السياق، قال جون كانياس، رئيس العمليات البحرية في الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF)، إن ما يقرب من 360 ألف بحار تغطيهم اتفاقية الـITF في جميع أنحاء العالم لديهم الحق التعاقدي في رفض الإبحار في مناطق الحرب المحددة والمطالبة بالعودة إلى الوطن على نفقة مالك السفينة.
وأوضح كانياس أنه في أبريل الماضي، تم توسيع إحدى هذه المناطق في البحر الأحمر، والمعروفة باسم منطقة العمليات الحربية، بناءً على طلب الـITF.
