السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

التسول ظاهرة لا بد أن تختفي

الثلاثاء 11/يونيو/2024 - 03:03 م

سنة الله في خلقه، هو وجود الفقر والفقراء في كل عصر ومِصر وعلى مر الدهور، ولا تخلو دولة من الدول مهما كانت إمكانياتها من الثروات والكنوز من وجود فقراء يعيشون على أراضيها،  والذين نراهم يتسولون في الشوارع والطرقات وعلى أبواب المساجد سواء كانوا من الذكور أو والاناث، ونراهم كل يوم أثناء ذهابنا وعودتنا من أعمالنا، وأثناء قضاء حاجاتنا اليومية في الأسواق، ونراهم يزدادون في المناسبات الوطنية والدينية وخاصة في شهر رمضان، سواء بمفردهم أو كانوا معهم  أطفال أم لا، فالأطفال عادة يستخدمونهم  كأدوات التسول ومن أجل زيادة الدخل، هؤلاء لا يقال عنهم أنهم  متسولون، لأنهم في الحقيقة ليسوا  فقراء كما يدعون، بل هم مرتزقة يمتهنون التسول وهذا  يعني أن صدقتك التي تضعها في أيديهم تذهب في غير محلها من الناحية العملية، أما الأجر ففضل الله  واسع يثيبك على قدر نيتك.
 

وخير دليل على صحة كلامي حالة إحدى المتسولات وكانت تدعى الحاجة غوايش التي  عاشت على التسول من المارة في الشوارع، بعدما تركها أشقاءها وتبرؤا منها امتهنت حرفة التسول من أجل أن تكتنز المال وبالفعل بعد موتها اكتشفوا انها تمتلك  ثروة كبيرة ذهبت جميعها بعد وفاتها إلى من قاطعوها في حياتها حسب الشرع، حيث اعتادت التسول أمام المحال التجارية وفي شوارع المدينة منذ سنوات طويلة، وكانت تسكن بمكان غير آدمي عبارة عن عشة أو منزل قديم متهالك، وعقب وفاتها عثروا على مبالغ  مالية ضخمة بداخل المنزل الذي كانت تسكنه.


هذه القصة لخصت كيف أن كثير من المتسولين ليسوا فقراء ولا محتاجين، بل امتهنوا التسول مهنة لكنز المال من الشعب البسيط الذي قد يحرم أحدهم  نفسه من شيء يحتاجه ليتصدق به على من لا يحتاج!!!.
 

ولم يكتفي البعض بالتسول التقليدي فذهبوا إلى التسول الإلكتروني، حيث استخدم المتسول الإلكتروني وسائل التواصل الاجتماعي لكي يكتنز المال من جيوب الناس، فانتشرت ظاهرة التسول عبر النت، فتجدهم يتسولون برسائل على صفحات غير حقيقية ويطلبون التبرع لهم من أجل الحصول على دواء والآخر يتسول من أجل دفع إيجار سكن أو إجراء عملية جراحية وهكذا يزعمون، والواجب على المتصدق أن يتحرى على من يتصدق عليه، لأنه بإعطائه دون التأكد من صحة حالته، بذلك انت  تساعده في امتهان التسول، مما يترتب عليه ذهاب الصدقة في غير محلها.

  
فالفقير الحقيقي تجده عزيز النفس راضي بما كتبه الله له، لا يسأل الناس الحافا، وعندما تسأله عن حاله يقول مستورة بحمد الله، لكن الذين تراهم في الشوارع والميادين وفي وسائل النقل المختلفة يريدون منك المال بصورة مستفزة لأنهم جعلوا من التسول مهنة يتربحون بها.

ولو قلت للواحد منهم ماذا ينقصك اوفره لك أو تعالى بنا الى بيتك حتى نوفر لك ما تحتاجه يرفض، فهم بحق ينشروا اليأس في النفوس لمجرد رؤيتهم  لأنهم يخلقوا صورة سوداوية ومحبطة في أن القادم ليس بأفضل، وهم يقومون بدور الشيطان في بث الفقر والخوف من المستقبل في النفوس قال تعالى إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ

ويظهروا صورة سيئة عن وطنهم أمام السائحين، في الوقت الذي نجد فيه  أن الدولة لم تألووا جهدا في رعاية الأسر الأشد فقرا، من خلال  توفير مبادرات في هذا الشأن،  مثل مبادرة "كتف في كتف" التي نظمتها الدولة تحت، تجسد بحق خطوة هامة نحو تفعيل دور العمل الأهلي والتنموي، وهذه المبادرة التي انطلقت وهي أكبر مبادرة يتم إطلاقها للحماية الاجتماعية في التاريخ، لدعم الفئات الأولى بالرعاية، ويتم من خلالها توزيع ملايين الوجبات من  المواد الغذائية على الأسر الأشد فقرا من خلال قاعدة بيانات معتمدة، من قبل الجهات المختصة سواء وزارة التضامن أو التموين حتى تصل هذه المساعدات والمعونات إلى مستحقيها، وهذا هو دور الدولة نحو مواطنيها، لذا ازعم أن هؤلاء المتسولين الذين نراهم في الشوارع ويسألون الناس الحافا أغلبهم  على مستوى الجمهورية كلها، زعما منهم أنهم في عمل ويقطعون مسافات طويلة حتى لا يعرفهم أحد من أهالي المنطقة التي يتسولون فيها، والنساء ينتقبن من أجل التخفي أيضا وهذا دليل على أنهم ليسوا محتاجين، إنما جعلوا التسول مهنة للتكسب والثراء.

قولا واحد الناس الذين يحتاجون  فعلًا  لا يتسولون، ستجدهم من  حولك  في كل مكان، سواء في مكان سكنك أو مقر عملك، فراش المدرسة، أو عامل نظافة متعفف أو ساعي في مصلحة الحكومية، أو اليتيم الذي من أقاربك، أو عمال المستشفى، أو المرضى الذين  الذين لا يستطيعون العمل، أو  الناس الذين يشتغلون في عمل غير منتظم، وناس غيرهم كثير  جدا انت متأكد أنهم يستحقون المساعدة، كل هؤلاء  تحسبهم اغنياء من التعفف لا يسألون الناس الحافا، فلا يغرنكم  ملابس المتسولين  أو مسكنتهم فهي من أساليب تسولهم، فلا تساعدوهم لأنهم يبحثون عن الثراء من خلال هذا العمل وليس البحث عن حياة كريمة كما يزعمون، هذا ما أراه.. وعلى الله قصد السبيل.

تابع مواقعنا