أفضل أعمال العشر الأول من ذي الحجة موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم | نص الخطبة
حددت وزارة الأوقاف، عنوان أفضل أعمال العشر الأول من ذي الحجة، موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم 7 يونيو 2024 أول أيام شهر ذي الحجة.
نص خطبة الجمعة اليوم
ووفقًا للوزارة جاء نص الخطبة كالتالي:
"الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، وأشهد أن لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدنا | ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليهِ، وعلى آله وصحبهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن من فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للخيرات، تضاعف فيها الحسنات، وتتنوع فيها الطاعات، ومن أعظم هذه المواسم العشر الأول من ذي الحجة، فهي أيام مباركة فاضلة، عالية القدر والمنزلة، ولا أدل على ذلك من أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه الكريم، تنويها بشأنها وتعظيمًا لمكانتها، حيث يقول الحق سبحانه: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ * والشفع والوتر قال سيدنا عبد الله بن عباس | (رضي الله عنهما: هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي: أَيَّامَ | الْعَشْرِ، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ).
ومن أفضل أعمال العشر الأول من ذي الحجة الإكثار من الصيام فيها، وأكد هذه الأيام صياما يوم عرفة لغير الحاج، فقد سئل نبينا صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية".
من أفضل أعمال العشر الأول من ذي الحجة الإكثار من ذكر الله تعالى، حيث | يقول الحق سبحانه: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ | الأَنْعَامِ، قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "هي أيام العشر"، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ".
ومنها التقرب إلى الله عز وجل بشعيرة الأضحية، لما في ذلك من موافقة سنة | نبينا صلى الله عليه وسلم)، وإحياء لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام)، ورعاية حق الفقراء والمساكين، وهي من شعائر الدين العظيمة، حيث يقول الحق سبحانه: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)، ويقول سبحانه: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، وَعَنْ أَنَسٍ (رضي الله عنه) قَالَ: ضَحَى النَّبي صلى الله عليه وسلم) بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى، وَكَبَّرَ".
علما بأن شعيرة الأضحية كما تتحقق بالأداء الفعلي في الأماكن المخصصة لذلك فإنها تتحقق بالوكالة من خلال صكوك الأضاحي، حيث يُعد الصك نوعا من الإنابة في الأضحية، مع ما لذلك من فوائد جمة من أهمها الوصول إلى المستحقين الحقيقيين أينما كانوا بعزة وكرامة.
وإن من أعظم الأعمال الصالحة في هذه الأيام الفاضلة الإكثار من الصدقات، لا سيما على ذوي الأرحام والحاجات حتى تشيع روح التراحم والتكافل والتسامح والمحبة والفرح والسرور بين أفراد المجتمع، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم) أَحَبُّ الناس إلى اللهِ تَعَالَى أنفعهم للناس، وأَحَبُّ الأعمال إلى اللهِ تَعَالَى سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة | شهرًا)، ويقول صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مِيتَةً | السوء)، ويقول صلوات ربي وسلامه عليه): (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَن يُنْسَأَ لَهُ فِي أَتْرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)".