5 بانرات ونماذج خالدة.. كيف تفنن جمهور الترجي التونسي في دعم غزة أمام الأهلي؟
قدمت جماهير الترجي التونسي دخلة مميزة وتيفو رائع قبل انطلاق مواجهة الفريق أمام النادي الأهلي في نهائي دوري أبطال إفريقيا على ملعب رادس، والذي خطف قلوب جميع عشاق كرة القدم وحتى المناصرين للقضية الفلسطينية في مختلف البلدان العربية.
إبداع جمهور الترجي التونسي في مباراة الأهلي لدعم فلسطين
وفي حقيقة الأمر، مشجعو وأنصار فريق الترجي التونسي لم يُقدموا تيفو واحد أو دخلة واحدة قبل انطلاق المباراة، وإنما قدموا حكاية وملخصًا للقضية الفلسطينية وما يعانيه أهالي غزة خلال الحرب الحالية، بجانب عدة مواقف مميزة لأشخاص مؤثرين، وكله خلال لحظات قليلة، خطفت القلوب والعقول وكان لها أثرها الإيجابي بامتياز.
ما دلالات دخلة جماهير الترجي التونسي؟
ويستعرض القاهرة 24 في التقرير التالي، مختلف البانرات التي رفعها مشجعو الترجي التونسي، ومغزى ودلالة كل منها، وهو ما تم صنعه بحرفية شديدة من مناصري فريق باب سويقة المحبين والداعمين للقضية الفلسطينية بشكل دائم ومستمر.
كم تيفو في دخلة الترجي التونسي؟
أنصار فريق الدم والذهب، رفع خلال المباراة وقبل بدايتها، 5 لافتات مختلفة، كلها تروي حكاية غزة وصمود أهالي القطاع أمام دبابات الاحتلال وطائراته منذ انطلاق حرب السابع من أكتوبر.
بانر الحاجز الأسمنتي
بدأت دخلة عشاق الترجي التونسي بظهور تيفو يُشير إلى حاجز أسمنتي والذي يُمثل انعزال القطاع بعد سيطرة الجانب الإسرائيلي على معبر رفح وعدم دخول المساعدات أو خروج الجرحى.
وظهر الحاجز الأسمنتي وعليه بعض الرسومات للأطفال وحمامات السلام، بجانب عبارة نُسخت باللون الأحمر وهي: أرض حرة في عالم محتل، وهي إشارة إلى القطاع المعزول، بجانب عبارة أخرى وهي: هذه هي قيمنا النبيلة.
تيفو القصص الثلاثة
بعد ظهور بانر الحاجز الأسمنتي، أزاح مشجعو الترجي التونسي الستار عن بانر جديد المقسم إلى 3 صور مختلفة كُتب أسفلها 3 عبارات مختلفة، والتي تُشير إلى 3 قصص جميعها شهدها قطاع غزة.
وظهرت الصورة الأولى في اليمين لطبيبة تحمل جريحًا وتحتها عبارة شجاعة مكشوفة، وهي إشارة قصة الطبية أميرة العسولي التي خطفت قلوب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بسبب شجاعتها في إنقاذ أحد المصابين تحت رصاص جيش الاحتلال.
وفي الصورة الوسطى، ظهر رجل كبير يحمل طفلة بين يديه وكُتب تحتها عبارة “إيمان لا يتزعزع”، وفيها إشارة إلى قصة روح الروح الشهيرة لأحد مشايخ قطاع غزة لحظة استشهاد حفيدته.
أما الصورة الثالثة في يسار التيفو، فأظهرت أحد مقاتلي القسام مع إحدى الأسيرات الإسرائيليات، مع عبارة تحتها بعنوان “إنسانية غير معلنة”، وفيها إشارة إلى كيفية تعامل عناصر المقاومة مع المحتجزين على عكس ما يُقدم عليه جيش الاحتلال مع أهالي قطاع غزة، وهو ما انعكس على تعامل الأسيرة المحررة في صفقة التبادل مع المقاوم ووداعها له.
صنع في غزة
وبعد تسليط الضوء على القصص الثلاثة، أزال مشجعو الترجي التونسي الصور الثلاثة، لتُظهر من خلفها بانرًا جديدًا كُتب عليه بالعربية والإنجليزية عبارة صنع في غزة، إشارة إلى أن المواقف الثلاثة السابقة لن تجد مثلها إلا بين شعب غزة.
كن في الجانب الصحيح من التاريخ
وواصل جمهور الترجي التونسي، الإبداع خلال مباراة الأهلي في نهائي دوري أبطال إفريقيا، من خلال رفع بانر جديد عليه 8 شخصيات مختلفة، ويتوسطها شخص يرتدي قميص الترجي التونسي وشال المقاومة ويحمل علم فلسطين، وهو إشارة إلى حمل جمهور الترجي التونسي لهم القضية الفلسطينية على عاتقه ومناصرتها.
8 شخصيات مؤثرة في بانر الترجي
أما عن الشخصيات التي ظهرت في تيفو الترجي التونسي، فحملت إشارة حب وعرفان لكل من ناصر القضية الفلسطينية أو من كان له تأثير خلال الحرب الحالية، حيث حمل النصف الأيمن من البانر 4 شخصيات، ومثله في الجانب الأيسر.
شخصيات النصف الأيمن من تيفو الترجي
أما عن شخصيات النصف الأول من التيفو المميز والمعبر عن الوضع، فبدأت بطبيب يُشير بعلامة النصر ويرتدي بالطو أبيض، وهو الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة المسمى بطبيب الحروب في فلسطين.
أما الشخصية الثانية في النصف الأيمن من التيفو هي صورة لمشجع من جماهير نادي سيلتك الأسكتلندي يرتدي الشال الفلسطيني، وفيها إشارة شكر وعرفان لما تقدمه جماهير سيلتك من دعم للقضية الفلسطينية في مختلف مباريات الفريق.
وحمل النصف الأيمن صورة ثالثة وهي صورة لطالبة ترتدي “روب” وقبعة التخرج وترتدي الشال الفلسطيني وتحمل عبارة مكتوب عليها: أوقفوا الإبادة الجماعية، وذلك كرمزية للحراك الطلابي في الجامعات الأوروبية والأمريكية الرافضة للحرب على قطاع غزة.
وحملت الصورة الرابعة في النصف الأول، ظهور رئيس دولة كولومبيا جوستافو بيترو الذي يُعد أول رئيس يساري في البلد، والذي أعلن دعمه للقضية الفلسطينية منذ بداية حرب السابع من أكتوبر، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال.
شخصيات النصف الثاني من تيفو الشخصيات المؤثرة
أما النصف الثاني من التيفو، فحمل 4 شخصيات أخرى، كانت الأولى منها لمحامية تحمل علم دولة جنوب إفريقيا وهي المحامية عديلة هاشم التي حملت على عاتقها مسئولية الدفاع عن قضية فلسطين في محكمة العدل الدولية رفقة فريق قضائي من جنوب إفريقيا، وهي من أصول يمنية.
أما الصورة الثانية في التيفو، فأظهرت شخصًا يرتدي الزي اليمني، ويرتدي قناعا عبارة عن شال فلسطين، في إشارة لما يقدمه أهل اليمن منذ بداية الحرب ودعم أهل غزة.
وحملت الصورة الثالثة من التيفو، شخصًا يرتدي الزي الصحفي ويرتدي القبعة الواقية على الرأس المشهور بها الصحفيين وفي يده كاميرا، وهو الشاب الفلسطيني صالح الجعفراوي الذي كلل نفسه ووقته من أجل تسليط الضوء على كل أحداث الحرب منذ بدايتها، دون مغادرة القطاع رغم تعرضه للتهديد المستمر من الاحتلال.
وجاءت الصورة الرابعة لتحمل صورة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والذي يحاول تقديم الدعم والمساندة لأهل غزة منذ بداية الحرب، الأمر الذي عرضه لعدة هجمات من المؤيدين للاحتلال وتهديدات بعزله من منصبه.
نحن مع غزة
أما آخر البانرات الداعمة لأهل غزة من جانب جمهور الترجي، فكانت اللافتة التي ثبتها المشجعون في الملعب، والتي كُتب عليها عبارة نحن نقف مع فلسطين، في إشارة للدعم الصريح للقضية.
تحية لاعبي الأهلي لجمهور الترجي
وكلل مجهود جمهور الترجي وإبداعهم، وقوف لاعبي الأهلي تحية لهم على الدخلة المميزة قبل انطلاق المباراة، وهي من المرات القليلة التي نرى فيها لاعبي الفريق الضيف يُقدمون التحية للجمهور صاحب الأرض.