السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تكوين.. كيف سقطنا في جدل لا يفيد؟!

الأحد 19/مايو/2024 - 01:34 م

تابعت كما غيري، حالة الجدل التي اشتعلت وتصاعدت على مدار الأيام الماضية بمجرد الإعلان عن تدشين مؤسسة تكوين الفكري العربي، في حفل ضخم بالمتحف المصري الكبير، وتحت رعاية الدولة المصرية- كما ذكرت وسائل الإعلام المختلفة- وبمشاركة نخبة من المفكرين والأكاديميين العرب.

من اللحظة الأولى انطلقت مؤسسة تكوين بشكلي جدلي ومثير لمجرد دعابة بدأها مفكرنا الكبير يوسف زيدان، عندما سأل فراس السواح أنت السواح أم طه حسين، ليرد عليه أنه وزيدان أهم من طه حسين، وفجأة تذكر البعض طه حسين وسارع إلى توجيه النقد للثنائي دون أن يمنح نفسه حتى لحظات ليدقق في مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل.

وربما لو انطلقت تكوين بأشخاص غير الأشخاص لما كانت كل تلك الحالة من الجدل قد حدثت أصلا لكنها ضمت في مجلس أمنائها شخصيات فكرية لطالما صدمت المجتمع بآرائها وأن كنت أنا على المستوى الشخصي لا أرى أنها كذلك، يوسف زيدان وإبراهيم عيسى والسياح وإسلام بحيري والسواح.

يوسف زيدان وإبراهيم عيسى هما الشخصيات الأكثر تأثيرا في مجلس أمناء المؤسسة، ولهم جمهور واسع مهما تختلف معهم فيما يطرحون، وهم يمتلكون كافة الأدوات للنقاش المبني على أسس واضحة وينطلقون من خلفيات فكرية وثقافية شديدة في العمق، على عكس إسلام البحيري الذي هو بلا أي منتج فكري على الإطلاق، وأنا على يقين أن عبد الله ما كان ليطلب المناظرة لو كان الطرف الثاني فيها زيدان أو عيسى لكن سارع للترحيب بها عندما كان البحيري هو الطرف الآخر.

على أي حال تعرضت المؤسسة لحملة واسعة بمجرد الإعلان عن تدشينها من قبل أشخاص لم أعهد فيهم إلا الجمود والتصدي لأي محاولة جادة لتحريك حالتنا الثقافية المعطلة، وباتهامات غاية في السطحية منها استهداف الدين الإسلام ونشر الإلحاد والترويج له ومحاولة هدم العقيدة الإسلامية.. إلى هذا الحد وصلنا؟


ألم يدرك مترادفات هؤلاء أنهم بما يوجهون من اتهامات لشخصيات مؤسسة تكوين لا يسيئون لهم بقدر ما يسيئون لما يزعمون الدفاع عنه، هل ديننا هش وإيماننا واهٍ إلى درجة أن مؤسسة ثقافية قد تهدمه؟، هل يمتلك مجلس أمناء تكوين قدرات خارقة للطبيعة لفعل هذا؟.

لم تخرج تلك المزاعم من أصحابها إلا لجهلهم بالكثير من الأمور وحالة التنوع الفكري التي تحظى بها تلك المؤسسة – والتي لا أدافع عنها على الإطلاق- بينما يأخذ مثلا إسلام البحيري موقف الناقد بشدة لابن تيمية والبخاري ومسلم، تجد يوسف زيدان على العكس تماما، وأتذكر أني شاهدت له محاضرة كانت غاية في الروعة في الرد على منتقدي الثلاثة.

ولماذا أختصر هؤلاء مؤسسات تكوين مؤسسة مجرد الجدل الديني، الذي هو بلا فائدة أو عائد يؤدي إلى إصلاح حالتنا الفكرية والثقافية، وهكذا يؤمن يوسف زيدان وأشاركه أيضا.

تابع مواقعنا