رغم تصاعد الأحداث.. لماذا اختار بايدن موقف الحياد من مظاهرات الطلاب الأمريكيين الداعمين لغزة؟
في الوقت الذي تنتفض فيه معظم جامعات الولايات المتحدة الأمريكية دفاعًا عن غزة وتنديدا بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وتصدر الاحتجاجات لوسائل الإعلام المحلية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن جو بايدن اختار موقف المحايد من تلك الاعتصامات.
لماذا التزم بايدن الحياد حول مظاهرات الجامعات الأمريكية؟
أثار موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن العديد من التساؤلات، حول أسباب اختياره لموقف الحياد من مظاهرات الطلبة في الجامعات الأمريكية، فيما أرجعت تحليلات سياسية أن بايدن اختار هذا الموقف لأنه في وقت لا يحتمل المزيد من الاحتجاجات التي قد تصل إلى درجة الغليان في الوقت الذي تستعد واشنطن للمؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس، وبعدها الانتخابات الرئاسية وصراع الحكم مع الرئيس السابق دونالد ترامب.
لكن مع استمرار المظاهرات المنددة بالمذبحة المدنية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية في غزة، أصبح تحفظ الرئيس عن إلقاء نفسه في سياسة وضع محفوف بالمخاطر غير قابل للاستمرار، مما أدى إلى خروجه عن صمته في أول تعليق له، الخميس، حول الحراك الطلابي في الجامعات، والذي جعل بايدن أمام مخاطرة سياسية كبيرة.
وحسب تقرير لوكالة رويترز، فمن الناحية السياسية كان خطاب بايدن بمثابة الوقوف على الحياد، فقد وجد نفسه بين شقي الرحى، في وقت يفرض عليه أن يتجنب المزيد من غضب الناخبين الشباب التقدميين الغاضبين من موقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة، فوفق التقرير فإن هؤلاء الشباب يمكنهم أن يقضوا على آماله في إعادة انتخابه مره أخرى حال قرروا مقاطعة الانتخابات.
وفي سياق متصل، يواصل طلاب الجامعات الأمريكية اعتصامات مفتوحة رافعين الأعلام الفلسطينية، مرددين فلسطين حرة، مطالبين بوقف الحرب على غزة، وسحب الاستثمارات بين الجامعات والشركات الداعمة لإسرائيل.
مظاهرات جامعة كولومبيا
وانطلقت شرارة مظاهرات الجامعات الأمريكية، عقب قيام رئيسة جامعة كولومبيا، عالمة الاقتصاد المصرية نعمت شفيق، باستدعاء الشرطة لتفرقة المتظاهرين الداعمين لغزة وطالبتهم بفض الخيام التي أقاموها استعدادًا لاعتصام مفتوح.
فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الولايات المتحدة تحترم مشاعر الناس وتحمي حقهم في التعبير عنها، لكن يجب أن يتم ذلك دون عنف وكراهية، مضيفًا أنه ليس هناك في الولايات المتحدة مكان لمعادة السامية والإسلاموفوبيا والخطاب العنيف.
ولفت بايدن إلى أن تدمير الممتلكات وتهديد الناس ليس تظاهرا سلميا وهما أمران ضد القانون، مشيرًا إلى أن احتجاجات الكليات تضع الحق في التعبير وسيادة القانون على المحك ويجب التمسك بكليهما.