هل ستصل لـ4 ساعات؟.. سبب عيد العمال وكيف أثر على فترات العمل
من الغريب أن سبب عيد العمال انطلقت شرارته بعد فترات عصيبة عاشها العمال في الثورة الصناعية الأولى التي انطلقت في الولايات المتحدة على حساب راحة العمال.
ولمن لا يعرف سبب عيد العمال التاريخي واختيار تاريخ الأول من مايو خصيصًا نقدم عبر القاهرة 24 تفاصيل تاريخية هامة تكشف قصة عيد العمال وتأثيره على ساعات العمل حتى الآن.
سبب عيد العمال
جاء سبب عيد العمال والاحتفال السنوي به في معظم دول العالم، تخليدًا لضحايا الاحتجاج العمالي في شيكاغو عام 1886، والذين خرجوا للمطالبة بتقليص ساعات العمل من 16 ساعة إلى 8 ساعات يوميًا.
ويعد أهم سبب لانطلاق شرارة الاحتجاجات العمالية في الولايات المتحدة في منتصف القرن التاسع عشر، هو ما يسمى ببداية الثورة الصناعية، إذ كان نظام العمل قمعيًا وظالمًا.
هاجر العديد من العمال من بلادهم الأوروبية إلى الولايات المتحدة للعمل في خضم الثورة الصناعية الجديدة، فكانوا يعملون بأجور متدنية وساعات عمل طويلة، ما دعاهم للتخطيط لإضراب عام للمطالبة بتخفيف ساعات العمل وزيادة الرواتب.
وفي العقد الثامن القرن التاسع عشر، احتدت الإضرابات وشارك فيها عدد كبير من الاشتراكيين والشيوعيين واليساريين الذين كانوا يؤمنون بضرورة القضاء على النظام الرأسمالي من أجل إنهاء الاستغلال.
وكانت الشرارة الأولى للاحتفال بذكرى عيد العمال كل عام، في عام 1886، حينما انطلق الإضراب العمالي الأكبر من نوعه حينها، في ساحة هيماركيت في مدينة شيكاغو؛ إذ شارك فيه أكثر من 300 ألف عامل بقيادة اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة.
ومع استمرار الاحتجاجات والإضراب من الأول من مايو وحتى 43 مايو، استخدمت الشرطة الأمريكية العنف لتفريق العمال، فتسبب ذلك في مقتل عدد منهم، وفي اليوم التالي، انطلقت قنبلة من شخص مجهول الهوية على التجمع، فأنهت حياة 7 شرطيين و4 من العمال المضربين.
وتواصلت احتجاجات العمال المضربين للمطالبة بحقوق مشروعة، بالإضافة إلى الاحتجاج على مقتل زملائهم قبل يوم على يد قوات الأمن.
وجرت المحاكمة لقادة نقابات العمال المشاركة في الإضراب وحكمت المحكمة على 4 منهم بالسجن، والإعدام لأربعة آخرين، وفي عام 1893، عفا حاكم ولاية ايلينوي عن البقية وندد بالمحاكمة والاعدام.
وقد كان رئيس اتحاد نقابات العمال في أمريكا، خاطب عام 1889 المؤتمر الأول للأممية الثانية الذي عُقد في باريس، لإطلاق دعوة عامة من أجل اقتصار ساعات العمل عالميًا على 8 ساعات فقط يوميًا، فاستجاب المؤتمر ودعا إلى مظاهرات حول العالم يوم الأول من مايو من كل عام بداية من 1890.
قصة عيد العمال
بدأت قصة عيد العمال منذ دعوة المؤتمر الأول للأممية الثانية عام عام 1890، تكريمًا لضحايا ساحة هيماركيت في شيكاغو، إذ انطلقت المظاهرات المؤيدة للعمال وحقوقهم يوم الأول من مايو في في الدول الاشتراكية مثل كوبا والاتحاد السوفيتي آنذاك والصين،
ويوغوسلافيا تم إعلان عيد العمال رسميًا عطلة وطنية في عام 1945، وتم الاحتفال به بمواكب ومهرجانات، وتحتفل أيضًا 107 دول حول العالم بعيد العمال في الأول من مايو كل عام كعطلة رسمية.
تاريخ عيد العمال
وبهذا، رسخت تاريخ عيد العمال منظمة فرسان العمل، المكونة من عمال قطاع الملابس فى فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم، منذ إضرابهم 1869، لتحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل.
وقد بدأ العالم الاعتراف بحقوق العمال المشروعة منذ 1886، إذ استفاق عمال الولايات المتحدة الأمريكية للمطالبة بحقوقهم، ونظم 5000 منهم إضرابا للمطالبة بتخفيض ساعات العمل إلى 8 ساعات.
وساندهم في إضرابهم، مظاهرات في دول أوروبية أخرى وصلت ساعات العمل فيها إلى 16 ساعة يومية بأجور متدنية، فكانت مطالب الجميع تحقيق معادلة إنسانية تضمن للعمال 8 ساعات من العمل ومثلها للنوم و8 ساعات ثالثة لباقي متطلبات حياته الطبيعية.
متى بدأ الاحتفال بعيد العمال العالمي
بدأ الاحتفال بعيد العمال العالمي، منذ عام 1886 في عدد من الدول الأوروبية، ثم بدأت مصر اعتباره إجازة رسمية عام 1964 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ومن أهم احتفالاتها أن يلقى رئيس الجمهورية خطابًا أمام النقابيين وقيادات العمال.
شعار عيد العمال العالمي
ومنذ الشرارة الأولى لإضراب العمال، اتخذت المظاهرات شعار عيد العمال العالمي المعروف اليوم في شتى المؤسسات وهو نظام العمل الثلث، أي الذي لا تزيد ساعات العمل فيه عن 8 ساعات لمنح العمال ثلثي يومه للنوم والراحة وقضاء وقت مع أسرته.
فيما تخطت بعض الدول هذا الشعار، ومنحت العاملين فيها مزايا أكثر بإقرار قانون عمل مبني على العمل في دوام يومي قد يصل إلى 4 ساعات فقط يوميا مثل بلجيكا وألمانيا والبرتغال وبريطانيا واستراليا وهولندا.
