زيادة انبعاثات الكربون.. تقارير: هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر تتسبب في تلوث المناخ
غيرت العديد من السفن التجارية وجهتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح خلال الأشهر القليلة الماضية، إثر الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين اليمنية تجاه السفن المتوجهة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتابعة للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ما أدى إلى خلق منطقة غير آمنة للملاحة البحرية جنوب البحر الأحمر.
تغيير السفن التجارية وجهتها من العبور عبر البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس، أدى إلى زيادة انبعاثات الكربون، ما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للشركات التي تستخدم الشحن البحري لتقليل التلوث عبر سلاسل التوريد الخاصة بها، حيث يضيف مسار رأس الرجاء الصالح أسبوعًا على الأقل إلى الرحلة بين جنوب آسيا وشمال أوروبا.
تأثير هجمات الحوثيين على التغيرات المناخية عالميًا
ورصدت تقارير أن طريق السفن المتبع حول القارة الإفريقية، أدى إلى حرق وقود إضافي تسبب في إنتاج ما يقرب من 13.6 مليون طن إضافية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدى الأشهر الأربعة الماضية، أي ما يعادل تلوث حوالي 9 ملايين سيارة خلال نفس الفترة، وفقًا لتقرير صادر عن شركة INVERTO الاستشارية، وهي شركة تابعة لمجموعة بوسطن الاستشارية، المتخصصة في رصد الانبعاثات.
وأشارت إلى أن الانبعاثات الإضافية الناتجة عن هذه الأزمة ستزيد من البصمة الكربونية للشركات، مما يجعل من الصعب للغاية تحقيق أهدافها الصافية الصفرية، وأنه لتحقيق الأهداف المناخية المعلنة ستحتاج الشركات إما إلى تقليل الانبعاثات في أماكن أخرى في سلاسل التوريد الخاصة بها أو الاستثمار في المزيد من مبادرات تعويض الكربون، وكلاهما مكلف للغاية.
وتابعت حسب وكالة بلومبرج، أنه ارتفاع الانبعاثات الكربونية من السفن يأتي بالتزامن مع تحرك الجهة المنظمة العالمية لهذا القطاع، لفرض أول ضريبة عالمية على الكربون، على الرغم من أنه من غير المقرر أن تدخل حيز التنفيذ قبل عام 2027.
كما أشارت إلى تقرير منفصل من شركة Xeneta، وهي شركة لتحليلات الشحن، أظهر أن انبعاثات الكربون التي تبحر من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط ارتفعت بنسبة 63٪ في الربع الأخير مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، حيث وصل مؤشر Xeneta and Marine Benchmark لانبعاثات الكربون، وهو مقياس لانبعاثات الكربون لكل طن من البضائع المنقولة، إلى أعلى مستوى له.