رئة الأرض في خطر.. قلق من تزايد إزالة غابات الأمازون بكولومبيا بسبب الجماعات المسلحة
تتزايد عمليات إزالة الغابات في منطقة الأمازون الكولومبية، وقد تصل إلى ذروة تاريخية، فيما تستخدم الجماعات المسلحة الغابات المطيرة كورقة مساومة في مفاوضات السلام مع الحكومة، وذلك بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
تزايد إزالة غابات الأمازون في كولومبيا بسبب الجماعات المسلحة
وقالت سوزانا محمد، وزيرة البيئة في كولومبيا، إن البيانات الأولية تظهر أن إزالة الغابات في المنطقة كانت أعلى بنسبة 40% في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة بعام 2023، حيث شددت الجماعات المسلحة سيطرتها على الغابات المطيرة.
ووأضاف الوزيرة في مؤتمر صحفي من بوغوتا اليوم: نشهد اتجاها تصاعديا مقلقا للغاية، وهناك سببان رئيسيان: الأول هو إكراه الجماعات المسلحة للسكان المحليين، والثاني هو الظروف المواتية لاشتعال الحرائق المرتبطة بظاهرة النينيو.
ونجحت كولومبيا في تحويل مسار إزالة الغابات الجامحة في السنوات الأخيرة، والذي تزايد بعد اتفاق سلام أبرم عام 2016 مع أكبر جماعة متمردة في البلاد وهي القوات المسلحة الثورية الكولومبية - فارك، وتسبب هذا الاتفاق في ترك الغابات دون حماية بسبب الفراغ الذي خلفته هذه الجماعة.
الجماعات المسلحة تلعب دورا في مصير الأمازون
ومع تفكيك فارك وانسحابها من الغابات، فقدت الغابة قرابة 544 ألف فدان، في عام 2017، لكن سرعان ما نجحت حكومة جوستافو بيترو، أول إدارة يسارية في تاريخ البلاد، في معالجة الوضع من خلال التفاوض مع المتمردين المسلحين الذين ملؤوا فراغ السلطة الذي خلفته فارك.
وقالت وزارة البيئة الكولومبية، إن إزالة الغابات في جميع أنحاء كولومبيا انخفضت بنسبة 29% في الفترة من 2021 إلى 2022 لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2013، وتشير البيانات الأولية إلى أنها انخفضت مرة أخرى بنسبة 25% إلى 35% في عام 2023، لكن هذا الاتجاه وصل إلى نهايته.
وبحسب الجارديان، يعود الانخفاض غير المسبوق في إزالة الغابات إلى حد كبير إلى مجموعة إستادو مايور سنترال EMC وهي مجموعة من المتمردين المنشقين الذين يهيمنون على مساحات شاسعة من غابات كولومبيا في جنوب البلاد، وحظرت الجماعة إزالة الغابات في عام 2022 للحصول على مقعد على طاولة المفاوضات مع الحكومة.
ولكن مع توتر تلك المحادثات في العام الماضي، ألغى المتمردون المسلحون الحظر. وبدلا من حماية منطقة الأمازون، تسمح EMC الآن لمستولي الأراضي بإزالة الغابات من أجل إظهار قوة الحكومة التي تسيطر على المنطقة، وانتزاع شروط تفاوض أكثر ملاءمة مع الحكومة.