السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الحلم العربي

الأربعاء 10/أبريل/2024 - 11:47 م

انتهت أيام الروحانيات، أيام الطاعة والبركة والمودة والتراحم، وجاء العيد يحمل البهجة والفرح والسرور، برغم مرارة ما يحدث في غزة وما يعتصر قلوبنا من الانتهاكات والقتل، وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، من عدو متغطرس تسانده قوى لا إنسانية تدعي الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين مجتمع دولي عاجز عن وقف كل تلك التجاوزات، وشعوب حرة خرجت ترفض كل عمليات القتل والتدمير، وتندد بكل تجاوزات العدو الصهيوني أملا في وقف حرب الإبادة، وأن يستيقظ المجتمع الدولي والمنظمات الأممية لوقف كامل لإطلاق النار والوصول إلى حل الدولتين.

يأتي العيد بعد شهر من الطاعة والعبادة والصلاة والتهجد وقراءة القرآن، ومازال العالم العربي والإسلامي في شتات وتفكك واقتتال بين بعضهم البعض، وكأنهم لم يقرأوا قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا....).

فمازل الاقتتال بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني يرمي بظلاله على الشعب السوداني، وكانت من نتائجه تهجير عدد كبير من السودانيين، غير الأزمات الصحية وانتشار الأمراض والأوبئة والمجاعة والقتل والتدمير لخلافات بين الجنرالات يدفع ثمنها الشعب السوداني، ولم يحتكموا للعقل ومصلحة وطنهم والعمل على رفعته وتقدمه، لكن غلبهم الطمع والمصالح الشخصية والانصياع للشيطان الذي يحرق الأخضر واليابس.

ولم يختلف الوضع في الصومال كثيرا عن السودان، وكذلك ليبيا وسوريا واليمن والعراق ولبنان وغيرها من الدول العربية التي تئن تحت وضع قهري وظروف في منتهى الصعوبة يتحمل شعوبهم تكلفتها، وتعرضهم للوهن والضعف والانصياع للدول الكبرى الرابحة من استمرار الضعف والإنكسار العربي العربي.

وعوضا على التكاتف والتلاحم والعمل بكل جهد لتغيير أوضاعهم المغلوطة، وتصحيح مسارهم، وأن يتجهوا إلى الوحدة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ليشكلوا قوة كبرى، وليستفيدوا من خيرات أرضهم وموقعهم، وأن تكون استثماراتهم لنهضة شعوبهم  في إطار من التكامل ليستطيعوا الاستفادة من ثرواتهم الطبيعية واستغلال مواردهم البشرية، ويساعدهم عامل اللغة والتاريخ والهوية والأصل والعادات والتقاليد ووحدة الأرض وعوامل كثيرة مشتركة تساعدهم في تجاوز خلافاتهم واختلافات رؤاهم للصالح العام لشعوبهم.

فمتى تستيقظ الشعوب العربية وتتكامل في منظومة متكاملة بشكل صحيح، ويتم تفعيل دور جامعة الدول العربية، وتحقيق حلم السوق العربية المشتركة، وفتح الحدود بين الدول بضوابط يتفق عليها، فنحن لا نطالب بعملة موحدة في الوقت الحالي إنما نطالب أن يكون هناك حالة تكامل في كل العمليات التنموية والاستثمارية والاقتصادية والتجارية، وحلما بتحقيق حلف عسكري عربي.

وتبقى تلك الأفكار مجرد أحلام، وتحقيقها لا ينقصه سوى إرادة سياسية من قادة الدول العربية، وأن نتجاوز كل الخلافات ونعلي مصلحة الأوطان العربية، ولتكن تجربة الاتحاد الأوروبي أمام أعيننا، فنحن لن نخترع العجلة، وحتى لا يفهمنا أحد خطأ نحن لا نحيي فكرة الخلافة الإسلامية، بل دعونا نقولها فكرة إحياء فكرة التكامل العربي، وإقامة الوطن الأكبر للأمة العربية.

علينا أن نعود بالذاكرة إلى الوراء وما تعرضت له الدول العربية من هجمات استعمارية سواء من الصليبين أو المغول والتتار والدولة العثمانية وانتهاء بتقسيم الوطن العربي إلى إرث لدول أوروبا وعشنا سنوات تحت الاحتلال ينهبون خيرات بلادنا ويستبيحون دماء أجدادنا.

ونحن كنا نقود العالم في وقت تكاتفنا تحت راية واحدة وهم يعيشون في ظلمات وجهل، لكن للأسف أصبحنا نحن الآن من نعيش في هذا التخلف حتى بعد استقلالنا.

فما يحدث الآن في فلسطين من مساندة الغرب للعصابات الصهيونية هو من ضمن انكسارنا وضعفنا، ولو كنا قوة مؤثرة بشكل حقيقي في خريطة المجتمع الدولي لم تكن تجرؤ إسرائيل ولا الغرب المساند لهم اغتصاب أرضنا عنوة، والعمل على تفريقنا وبث الخلافات ونشر النزاعات والصراعات في الدولة الواحدة.

والأمثلة على ذلك كثيرة في الدول العربية، فهناك من يساعدهم على توهج تلك الصراعات ومدهم بالأموال وشراء السلاح وبث كل الموبقات لنعيش في شتات وخلاف وضعف وترهل والاعتماد عليهم في كل شيء بدون استثناء.

أتمنى أن يستيقظ الضمير العربي لنعود قوى عظمى، وأن يتحقق الحلم العربي بقوة عربية موحدة حتى لو اختلفت الرايات.

فهل سيظل ذلك حلم؟ 

تابع مواقعنا