السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بين الرحمة والحرمان

الجمعة 05/أبريل/2024 - 05:25 م

من فترة قريبة كان فيه راجل هندي كان بطل لقصة أخدت حقها من الانتشار في المجتمع الهندي ومنها للعالم كله برضه بسبب غرابة القصة زى كل حاجة بتيجي من الهند!.

في ولاية "أوتر برديش" فيه راجل هندي عنده 45 سنة أثناء ما كان بيتمشى نفسه هفته على شُرب سيجارة، قّلب في جيوبه فاكتشف إنه كان شرب آخر سيجارة من شوية راح معدى على كشك في طريقه عشان يشتري منه علبة جديدة، بمجرد ما وقف ورغم آشعة الشمس اللي كانت ضاربة في وشه أخد باله من البنوتة اللي واقفة بتبيع.. بنت صغيرة في السن سنها لا يتجاوز الـ 14 سنة بس عجبته، حاول يجر معاها كلام بعيد عن البيع والشراء لكن البنت صدته، ميأسش، تاني يوم راح لها وعمل نفسه بيشتري عشان يحاول تاني معاها بس البنت برضه صدته. 

الفكرة إن حتى وبالمعايير الهندية فرق السن الرهيب بينه وبينه واللي تجاوز الـ 31 سنة كان بيخلي القصة مستحيلة بس ماتفهمش إيه الجنان اللي كان متحكم فيه ده، الراجل برضو للأسف ميأسش وجرب مرة تالتة ورابعة وخامسة وفي كل مرة كانت البنت بترفض بشكل أكتر حدة من اللي قبلها، لدرجة إنه في آخر مرة خالص. 

ولما لقى صوتها عالي وهيلم الناس عرض عليها إنهم يخرجوا في أى مكان عام في يوم إجازتها عشان يتكلم معاها ويتعرف عليها لإنه فعلًا حس إنه بيحبها ومش هيقدر يعيش من غيرها، البنت ورغم سنها الصغير اتعصبت عليه وصرخت في وشه وبدأ الناس يتلموا فالراجل أخد ديله في سنانه ومشي. 

رفضها له اعتبره إهانة شخصية رغم إنه أصلًا عرض طلبه بشكل فيه رخامة مالهاش وصف بس برضه اعتبره إهانة، ثم؟.. ثم قرر البيه إنه ينتقم!.. مش إنتي رفضتيني؟.. طيب الصبر.. دخل على يوتيوب واتعلم بمنتهى الصبر وعلى مدار شهر كامل طريقة صناعة قنبلة بأبسط الطرق!.. أيوا المجنون عمل كده بالفعل واتعلم الطريقة تمام التمام وصنعها.

بعد كده في يومين، راح لمكان الكشك في يوم الصبح بدري وقبل ما يكون فيه حركة في الشوارع وراح زارعها تحت الكشك بزاوية معينة وظبط التايمر بتاعها بحيث إنه ينفجر بمجرد وصول البنت ويشيلها هي والكشك للأبد عشان لو مش هتكوني ليا فمش هتكوني لغيري برضه، زرع القنبلة واستخبى يراقب الموقف، وصلت البنت وفتحت وقعدت، جه وقت الانفجار القنبلة طلعت دخان كثيف البنت شافته فجريت تشوف مصدر الدخان فلقت إنها جسم غريب مزروع تحت الكشك فخافت وصرخت والناس اتلموا، وفيه اللي اتصل بالشرطة اللي جت وفككت القنبلة على خير والحمدلله، إن الباشا وهو بيحضرها ماعملهاش على أكمل وجه فباظت خطته، بعد شوية بحث يمين وشمال وبتضييق النطاق في أحياء مدينة "أغرا" اللي حصل فيها الحادث قدروا يوصلوا للشخص المجرم ده وحاليًا هو محبوس تمهيدًا لمحاكمته اللي كل الآراء بتقول إنه بعدها هيقضي اللي باقي من عمره كله محبوس بسبب اللي عمله، والسبب؟.. إنه ماتقبلش قرار الرفض.

 

المتهم بعد القبض عليه



مش كل رفض إهانة، فيه رفض بيكون رحمة بيك لأنك ماكنتش هتستحمل اللي جاي لو كان القبول تم، وفيه رفض لأنك أكبر قيمة من المكان أو الشخص اللي كنت عايز تربط نفسك بيهم، وفيه رفض لأن اللي رفضك شايف نفسه أقل منك فمايستحقكش، وفيه رفض لأن فعلًا مفيش توافق، ولا أرضية مشتركة، كل الأبواب اللي اتقفلت، وكل الأشخاص اللي سكتهم اتقفلت، وكل الفرص اللي افتكرتها ضاعت أنت في الأصل اترحمت منهم مش اتحرمت منهم.

تابع مواقعنا