الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الاحتلال الناعم.. ومدرسة إبليس

الأحد 31/مارس/2024 - 10:43 م

إن الاحتلال الناعم هو الذي يستهدف الشعوب والأمم لتفكيكها وتمزيقها وخلق أناس من بين أظهارها يكرهون أوطانهم، بل ويصبحون مدافعين بطرق مباشرة وغير مباشرة عن جهل أو عمد عن خطط العدو الذي يستهدف أرضنا وبلادنا وثرواتنا وأحلامنا ويغتالون كل شيء نمتلكه فقد تصبح عدو لنفسك وأنت لا تشعر تمنحهم فرصة الإغارة عليك، وتنفيذ مخططات التفكيك الداخلية بوطنك وأمتك بيدك لا بيد أحد غيرك وهو أشر احتلال.

فهل تصبح يهوديا وتنفذ مخططهم وأنت لا تشعر؟ فاليهود دائما ما يلجؤون دائما إلى التقنع والتغلغل داخل الديانات الأخرى، ويعرفون كيف يستخدمونها في التفكيك الداخلي وتحقيق مصالحهم خاصة في خضم المعارك التي تجري معهم، حتي لا يثيرون الأمم ضدهم والتقنع بالأديان هي طريقة موروثة تاريخه لديهم تحقق مصالحهم فنجد أن اليهود البريطانيين كانوا يخفون ديانتهم إذا أرادوا الوصول للمناصب العليا للتحكم في البلاد لأن القوانين الإنجليزية كانت لا تسمح لهم بذلك، ليصل رئيس الوزراء بينجامين دزرائيلي إلى هذا المنصب بهذه الطريقة، بل إن منهم من كان يتردد على الكنيسة بالرغم من ديانته من أجل مصلحة اليهود.

فطريقة التقنع عزيزي القارئ لم تكن مع المسيحية فقط بل مع الإسلام وداخل الطوائف والفرق التي خرجت تمزق أوصال المجتمعات المسلمة، لأنهم يعرفون أن اكثر الأسلحة فاعلية وأشدهم فتكا هو الفتن والتمزيق الداخلي، فتجد أنهم أسقطوا العراق ومزقوها إربا وفرقوا أهلها وتقاتلوا وقسمت بهذه الطريقة وبأيدهم وسوريا أيضا واليمن وليبيا والسودان وجميع دول المنطقة التي لديهم هدف بداخلها، فلقد حارب اليهود الصهاينة الإسلام منذ البداية عن طريق التقنع منذ البداية، كما حاربوا المسيحية وأخفوا كل تاريخ يثبت التوحيد وتوحيد الأمم السابقة وأنبياءهم وديانتهم للإسلام، فنجد في البحث في أعماق التاريخ أن المصريين القدماء كانوا علي ديانة التوحيد، وهي ديانة دعا إليها نبي الله وجد المصريين سيدنا إدريس عليه السلام، ثم انتقلت من مصر ونشرت في بابل ثم باقي البقاع العربي الذي أثبت هذا القرآن الكريم، حيث يقول الله في محكم التنزيل في سورة الحج آية "78" "ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء علي الناس فأقيموا الصلاة وأتوا الذكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم النصير" وهي أيضا أمنية جميع الرسل والانبياء فدعوة سيدنا يوسف "رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض توفني مسلما وألحقني بالصالحين " سورة يوسف آية "101" فكان من آمنوا برسالة رسولنا محمد السابقين والآخرين وكان طمس التاريخ العظيم والعريق للمنطقة هو الهدف الأسمى للصهاينة فهي مدرسة إبليس اللعين.

فلعلك تلاحظ عزيزي القارئ أن المنطقة لم تشهد تنافسيا حضاريا وتاريخيا وثقافيا الي عندما بدأ اليهود يخططون لاحتلال المنطقة بأكملها وطمس هويتها ووحدتها وتكاتفها وتكاملها الديني والثقافي والعلمي والاقتصادي والعسكري عن طريق التقنع الداخلي الخفي، واذا فشلوا في جولة ارتدوا يسالمون سلاما اشر من الحرب الظاهرة فهل نكون نحن من يساعدهم في هذا بنشرنا الفتن والوقيعة والتفرقة والطائفية والكيل لجميع المخالفين وتشويههم وهدم قلاعنا الدينية كالأزهر والكنسية المصرية أم أننا نهزمهم بوحدتنا والحفاظ علي اوطاننا والنظر بداخلنا لإصلاح أنفسنا وتركنا الأخرين لتهذبهم اخلاقنا قبل فتوانا المبنية علي تمزيق كل شيء والتضييق علي الناس في كل شيء متخذين تشدد اليهود الذي عشناه في سورة البقرة وكثير من المواضع.

فنجد مدرسة إبليس في عهد الخلفاء الراشدين كعب الأحبار الذي كان يهوديا المقنع بالإسلام يفسر القرآن الكريم ليخرج علينا بالإسرائيليات لتنوء بفكره كواهل عشرات الجماعات التي تخرج علينا الآن تكفر وتمزق وتقسم وتفتت المجتمعات بظاهر إصلاحها، ثم إن كعب كان يشترك في مؤامرة قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ويخبره بذلك مكرا قبل الحاثة بثلاثة أيام ليبرر ذلك بأنه رأي ذلك في التوراة، فلما دهش عمر من ذكر اسمه فيها قال له كعب إن ما ذكر هو وصفه لا اسمه ويوصيه بأن يستخلف غيره قبل موته لطمعه هو في الخلافة، ثم يقتل أمير المؤمنين كما حدد كعب ليسير الكثير من اليهود الصهاينة علي نهجه ويصبحون يشككون لك في كل شيء، فلقد أفلحت الدعاية اليهودية في تزييف معتقدات ونحلها بما يحقق لهم مصلحتهم فستري روح الولاء والتهليل لبني إسرائيل ومقدساتهم يهيمن علي المقدسات المسيحية الغربية وليست الشرقية فتجد مسيحي الغرب يقدمون لهم كل غالي ونفيس من أجل خدمة مشروعهم الاستدماري في أوطاننا المسلمة العربية والافريقية وكيف تحكموا في الحركات المتأسلمة بجواسيسهم عن طريق همفر وبريجنسكي والصفقة الكبرى بين الحركات المتخفية في ثوب الإسلام.

ولكن اختلفت مدرسة إبليس في العصر الحديث بقيادة الصهاينة والماسونية وأدواتهم المتغلغلة داخل المجتمع العربي والمسلم والإفريقي وتعددت أدواتها في العصر الحديث مما جعلتك ترى ما نحن عليه مليار ونصف مسلم في تمزق وتشتت لا يعرف أي منهم واجبه اتجاه اسرته ومجتمعه ووطنه وامته ويتنكر كل منا للحقيقية الواقعة علي الفرد ذاته بأن الأسرة متمثلة في الأب والأم والأبناء وصلاحهم هو سبب رئيسي في بناء مجد أمة، وقد يكون السبب وراء هزيمتها قبل أن يهزمنا عدونا رغم قلة عدده وكثرتنا.

إن مدرسة ابليس الصهيونية وتاريخ التقنع بداخلها استطاعت السيطرة الكاملة علي كافة الحركات المتأسلمة في العصر الحديث، مما جعلت قانون ذاتية التفكك الذي يعتمده الصهاينة أخطر الأسلحة فتكا وأكثرها فاعلية علي الأمة وتتمثل فصول هذه المدرسة من وهابية برفونعها وإخوان ومقنعي السوشيال التي أصبح الكثير منا مشترك في نشر ما تروجه هذه المدرسة بقناعها الصهيوني الشيطاني، لتفكيك أوطاننا وتمزيقها وإضعافها لمصلحة العدو وبلورة العداء من العدو الحقيقي الذي يقتل وينكل ويرتكب المجازر في حق أشقائنا إلى عدائنا لأنفسنا وتنفيذ مخطط العدو دون أن نشعر وهو قائم علي مشروع هيرتسوغ رئيس المنظمة الصهيونية في سبعينيات القرن الماضي عندما علق علي كامب ديفيد قائلا "إن أمن إسرائيل لا يتحقق بفك الارتباط مع الجيوش العربية أو بمعاهدات السلام ولكنه يتحقق عندما تصبح كراهية العربي للعربي والمسلم للمسلم أقوى من كراهية العربي والمسلم للإسرائيليين، فإذا استطعنا تحقيق مشروع التفكيك الداخلي للدول العربية لن يبقي أمامنا عائق لإقامة إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل"، وهو ما تحقق هذه الأيام عندما شاهدنا الهجوم الأكثر فتكا بحصن الأمة مصر من خلال أبناء مدرسة الشيطان متقنعين بثوب العربي الذي يدافع عن الأقصى وقضايا الامة وهو نفس الشخص الذين اسقطوا العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان ولبنان وجميع الدول المحيطة بالعدو الصهيونية واستبدالها بعصابات تتحكم فيها هذه المدرسة سواء بثوب قوي إقليمية أو دولية ولكن النتيجة دائما ما تكون عكسية وأوهموا القارئ والمتلقي أن في تمزيق البلدان العربية واسقاط مؤسساتها هو جزء من قتال العدو ولكنه في الحقيقية هو انتصار للعدو.

فهيا بنا نخوص سويا عزيزي القارئ في أعماق هذه المدرسة التي أوهمت الكثيرين بصلاحها وأنها تقود حركة إصلاحية، ولكنه في الواقع أكبر حركة تمزيق داخلي في تاريخ العالم ليخرج الينا الأمير محمد بن سلمان يحذر العالم الإسلامي من مغبة هذه الحركات الفكرية المتطرفة، والتي أسست بناء على صفقة أبرمت مع مدرسة الشيطان الصهيونية، فبداية القصة عندما كشفت وثائق في القرن الثامن عشر من خلال مذكرات جاسوس بريطاني يدعي همفر ودوره في تكوين حركات إسلامية سميت بالوهابية لتظهر أول نسخة منها في عام 1888م باللغة التركية علي خمسة أجزاء، ووصفت بأنها وثائق غاية في السرية خلال عام 2002م وبعد نجاح هذه التجربة وسرعة انتشارها بدأت المرحلة الثانية منها في السابع والعشرين من ديسمبر لعام 1979م عندما أقر مجلس الامن القومي الأمريكي خطة بعنوان الجهاد في أفغانستان ضد الإلحاد كتبها "زبغنيو بريجنسكي " مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جيمي كارتر وبدأت جولته بزيارة سرية للقاهرة في يناير 1980 م ومقابلة الرئيس المصري الراحل أنور السادات ثم إلى المملكة العربية السعودية ومقابلة الملك خالد في الرابع من يناير وفي اليوم التالي تم مقابلة الرئيس ضياء الحق في إسلام أباد بباكستان ليقول لنا الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه "الحروب غير المقدسة "ص31 أن بريجنسكي دعا هذه الدول للقيام بدور قيادي في الحرب ضد السوفييت الملحد حاملا خطة تفصيلية تحدد بدقة دور كل دولة وكأنه احد صحابة رسول الله الغيورين على الإسلام بالرغم من صهيونيته ونجح في اقناع الزعماء العرب بالموافقة علي مشروعه والتحمس له دون قيد أو شرط بمعاونة الإخوان والوهابية وبعض من خريجي الازهر المنتميين لتلك الجماعات المتطرفة فكرا وانتماء.

وكان دور جماعة الاخوان فاعلا جدا خاصة عندما تربط قادة الجماعة ببريطانيا وأمريكا تاريخا من العمل السري المشترك ضد جميع الدول الإسلامية والعربية، ولما لهم من انتشار واسع علي مستوي العالم الإسلامي وخاصة قيادات أفغانستان الذين ينتمون لجماعة الإخوان، مثل القيادي الشهير عبد الله عزام والذي أشعل الإخوان بأوامر من بريجنسكي الجامعات، واستقطبوا الطلاب ونظموا حملات لجمع التبرعات والدماء بتكليف من مرشد الإخوان حامد أبو النصر ليمكث الإخواني كمال الهلباوي وعبد المنعم أبو الفتوح 6 سنوات بين باكستان وافغانستان لمتابعة تنفيذ أوامر اليهود والحرب بالوكالة نيابة عن البريطانيين والأمريكان لسرقة وسلب أكثر بلاد العالم ثراء باليورانيم والنفط والثروات، ليسقطوا دولة إسلامية إلى يومنا هذا تحت أكذوبة طرد الاتحاد السوفيتي.

ليكشف لنا عزيزي القارئ كتاب "النوم مع الشيطان" لضابط المخابرات الأمريكية CIA روبرت باير ان الاخوان كانوا المورد الأكبر للمقاتلين في أفغانستان ويسرد تفاصيل كيف استخدمت أمريكا الإخوان الإرهابية وابناؤهم للقيام بأعمال قذرة لا تمت للإسلام بصلة في دول عديدة منها أفغانستان ليكتب محمد حسنين هيكل في مجلة وجهات نظر عدد فبراير أن السعودية ومصر نقالوا 35 ألف مقاتل من 43 دولة إلى أفغانستان تحت قيادة اليهود الصهاينة واتباعهم من إخوان ووهابية وحركات متطرفة وفي كتاب العلاقات الخفية بين أمريكا والدول العربية للكاتب "جون روبرت " يقول المؤلف أنه المملكة العربية السعودية أصدرت أكثر من 300 فتوي من رجال دين رسميين مثل "عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين " وشيوخ مستقلين وأكاديميين ودعاة ووعاظ اتفقت كلها علي فرضية الجهاد بالمال والنفس في أفغانستان في حين أن فلسطين محتلة ولكن الامر متعلق بما تمليه بريطانيا وامريكا علي متطرفي الإسلام وادواتهم وانتماءهم لمدرسة ابليس التي تستهدف تمزيق كل بيت مسلم وعربي داخليا وتكريث العداء من العدو الحقيقي لعدائنا لأوطاننا وأنفسنا وتمزيق اوطاننا بأنفسنا وإضعافها ليسهل على العدو سرقتها والتنكيل بأبنائها وسفك دمائهم.

ليخرج علينا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصريحات خطيرة في الثاني والعشرين من مارس 2018 م لصحيفة "واشنطن بوست" بأن تصدير السلفية السعودية ودعمها المادي كان بطلب من الحلفاء منذ الحرب الباردة وبناء عليه دعم النظام السعودي المؤسسات الدعوية والمنظمات الإسلامية العالمية، ليكشف لنا أكذوبة ما أسماه الوهابيون السلفيون "الصحوة الإسلامية " وأن نشر الوهابية السلفية لم يكن خالصا لوجه الله، وإنما كان استجابة لمطالب أمريكية بريطانية وتوظيف الإسلام لخدمة المصالح الأمريكية الصهيونية، وتمزيق أواصل المجتمعات المسلمة ومحاربة مؤسساتها الوسطية كالأزهر، ليقول الأمير محمد "إن هذا كان نتيجة صفقة سياسية أبرمتها أمريكا مع المملكة، وأن تسويق هذا الفكر المتشدد كان لخدمة المعركة ضد السوفيتي وليس نصرة للإسلام والمسلمين وإصلاح للمجتمعات المسلمة من المتأسلمين ولكنه فكر مدرسة ابليس وهو تغيير ديموغرافية الفكر الإسلامي المعتدل وطمس جميع الأدوات والمؤسسات التي تجمع المجتمع علي كلمة واحدة.

لتعلق الواشنطن بوست بالقول "لقد تأكد الآن أن نشر الوهابية لم يكن سوى أداة من أدوات الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي وأن كل هذه المظاهر وتغطية الرؤوس والذقون والجلاليب القصيرة...الخ كل هذا لم يكن في الحقيقية سوي مكياج وأزياء تنكرية واكسسوارات لتأدية الدور المطلوب تمثيله في فيلم الحرب الباردة!!وأن الشعوب الإسلامية كانت ألعوبة ساجة في لعبة سياسية قذرة ليس لها علاقة بالإسلام! فهل فهمت عزيزي القارئ كيف إن لجميع هذه الجماعات الدور الكبير في هزيمة الإسلام، وتفكيكه وأن كل هذه الدعاية والخطابات الرنانة والحديث باسم رسول الله وتوزيع صكوك الجنة وتشويه الاخرين وحربهم الضارية والمستمرة علي المؤسسات الدينية الوسطية العريقة، كالأزهر ما هي إلا خطة تمليها عليهم مدرسة إبليس لتسهل احتلال بلاد المسلمين ولم ولن يكن يوما هؤلاء مدافعين عن الدين.

إن أخطر ما تقوم به مدرسة إبليس ومعاونة هؤلاء المتأسلمين هو تفكيك أي مرجعية دينية عقائدية، فتجد أنهم يفتشون في جميع أحاديث الرسول الكريم ليضعفوا ما شاءوا ويقوون ما يحلو لهم ثم الهجوم علي الأئمة وعلماء الأمة الذين لا ينتمون لمدرستهم ولا يخدم مشروعهم واستخدام الآيات في غير موضعهم ووصف بلاد التوحيد ومؤسساتها بأوصاف تجعل من أي شخص عادي يتراجع عن انتماءه ويهرول الي شباكهم التي وقع في فخها الكثير من الشباب العربي المسلم تحت دعاية التشويه والتقليل واستخدام تقنيات حديثة كالقص واللصق واستخدام عناوين يستشف بعض القراء الذين لا يتعمقون في الحديث كاملا ان عليه وليس له دراية بأهداف هؤلاء الحقيقية ان عليه اللجوء اليهم ليأخذ منهم منهج التوحيد والدعوة بالرغم من أن معظم هؤلاء لا ينتمون حتي لأبيهم وامهم بل لتنظيماتهم التي تغدق عليهم الأموال.

ولعلنا نتعمق أكثر في كيفية تحول الوهابية السلفية من "مدرسة علمية "ال" ايدلوجية سياسية ناعمة للسيطرة علي الحركات الإصلاحية، وفي القلب منها جماعة الاخوان الإرهابية لتعصف بالمجتمعات العربية والمسلمة وتمزقها وتفرقها وتفتت مرجعيتها وتضمن تبعيتها لدول إقليمية ومن ثم التبعية الأكبر لأمريكا وبريطانيا والحركات اليهودية المتطرفة

نبدأ بنظرية "المركز والأطراف" وتصدير الوهابية لجميع البلدان المسلمة والتي تقوم علي وجود مركز قوي يهمن علي باقي الأطراف الضعيفة ويكون له القدرة علي القيادة السياسية والاقتصادية والثقافية للأطراف والتي بدورها لا تتمتع بالاستقلالية واستحالة انتماءها لأوطانها ومؤسساتها نظرا لاحتوائها علي مهارات ناقصة وغير مؤهلة علمية وفكريا للخروج من هذه التبعية والمدرسة ولقد عملت المملكة العربية السعودية منذ البداية نظرا لثقلها في العالم الإسلام اقتصاديا على إنشاء الجامعات والمدارس الشرعية، وكونت شبكة قوية من العماء الشرعيين كالشيخ ابن باز والعثيمين والفوزان وغيرهم ودعمت الأعمال الخيرية والبعثات الطلابية وفي نفس الوقت دعمت الأطراف لنشر فكرة أيديولوجية ذات أطوار ثلاثة متعاركة حركيا تقوم دعايتها علي نبذ المذاهب الأربعة، وهدم الثوابت ورصد لذلك تمويلات مالية ضخمة مما أدى إلى إنتاج تيارات سلفية انشطارية متعاركة فيما بينها وفي صراع دائم مع المؤسسات الوسطية العريقة كالأزهر وعلماؤه لتمزق هذه المرجعية وتأثر علي الوحدة الوطنية للمجتمعات المستهدفة خاصة واذا كانت لهذه المجتمعات الثقل والوزن في العالم الإسلامي كمصر.

لتمر هذه المدرسة الخطيرة الوهابية بثلاث مراحل فكرية متخبطة تنتتج هؤلاء المتشددين وتمزق وحدة المجتمع وتشكك في تدينه تبدأ مع تأسيس المملكة الي مرحلة ما بعد حرب الخليج عام 1991م نتج عنها ثلاثة أطوار متناحرة داخل الفكرة الوهابية السلفية، وهي الجهادية والعلمية والمدخلية فأينما يدخل هذا الفكر أي دولة مستهدفة ينتج تيارات تابعة لهؤلاء لتكون الأيدلوجية وجود الأنواع الثلاثة بنسب متفاوتة، ليحدث انشطار وتنافر دائم بينهم واتفاقهم علي هدم أي مرجعية لا تؤول الي مدرستهم بما يحقق استمرار التبعية الفكرية للمركز عن طريق فرق تسد لتضمن عدم استقرار ووحدة المجتمعات وخروج أجيال متتالية لا تعترف بشيء سوي لتبعيتها لهذا الفكر ولا تعرف معني الوطن ومؤسساته.

ولعلك تندهش عزيزي القارئ عندما تعلم ان الهدف الثاني هو نبذ المذاهب الأربعة واضعاف المحتوي بالرغم من ان المذاهب الأربعة تكتسب مدرستها العلمية من اجماع الأمة علي صحتها منذ القرن الثالث الهجري ليكون طريقة تعامل الوهابية السلفية مع قوة حجة هذه المدرسة، عن طريق فكرة اتباع الدليل دون التقيد به اطلقوا عليه فقه الدليل لتجعل من كل شيخ وهابي سلفي الحق في استنباط الدليل الشرعي كما يحلو له بغير التقيد بمسلك علمي معين أقره علماء الأصول الفقهية! والذي قاد هذه الطريقة الشيخ الألباني والذي جمع أقواله في كتابه "الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام " وسمي فيه اتباع المذاهب المقلدة ويري أن جمهور المسلمين يأخذون بمذاهب يراها بدعة عظيمة بالرغم من إجماع الأمة علي صحة والاخذ بالمذاهب الأربعة ولكن نتيجة لهذا الفراغ العلمي والجهل بمسالك الاستنباط الشرعي نشأ جيل إخواني واهبي متطرف مثل ربيع المدخلي ابو محمد المقدسي وأحمد الحازمي صاحب التيار الفكري الأكثر تطرفا داعش وجميعهم تتلمذوا في هذه المدرسة وتبعية هذه الأجيال المطلقة لتجد فتواهم عبارة عن قص ولصق لفتاوي هؤلاء لينجحوا في تمزيق العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان واستمرار صراعهم مع المدارس المذهبية الاصيلة مثل الأزهر الشريف الوسطي وسط تغنيهم بأدواتهم الإعلامية وعلي مواقع السوشيال ميديا بقضايا الأمة وتخوين جميع من لا ينتمي لمدرسة ابليس رغم تمزيقهم لوحدتها وانهاك الشباب في صراعات فكرية داخلية واستخدام منصات اللوبي الصهيوني وهو ما سنكشف عنه في مقال قادم عن كيف يعمل هؤلاء عبر ما أشرت وخطورة ان يصدق الشباب كل الدعايا الكاذبة علي المنصات المختلفة.

ويكشف مارك كورتيس عزيزي القارئ من واقع وثائق المخابرات البريطانية في كتابه "التاريخ السري" عن الصفقة السرية السياسية التي تمت لنشر هذه الأفكار ليستمر مسلسل كشف مدرسة إبليس الإخوانية الوهابية وتابعيتها لأمريكا وبريطانيا في العام 2016، حيث نشر موقع فر بيكون وثائق تكشف عن خطة واشنطن لتفكيك مؤسسات الدولة المصرية في عهد الإخوان ونشر مراسلات سرية واتفاقات جرت بين هيلاري كلينتون وقادة الاخوان وغيرها من الأسرار التي لم يكشف عنها النقاب ليخرج مرشح الرئاسة الامريكية روبورت كيندي نجل الرئيس الأمريكي جون كينيدي في تصريحات متلفزة مطلع شهر مارس لهذا العام قائلا أنفقنا ثمانية تيليرونات دولار منذ 2001 علي حروب عبثية واسسنا داعش وهجرنا اكثر من مليوني لاجئ إلى أوروبا فقط، وبعد كل هذا السرد لخطورة الاحتلال الناعم والتفكيك الداخلي للقوي الداخلية وللشباب الذين هم عصب الأمة، هل اكتشفت عزيزي القارئ أن التغني بقضايا الأمة هو قناع صهيوني يلبسه هؤلاء وإن في إسقاط وتمزيق وحدة الأمة هدف أسمى لهؤلاء لأن هناك تحدٍ من هذه المدرسة لوصية الله تعالي للمؤمنين في سورة آل عمران الآية 103 قوله "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوان وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون".

تابع مواقعنا